0 / 0
5,18530/12/2016

هل يجب إخبار الخاطب بالوسواس الشديد؟

السؤال: 256573

أعاني من وسواس العقيدة لدرجة أني لا أستطيع الصلاة إلا بصعوبة كبيرة ، فهل علي إخبار من يتقدم لخطبتي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الوسواس مرض خطير، وداء كبير، يحرم العبد من الأمن والطمأنينة ، ويقعده ويشغله عن كثير من الأعمال الواجبة والمستحبة ، وعلاجه يسير لمن يسره الله عليه ، بكثرة الذكر والطاعة، وإهمال الوسواس وعدم الالتفات إليه.
مع تنبيهك إلى أهمية العلاج الطبي ، والعلاج السلوكي ، مع متخصص ثقة ، إذا رأيت أن الأمر قد زاد عليك ، حتى صار حالة مرضية ، ولم يعد يجدي إهماله ، ولا صرف البال عنه .
وانظري السؤال رقم : (62839) .

فإن شرعت في العلاج وعافاك الله منه، أو كان وسواسا خفيفا، لا يترتب عليه استغراق الوقت في الوضوء والصلاة ، ولا يُظن أنه يؤثر على حياتك مع زوجك، فلا يلزمك الإخبار به.

وإن كان يترتب عليه شغل الوقت بالصلاة ، وهو مظنة تضييع حق الزوج ، ونفوره، فالواجب أن تخبري به ، فإن من حالات الوسواس ما لا يطاق العيش مع صاحبها، وقد ألحق بعض الفقهاء الوسوسة بالجنون في العيوب التي يفسخ بها النكاح.
قال المرداوي رحمه الله: “ونقل حنبل إذا كان به جنون أو وسواس أو تغير في عقل ، وكان يعبث ويؤذى : رأيت أن أفرق بينهما ، ولا يقيم على هذا” انتهى من “الإنصاف” (8/147).

وقال أبو الحسن السغدي الحنفي: ” وأما خيار وجود العيب فإن العيب على وجهين:
أحدهما: فاحش لا يحتمل ، والثاني: غير فاحش ويحتمل.
فأما الذي هو فاحش مثل ما يكون في المجنون والموسوس والمجذوم والمنقطع ، فان المرأة لها الخيار في قول محمد وأبي عبد الله ؛ لأنها أشد من العُنة والخصاء” .
انتهى من “النتف في الفتاوى” (1/304).

والنصيحة لك أن تبادري بعلاج الوسواس، فذلك خير لك ولزوجك وأولادك.
عافاك الله والمسلمين من كل بلاء وشر.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android