تنزيل
0 / 0
10,16031/03/2018

هل تضع المرأة يدها على فمها أو تغلظ في القول إذا خاطبت الرجال ؟

السؤال: 257935

أنا فتاة أعمل في مجال التصميم وتصميم مقاطع الفيديو ، أحيانا يرسل لي بعض الرجال لأصمم لهم مقاطع فيديو ، فأكلمهم على أنني صبي ، ولست فتاة ، وأحيانا يتصلون علي فأحاول تخشين صوتي قليلا ؛ لكي لا يعلموا أنني فتاة حفاظا على نفسي ، فهل في ذلك بأس ؟ وما حكم ذلك ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يجوز للمرأة أن تكلم الرجال للحاجة، وصوتها ليس عورة، وإنما تمنع من الخضوع بالقول، كما قال تعالى: (يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) الأحزاب/32 .

وهذا أدب عام لسائر المؤمنات.

فتتكلم المرأة مع الرجل بكلام فصل مختصر، دون ترقيق الصوت أو ترخيمه .

فإن كان صوتها رقيقا يمكن أن يُطمع فيها الرجال، أغلظت القول، أو وضعت يدها على فمها ليبدو صوتها غليظا، أو تضع منديلا ونحوه على سماعة الهاتف .

وينظر جواب السؤال رقم (1121)

ولا يشرع لها أن تتشبه بالرجل ، ولا أن تدعي أنها رجل.

قال القرطبي رحمه الله: “(فلا تخضعن بالقول) … أي : لا تُلنّ القول.

أمرهن الله أن يكون قولهن جزلا ، وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين، كما كانت الحال عليه في نساء العرب ، من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه، مثل كلام المريبات والمومسات. فنهاهن عن مثل هذا…

قوله تعالى: (وقلن قولا معروفا) قال ابن عباس: أمرهن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والمرأة تندب إذا خاطبت الأجانب ، وكذا المحرّمات عليها بالمصاهرة : إلى الغلظة في القول، من غير رفع صوت ، فإن المرأة مأمورة بخفض الكلام.

وعلى الجملة فالقول المعروف: هو الصواب الذي لا تنكره الشريعة ولا النفوس” .

انتهى من “تفسير القرطبي” (14/ 177).

وقال ابن الجوزي رحمه الله: “قوله تعالى: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) أي: لا تلِنَّ بالكلام ، فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ، أي: فُجور .

والمعنى: لا تَقُلْنَ قولاً يجد به منافق أو فاجر ، سبيلاً إِلى موافقتكن له .

والمرأة مندوبة إِذا خاطبت الأجانب إِلى الغِلظة في المَقَالة، لأن ذلك أبعد من الطمع في الرِّيبة. وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً أي: صحيحاً ، عفيفاً ؛ لا يُطمِع فاجراً” انتهى من “زاد المسير” (3/ 461).

وقال الألوسي رحمه الله: “روي عن بعض أمهات المؤمنين أنها كانت تضع يدها على فمها إذا كلمت أجنبيا ، تُغيِّر صوتها بذلك ، خوفا من أن يُسمع رخيما لينا.

وعُدّ إغلاظ القول لغير الزوج : من جملة محاسن خصال النساء ، جاهلية وإسلاما” انتهى من “تفسير الألوسي” (11/ 187).

وفي “حاشية قليوبي” (3/ 209): ” ويندب للمرأة تغليظ صوتها في خطاب أجنبي” انتهى.

وفي “مغني المحتاج” (4/ 210): ” وصوت المرأة ليس بعورة، ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة، وندب تشويهه إذا قُرع بابها فلا تجيب بصوت رخيم، بل تغلظ صوتها بظهر كفها على الفم” انتهى.

ومنه : يُعلم أنه لا حرج في تخشين صوتك عند الحديث مع الرجال، بل هذا هو الأفضل، كما نبه عليه جماعة من الفقهاء ؛ دفعا للفتنة عنك ، أو الفتنة بك .

فإذا فهم المتصل ، من ذلك أنك صبي ، أو نحو ذلك ، من غير ادعاء منك لذلك ، أو تعمد التشبه بالرجال : فنرجو ألا يكون به بأس ، إن شاء الله .

ومتى خفت على نفسك من الفتنة : فاقطعي عنك حبالها ، وأغلقي باب التواصل الذي تخشين منه الفتنة ، واحتاطي لنفسك ، ولأمر دينك ، ولو وكلت أحد محارمك بالتواصل بالرجال ، نيابة عنك ؛ فهو مخرج حسن ، نافع لك ، إن شاء الله .

والله أعلم.

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android