تنزيل
0 / 0
99,53530/10/2016

كيف أسلمت مارية القبطية؟

السؤال: 254313

سمعت محاضرة للشيخ كشك ذكر فيها قصة إسلام مارية القبطية بهذا النص:
ومارية كانت مملوكة بعقد اليمين ، وقبل أن يدخل بها النبي أعلنت إسلامها ، حتى لا يقال إنه تزوج بنصرانية ، فبمجرد وصولها إلي المدينة المنورة قالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله .
فسألها النبي ما الذي دفعك إلي الإسلام ؟
فقالت له : يا رسول الله لقد أرسلوا معي رجالاً من أصحابك من مصر إلي المدينة ، والله كانوا أشد أمانًا علي عرضي من إخوتي ، فقلت : إن الذي ربي هؤلاء الرجال علي تلك الأمانة لا يمكن أن يكون بشرًا عاديًا ، إنما هو رسول من الله حقًا وصدقًا ، وآمنت .
السؤال:
ما صحة هذه القصة بهذا النص؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

رغم البحث في مظان وجود هذه القصة ، إلا أننا لم نقف عليها ، ولا على ما يشير إليها
، لا بسند صحيح ولا ضعيف ولا مكذوب .
وغاية ما وقفنا عليه ها هنا أمران :
الأول : أنها أسلمت قبل وصولها للمدينة ، بدعوة من رسول رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وهو حاطب بن أبي بلتعة .
فروى ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (8 / 212) بسنده عن عبد الله بن عبد الرحمن بن
أبي صعصعة قال:
” بعث المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من
الهجرة بمارية وبأختها سيرين ، وألف مثقال ذهبا ، وعشرين ثوبا لينا ، وبغلته
الدُلْدُل ، وحماره عُفَيْر ، ويقال يعفور ، ومعهم خصي يقال له مأبور ، شيخ كبير
كان أخا مارية ، وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة ، فعرض حاطب بن أبي بلتعة على
مارية الإسلام ، ورغبها فيه ، فأسلمت ، وأسلمت أختها ، وأقام الخصي على دينه حتى
أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله .
وكان رسول الله معجبا بأم إبراهيم ، وكانت بيضاء جميلة ، فأنزلها رسول الله في
العالية في المال الذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم ، وكان رسول الله يختلف
إليها هناك ، وضرب عليها الحجاب ، وكان يطؤها بملك اليمين ، فلما حملت وضعت هناك ،
وقبلتها سلمى مولاة رسول الله فجاء أبو رافع زوج سلمى فبشر رسول الله صلى الله عليه
وسلم بإبراهيم ، فوهب له عبدا ، وذلك في ذي الحجة سنة ثمان ، وتنافست الأنصار في
إبراهيم ، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من هواه
فيها ) .

الثاني : أنها أسلمت ، هي
أيضا ، بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، حينما نزلت المدينة :
قال ابن كثير رحمه الله : ” وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ، وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً جَمِيلَةً
فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُخْتَهَا
عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ
فَأَسْلَمَتَا هُنَاكَ، فَوَطِئَ مَارِيَةَ بِالْمِلْكِ، وَحَوَّلَهَا إِلَى مَالٍ
لَهُ بِالْعَالِيَةِ كَانَ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَكَانَتْ فِيهِ فِي
الصَّيْفِ، وَفِي خُرَافَةِ النَّخْلِ، فَكَانَ يَأْتِيهَا هُنَاكَ، وَكَانَتْ
حَسَنَةَ الدِّينِ، وَوَهَبَ أُخْتَهَا سِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَوَلَدَتْ
لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَقَّ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَحَلَقَ رَأَسَهُ،
وَتَصَدَّقَ بِزِنَةِ شِعْرِهِ فِضَّةً عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَأَمَرَ بِشِعْرِهِ
فَدُفِنَ فِي الْأَرْضِ، وَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَتْ قَابِلَتُهَا سَلْمَى
مَوْلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَتْ إِلَى
زَوْجِهَا أَبِي رَافِعٍ فَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا، فَجَاءَ
أَبُو رَافِعٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَشَّرَهُ،
فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا، وَغَارَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِنَّ حِينَ رُزِقَ مِنْهَا الْوَلَدَ ” انتهى من “البداية
والنهاية” (8/229) .

وينظر : “تاريخ الإسلام”
للذهبي (1/299) ، “إمتاع الأسماع” للمقريزي (6/130) ، “الإصابة في تمييز الصحابة”
(8/311) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android