تنزيل
0 / 0

هل يصح حديث ” تعقد الجماعة على أتقى رجل في الجماعة “

السؤال: 259189

سؤالي هذا الحديث : ( تعقد صلاة الجماعة على أتقى رجل في الجماعة ) .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

فضل صلاة الجماعة ثابت مشهور جاءت به الأحاديث الصحيحة .

ومن أشهر هذه الأحاديث ما أخرجه البخاري في صحيحه (645) ومسلم في صحيحه (650) من حديث  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً .

ثانيا :

الحديث الوارد في السؤال : لم نقف له على إسناد ، وإنما ذكر نحوا من هذا الكلام : بعض أهل العلم كابن الحاج وغيره دون أن يعزوه لأحد فقال :” وقد ورد أن الصلاة ترفع على أتقى قلب رجل من الجماعة ، فينبغي أن يكون الإمام هو المتصف بذلك حتى يحصل جميع من خلفه في صحيفته وفي خفارته “. انتهى من “المدخل” لابن الحاج (2/202) .

وقد جاء في السنة ما يدل على أنه كلما كان عدد المصلين أكثر، كان أفضل .

ففي سنن أبي داود (554) من طريق أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه  وسلم :” إِنَّ صَلاَةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلاَتِهِ وَحْدَهُ ، وَصَلاَتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلاَتِهِ مَعَ الرَّجُلِ ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ».

قال ابن الملقن :” صَححهُ ابْن حبَان والعقيلي وَابْن السكن، وَقَالَ الْحَاكِم : صَحِيح ، كَمَا قَالَه يَحْيَى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَمُحَمّد بن يَحْيَى الذهلي وَغَيرهم”. انتهى من “تحفة المحتاج” (1/437).

وكذلك يستحب الصلاة مع أهل الصلاح والتقى ، قال القرافي في “الذخيرة” (2/265) :

” لَا نِزَاعَ أَنَّ الصَّلَاةَ مَعَ الصُّلَحَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْكَثِيرِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِمْ ، لِشُمُولِ الدُّعَاءِ، وَسُرْعَةِ الْإِجَابَةِ ، وَكَثْرَةِ الرَّحْمَةِ ، وَقَبُولِ الشَّفَاعَةِ “. انتهى .

وقال ابن قاسم في “حاشيته على الروض المربع” (2/265) :” وفي قوله تعالى: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا استحباب الصلاة مع الجماعة الصالحين المحافظين على الإسباغ، والتنزه من القاذورات “. انتهى .

والحاصل :
أن الحديث المذكور في السؤال : ليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وإنما لكل إنسان : ما سعى .

فمن أحسن في صلاته ، فله ما أحسن ، وليس عليه من إساءة غيره : شيء .

ومن أساء في صلاته ، فعليه ما نقص منها ، وضيع من شأنها ، وليس له من إحسان غيره ، إذا أحسن : شيء .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” مِنْكُمْ مَنْ يُصَلِّي الصَّلَاةَ كَامِلَةً، وَمِنْكُمْ مَنْ يُصَلِّي النِّصْفَ، وَالثُّلُثَ، وَالرُّبُعَ، وَالْخَمْسَ، حَتَّى بَلَغَ الْعُشْرَ “. أخرجه الإمام أحمد في مسنده (15522) والنسائي في السنن الكبرى (616) ، وصححه النووي في “خلاصة الأحكام” (1578) .

ورحم الله حسان بن عطية إذ يقول :” إن الرجلين ليكونان في صلاة واحدة وإن بينهما من الفضل لكما بين السماء والأرض .

ثم فسر ذلك : إن أحدهما يكون مقبلا على الله بقلبه ، والآخر ساه غافل “. انتهى ، من “الزهد”  لابن المبارك (96) .

والله أعلم . 

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android