تنزيل
0 / 0

حديث أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أمور كثيرة جدا

السؤال: 254035

هل يمكن أن توضح ما إذا كان ما يلي حديثًا أم لا : " جاء أعرابي إلي المسجد لرؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد إلقاء السلام ، سأله النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أين أنت؟ ) ، فقال الأعرابي: أتيت من مكان بعيد لتجيبني عن بعض الأسئلة ، وفيما يلي الحوار الذي دار بين الأعرابي والنبي =صلى الله عليه وسلم ، قال الأعرابي : أريد ألا يكون في كتابي ذنوب بل فيه خير وحسنـــات فأجابه النبي: كُن باراً لوالديك وأحسن معاملتهم ، قال الأعرابي: أريد أن أكون أحكم الناس فأجابه النبي: اتق الله تعالى في كل شيء ، قال الأعرابي: أريد أن أكون من المقربين عند الله تعالى فأجابه النبي: اقرأ القـــــرآن صباحًا ومساءً ، قال الأعرابي: أريد أن يكون في قلبي نور دائما فأجابه النبي: لا تنسى المــــوت وتذكره دائمًا ، قال الأعرابي: أريد أن أكون في ظل رحمة الله دائمًا فأجابه النبي: أحسن إلى النــــــاس ، قال الأعرابي: أريد أن لا يضرني الأعداء فأجابه النبي: توكل على الله دائمًا ، قال الأعرابي: أريد أن لا أكون مفضوحاً بين النـاس فأجابه النبي: لا تفضح عيوب الناس ، قال الأعرابي: أريد أن يكون عمري طويلاً فأجابه النبي: :عليك بصلة الرحــــم .

ملخص الجواب

فالخلاصة : أن هذا الخبر لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فالواجب الإعراض عن هذا الخبر الذي لا أصل له ، وما جاءت به الأحاديث الصحيحة يغنينا ويكفينا عن مثل هذه الأخبار . والله أعلم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا يعرف لهذا الخبر مستند صحيح ، والظاهر أنه مجمّع وملفق من معاني عدة أحاديث وأخبار مشهورة .
وهذا الخبر شبيه للخبر الموضوع المنتشر والمتداول بين الناس– ولعله هو نفسه لكن تغيرت ألفاظه بسبب تعدد الترجمات له – وهو :
عن خالد بن الوليد قال: " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما بدا لك ، قال: أريد أن أكون أعلم الناس ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اتق الله تكن أعلم الناس ، قال: أريد أن أكون أغنى الناس ؟ قال صلى الله عليه وسلم: كن قانعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم: أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله ، قال: أحب أن يكمل إيماني ؟ قال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ؟ قال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن أكون من المطيعين ؟ قال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين، قال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب؟ قال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله نقيا من الذنوب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم نفسك ولا تظلم الناس تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم خلق الله، يرحمك ربك يوم القيامة… " الى آخر القصة الطويلة .

وقد سُئل عنه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فأجاب :
" هذا الحديث جاء في (كنز العمال) باختلاف عما جاء هنا ونصه: كما جاء في الجزء 16 من كتاب (كنز العمال) تحت الرقم (44154) قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري، قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشائخه إلى خالد بن الوليد قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة ، فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس ، قال: اتق الله تكن أعلم الناس، فقال: أحب أن أكون أغنى الناس ، فقال: كن قنعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون خير الناس ، فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعا لهم . فقال: أحب أن أكون أعدل الناس ، قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى ، قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ، قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن يكمل إيماني ، قال: حسن خلقك يكمل إيمانك ، فقال أحب أن أكون من المطيعين قال: أد فرائض الله تكن مطيعا، فقال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب ، قال: اغتسل من الجنابة متطهرا تلق الله يوم القيامة وما عليك ذنب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ، قال: لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي ، قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله ، قال: أحب أن تقل ذنوبي ، قال: استغفر الله تقل ذنوبك، قال: أحب أن أكون أكرم الناس، قال: لا تشكون الله إلى الخلق تكن أكرم الناس، فقال: أحب أن يوسع علي في الرزق ، قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق، قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله ، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله ، قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله ، قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه ، قال: أحب أن تستجاب دعوتي ، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك، قال: أحب أن لا يفضحني الله على رءوس الأشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رءوس الأشهاد ، قال: أحب أن يستر الله علي عيوبي، قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك ، قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم ، قال: ما الذي يطفئ نار جهنم ، قال: الصوم " ، من كتاب كنز العمال (ص 127 – 129) .

والحديث المذكور موضوع ورواته مجاهيل ، وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ، ومن بعض كلام أهل العلم ، وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية .
ولا ريب أن العمدة فيما ذكره في هذا الحديث هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة ، أما هذا المتن فلا يعتمد عليه ، ولا يحتج به ؛ لأنه ليس له إسناد صحيح ، والله ولي التوفيق " .
انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (26 / 324 – 326) .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android