تنزيل
0 / 0

هل سيرى المنافقون الله تعالى يوم القيامة؟

السؤال: 256455

قرأت حديثا أخرجه الشيخان ـ بألفاظ مختلفة ـعن أبي هريرة ، وأبي سعيد رضي الله عنهما ، ولفظه عن أبي هريرة عند مسلم : ” أن ناسا ً قالوا لرسول الله : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ ) ، قالوا: لا يا رسول الله ، قال : ( هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ ) ، قالوا: لا يا رسول الله ، قال : ( فإنكم ترونه كذلك ، يجمع الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيثقول : أنا ربكم ، فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه …” إلخ ما جاء في رواية الحديث الطويلة.
والسؤال : هل معنى هذا أن المنافقين سوف يرون الله يوم القيامة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف العلماء في رؤية المنافقين لله تعالى يوم القيامة ، بل اختلفوا في رؤية
الكفار – عموما – لله تعالى يوم القيامة .
وسبب هذا الاختلاف أنه لم يرد نص قاطع ، أو ظاهر ظهورا قويا ، يدل على الإثبات أو
النفي ، فاجتهد العلماء في فهم النصوص الواردة في ذلك ، ولهذا فليست هذه المسألة من
مسائل الاعتقاد التي يجب على كل مسلم أن يعتقدها ، كما أنها ليست من المسائل التي
يبدع فيها المخالف ، بل لا حرج على من أثبتها أو نفاها أو توقف فيها، حسب ما ظهر له
من الأدلة الشرعية .
وقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اختلاف العلماء في رؤية الكفار لله تعالى
يوم القيامة ، فقال :
“فَأَمَّا ” مَسْأَلَةُ رُؤْيَةِ الْكُفَّارِ ” : فَأَوَّلُ مَا انْتَشَرَ
الْكَلَامُ فِيهَا وَتَنَازَعَ النَّاسُ فِيهَا – فِيمَا بَلَغَنَا – بَعْدَ
ثَلَاثمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ الْهِجْرَةِ ، وَأَمْسَكَ عَنْ الْكَلَامِ فِي هَذَا
قَوْمٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَتَكَلَّمَ فِيهَا آخَرُونَ فَاخْتَلَفُوا فِيهَا عَلَى
ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ….
أَحَدُهَا: أَنَّ الْكُفَّارَ لَا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ بِحَالِ ، لَا الْمُظْهِرُ
لِلْكُفْرِ وَلَا الْمُسِرُّ لَهُ ، وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ
الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ عُمُومُ كَلَامِ الْمُتَقَدِّمِينَ ،
وَعَلَيْهِ جُمْهُورُ أَصْحَابِ الْإِمَامِ أَحْمَد وَغَيْرِهِمْ.
الثَّانِي: أَنَّهُ يَرَاهُ مَنْ أَظْهَرَ التَّوْحِيدَ مِنْ مُؤْمِنِي هَذِهِ
الْأُمَّةِ وَمُنَافِقِيهَا وَغَبَرَاتٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَذَلِكَ فِي
عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ يَحْتَجِبُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ ، فَلَا يَرَوْنَهُ
بَعْدَ ذَلِكَ . وَهَذَا قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ خُزَيْمَة مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ
السُّنَّةِ ، وَقَدْ ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى نَحْوَهُ فِي حَدِيثِ
إتْيَانِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَهُمْ فِي الْمَوْقِفِ الْحَدِيثَ الْمَشْهُورَ.
الثَّالِثُ: أَنَّ الْكُفَّارَ يَرَوْنَهُ رُؤْيَةَ تَعْرِيفٍ وَتَعْذِيبٍ –
كَاللِّصِّ إذَا رَأَى السُّلْطَانَ – ثُمَّ يَحْتَجِبُ عَنْهُمْ لِيَعْظُمَ
عَذَابُهُمْ ، وَيَشْتَدَّ عِقَابُهُمْ . وَهَذَا قَوْلُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ
سَالِمٍ وَأَصْحَابِهِ ، وَقَوْل غَيْرِهِمْ؛ وَهُمْ فِي الْأُصُولِ مُنْتَسِبُونَ
إلَى الْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَإِلَى سَهْلٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْتَسْتَرِي” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” (6/486-488) .

ثم ذكر شيخ الإسلام أدلة هذه
الأقوال وناقشها .
فمما استدل به القائلون بأن المنافقين سيرون الله تعالى في الموقف : حديثا أبي
هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما .
عن أَبي هُرَيْرَةَ : ” أَنَّ نَاسًا قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ ) ، قَالُوا : لَا ، يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: (
هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ ) ، قَالُوا : لَا ، يَا
رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : ( فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ ؛ يَجْمَعُ اللهُ
النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا
فَلْيَتَّبِعْهُ … وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ ، فِيهَا مُنَافِقُوهَا،
فَيَأْتِيهِمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي
يَعْرِفُونَ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ
، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا
عَرَفْنَاهُ ، فَيَأْتِيهِمُ اللهُ تَعَالَى فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ ،
فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبُّنَا ، فَيَتَّبِعُونَهُ
، وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي
أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ ) رواه البخاري (7437) ، ورواه مسلم (182) واللفظ له .
وعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قَالَ : ” قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى
رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَة ِ؟ ، قَالَ: ( هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ
وَالقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا ؟ ) ، قُلْنَا : لاَ ، قَالَ : (فَإِنَّكُمْ لاَ
تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ ، إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي
رُؤْيَتِهِمَا ، ثُمَّ قَالَ : يُنَادِي مُنَادٍ : لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى
مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ … حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ
بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ
؟ فَيَقُولُونَ : فَارَقْنَاهُمْ ، وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ اليَوْمَ ،
وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا
يَعْبُدُونَ ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا ، قَالَ : فَيَأْتِيهِمُ الجَبَّارُ
فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَيَقُولُ
: أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبُّنَا ، فَلاَ يُكَلِّمُهُ إِلَّا
الأَنْبِيَاءُ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ ؟
فَيَقُولُونَ : السَّاقُ ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ
مُؤْمِنٍ ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً ، فَيَذْهَبُ
كَيْمَا يَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا ، ثُمَّ يُؤْتَى
بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ …( رواه البخاري (7439) ،
ومسلم (183) .
ففي هذين الحديثين : أن الله تعالى سيأتي هذه الأمة وفيها منافقوها في صورة غير
صورته ، ثم يأتيهم مرة أخرى في صورته ، فأخذ بعض العلماء منه أن المنافقين سيرون
الله .
قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى :
” جميع أمة النبي صلى الله عليه وسلم، برهم وفاجرهم، مؤمنهم ومنافقهم ، وبعض أهل
الكتاب: يرون الله عز وجل يوم القيامة .
يراه بعضهم رؤية امتحان ، لا رؤية سرور وفرح وتلذذ بالنظر في وجه ربهم ، عز وجل ،
ذي الجلال والإكرام .
وهذه الرؤية : قبل أن يوضع الجسر بين ظهري جهنم … – ثم ساق الحديثين السابقين – ”
انتهى من ” التوحيد ” (1 / 420) .

وأجيب عن هذا الاستدلال :
بأن الحديث ليس فيه التصريح بذلك ، وإنما فيه أن الجمع الذي فيه المؤمنون
والمنافقون سيرون الله ، ولا يلزم من ذلك أن يراه جميعهم .
انظر : “شرح صحيح مسلم للنووي” (3/28-29) .

وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن
باز رحمه الله :
هل رؤية الله سبحانه وتعالى ثابتة ؟ وما الدليل؟
وما القول الراجح في ذلك ؟ وهل المنافقون يرونه في المحشر ؟
فأجاب : “رؤية الله في الآخرة ثابتة عند أهل السنة والجماعة من أنكرها كفر ، يراه
المؤمنون يوم القيامة ، ويرونه في الجنة كما يشاء ، بإجماع أهل السنة كما قال عز
وجل : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) وقال سبحانه : (
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) .
فَسَّر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله ، وتواترت
الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي
الجنة .
أما في الدنيا : فلا يرى في الدنيا ، كما قال سبحانه وتعالى : (لَا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ)، وقال لموسى: (لَنْ تَرَانِي) ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
: (واعلموا أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت ) ؛ فالدنيا ليست محل الرؤية ؛ لأن الرؤية
نعيم ، رؤية الله أعلى نعيم أهل الجنة ، وهذه الدار ليست دار النعيم ، دار الأكدار
، ودار الأحزان ، ودار التكليف ، فلا يرى في الدنيا ، لكنه يرى في الآخرة ، يراه
المؤمنون ، أما الكفار فهم عنه محجوبون ، كما قال سبحانه : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ
رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) فالكفار محجوبون عن الله يوم القيامة ،
والمؤمنون يرونه في الآخرة .
والصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ير ربه .
أما المنافقون فمحل نظر ، جاء في بعض الروايات ما يدل على أنه يأتي هذا اليوم ،
الأمة وفيها منافقوها، لكن ليس فيه الصراحة بأنهم يرونه يوم القيامة” .
انتهى من ” فتاوى ابن باز ” (28/412) .

وقد تقدم في الفتوى رقم : (116644)
أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قد اختار أن المنافقين يرون الله يوم القيامة في
موقف الحساب ولا يرونه بعد ذلك .

وقد ذكر شيخ الإسلام أعذار
من اختلف من أهل العلم في هذه المسألة ؛ فإن مع كل فريق من الأدلة ما يرى أنه يدل
على ما ذهب إليه .
فقال رحمه الله :
“أَمَّا الْجُمْهُورُ فَعُذْرُهُمْ ظَاهِرٌ ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ
وَمَا نُقِلَ عَنْ السَّلَفِ؛ وَأَنَّ عَامَّةَ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي ”
الرُّؤْيَةِ ” لَمْ تَنُصَّ إلَّا عَلَى رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّهُ لَمْ
يَبْلُغْهُمْ نَصٌّ صَرِيحٌ بِرُؤْيَةِ الْكَافِرِ ، وَوَجَدُوا الرُّؤْيَةَ
الْمُطْلَقَةَ قَدْ صَارَتْ دَالَّةً عَلَى غَايَةِ الْكَرَامَةِ وَنِهَايَةِ
النَّعِيمِ.
وَأَمَّا الْمُثْبِتُونَ عُمُومًا وَتَفْصِيلًا : فَقَدْ ذَكَرْت عُذْرَهُمْ ،
وَهُمْ يَقُولُونَ: قَوْلُهُ: (كَلَّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَمَحْجُوبُونَ) ، هَذَا الْحَجْبُ بَعْدَ الْمُحَاسَبَةِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يُقَالُ:
حَجَبْت فُلَانًا عَنِّي ، وَإِنْ كَانَ قَدْ تَقَدَّمَ الْحَجْبَ نَوْعُ رُؤْيَةٍ؛
وَهَذَا حَجْبٌ عَامٌّ مُتَّصِلٌ ، وَبِهَذَا الْحَجْبِ يَحْصُلُ الْفَرْقُ
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَتَجَلَّى
لِلْمُؤْمِنِينَ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ بَعْدَ أَنْ يُحْجَبَ الْكُفَّارُ ،
كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْأَحَادِيثُ الْمُتَقَدِّمَةُ ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ
فِي الْجَنَّةِ عُمُومًا وَخُصُوصًا دَائِمًا أَبَدًا سَرْمَدًا.
وَيَقُولُونَ: إنَّ كَلَامَ السَّلَفِ مُطَابِقٌ لِمَا فِي الْقُرْآنِ . ثُمَّ إنَّ
هَذَا النَّوْعَ مِنْ ” الرُّؤْيَةِ ” الَّذِي هُوَ عَامٌ لِلْخَلَائِقِ ، قَدْ
يَكُونُ نَوْعًا ضَعِيفًا ، لَيْسَ مِنْ جِنْسِ ” الرُّؤْيَةِ ” الَّتِي يَخْتَصُّ
بِهَا الْمُؤْمِنُونَ؛ فَإِنَّ ” الرُّؤْيَةَ ” أَنْوَاعٌ مُتَبَايِنَةٌ تَبَايُنًا
عَظِيمًا لَا يَكَادُ يَنْضَبِطُ طَرَفَاهَا” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” (6/502، 503) .

والأهم في هذه المسألة :
– إثبات أن المؤمنين سيرون الله تعالى في موقف الحساب ، وفي الجنة ، وأن هذه الرؤية
الحاصلة لهم في الجنة : هي أعظم نعيمهم .
– أن أحدا لن يرى الله تعالى في الدنيا ، ولم يختلف العلماء في حصول ذلك لأحد إلا
النبي صلى الله عليه وسلم ، مع أن الصحيح في ذلك أنه لم ير ربه .
– أن الكفار والمنافقين – إن قيل بأنهم سيرون الله في موقف الحساب – فإن هذه الرؤية
ليست رؤية نعيم ، وإنما هي رؤية حساب وامتحان .
– أنه ليس لأحد أن يطلق القول بأن الكفار سيرون ربهم من غير تقييد ، لأن الرؤية
المطلقة قد صار يفهم منها الكرامة والثواب ، وليس لأحد أن يطلق لفظا يوهم خلاف الحق
، إلا أن يكون مأثورا عن السلف في الباب ، وإطلاق القول برؤية الكفار أو المنافقين
: ليس مما أثر عن السلف في هذا الباب .
وينظر “مجموع الفتاوى” (6/485) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android