تنزيل
0 / 0
24,76801/04/2018

له عدة أسئلة عن الرقيق والموالي وحكم تلقيب أسود البشرة بالعبد

السؤال: 261177

أشكل علي فهم الموالي ، ما هو الضابط في إطلاق وصف الموالى : هل كل من أعتق أصبح مولى ، أم لابد من تواجده في بلد المعتق أنا لا أفهم ؟ وهل المولى يعتبر من أهل المعتق له ، ويرثه ، ويأخذ اسمه ، أو اسم قبيلته؟ وهل يكون الموالي من اﻷشراف أو من أهل البيت لهم ما لهم وعليهم ما عليهم مما افترضه لهم من المودة والاحترام وخلافه ؟ وهل يجوز إطلاق وصف عبيد عليهم ، كما يقول السفهاء في وقتنا الحاضر لكل أسود هذا كان عبدنا وخلافه ؟ أرجو أن توضحوا معنى لي الموالي في شريعتنا الغراء .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

المولى يطلق ويراد به معان كثيرة .

قال الجوهري : ” والمَوْلى: المُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، وابنُ العمّ، والناصرُ، والجارُ ” .

انتهى من “الصحاح” (6/2529) .

وقال الفيروزآبادي : “والمَوْلَى: المالِكُ، والعَبْدُ، والمُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، والصاحِبُ، والقريبُ كابنِ العَمِّ ونحوِه، والجارُ، والحَليفُ، والابنُ، والعَمُّ، والنَّزيلُ، والشَّريكُ، وابنُ الأُخْتِ، والوَلِيُّ، والرَّبُّ، والناصِرُ، والمُنْعِمُ والمُنْعَمُ عليه، والمُحِبُّ، والتابعُ، والصِّهْرُ” انتهى من “القاموس المحيط” ص(1344) .

وأسئلة السائل تدور حول المولى الذي هو بمعنى العتيق .

ثانيا :

كل من أُعتق فهو مولى ، وللمعتَق أن يتنقل في أي أرض الله حيث شاء ؛ لأنه أصبح حرا ، ولا أمر لسيده السابق عليه .

والعتق سبب من أسباب الإرث ، فمن أعتق عبدا فإنه يرثه في بعض الأحوال ، وأما العتيق فلا يرث من معتِقه أبدا .

قال الرحبي :  

أسباب ميراث الورى ثلاثه … كل يفيد ربه الوراثه

وهي نكاح وولاء ونسب … مابعدهن للمواريث سبب

وقال في الوارثين بالتعصيب :

والأخِ وابنِ الأخ والأعمامِ … والسيدِ المعتِق ذى الإنعامِ .

ثالثا :

العتيق ينسب إلى أبيه وقبيلته ، وينسب إلى قبيلة معتِقه بالولاء ، فيقال : فلان بن فلان مولى بني فلان ، كما هو شائع في كتب التراجم .

فمثلا ‏الليث بن سعد المصري الفهمي‏ ، نسب إلى “بني فهم” لأن معتِقه فهمي‏ . ‏

وكذلك ‏عبد الله بن المبارك المروزي الحنظلي‏ مولاهم‏ ، نُسب إلى “بني الحنظل” وغيرهم كثير .

ولا عيب في ذلك ولا غضاضة ، وقد جاء على الناس زمان ، ورؤوس الناس وعلماؤهم أغلبهم من الموالي .

وكما قال الزهري: “إنما هو أمر الله ودينه ، من حفظه ساد ، ومن ضيعه سقط ” .

قال ابن الصلاح :

“وفيما نرويه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: ” لما مات العبادلة صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي ، إلا المدينة ، فإن الله خصها بقرشي، فكان فقيه أهل المدينة سعيد بن المسيب غير مدافع “.

قلت: وفي هذا بعض الميل، فقد كان حينئذ من العرب غير ابن المسيب : فقهاء أئمة مشاهير، منهم الشعبي والنخعي، وجميع الفقهاء السبعة ، الذين منهم ابن المسيب : عرب ، إلا سليمان بن يسار، والله أعلم” انتهى من “مقدمة علوم الحديث” ص(404) .

 رابعا :

يبعد أن يكون في هذا الزمن عبيد من آل البيت ؛ لأن العبودية سببها الأسر في حال الكفر ؛ لكن لو قُدر أن أحدا من بني هاشم نشأ كافرا في بلد كفر ، وتم أسره مع الكفار ، فإنه يكون عبدا كغيره من الكفار إذا وقع في الأسر واستُرقّ ، والعرب والعجم في هذا سواء .

مع أنه تقدير افتراضي محض ، لا واقع له في الناس اليوم .

وقد صح في الحديث الصحيح أن سبيّة من بني تميم َكَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم (أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ) رواه البخاري (2543) ، (2525) .

قال ابن بطال “فى هذه الآثار أن النبى، عَلَيْهِ السَّلام، سبى العرب ، واسترقهم ، من هوازن وبني المصطلق وغيرهم، وقال، عَلَيْهِ السَّلام، لعائشة فى السبية التميمية: (أعتقيها، فإنها من ولد إسماعيل) .

فصح بهذا كله : جواز استرقاق العرب ، وتملكهم ، كسائر فرق العجم”.

انتهى من “شرح صحيح البخاري” (7/57) .

وقال ابن حجر “وَفِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ : ( ابْتَاعِيهَا فَأَعْتِقِيهَا ) : دَلِيلٌ لِلْجُمْهُورِ فِي صِحَة تَمَلُّكِ الْعَرَبِيِّ ، وَإِنْ كَانَ الْأَفْضَلُ عِتْقَ مَنْ يُسْتَرَقُّ مِنْهُمْ ، وَلِذَلِكَ قَالَ عُمَرُ : مِنَ الْعَارِ أَن يملك الرجل ابن عَمه ، وَبنت عَمه . حَكَاهُ ابن بطال عَن الْمُهلب ” انتهى من “فتح الباري” (5/173) .

فهذا يدل على أن المسبي من ولد إسماعيل : يراعى ، وله منزلة خاصة ، فكيف بمن هو من أرفع منه ، ومن بيت النبوة ؟ لا شك أن ذلك أولى .

مع اعتبار ما سبق : أن هذا افتراض محض ، لا واقع له في الناس اليوم ؛ بل ولا من أزمان .

خامسا :

إذا أعتق العبد : ارتفع عنه وصف العبودية ، وصار حرا .

وأما إطلاق لفظ العبودية على كل أسود : فهو من الجهل المحض ، والجاهلية العمياء ، ومنتقِص غيره بهذه الألفاظ : آثم ، مفتر ، لأنه يسب غيره ، وينسبه إلى العبودية ، وهو منكر ، لو كان صدقا ؛ فكيف إذا جمع مع ذلك الكذب والبهتان ؟!

روى البخاري (30)،ومسلم (1661) عن أَبي ذَرٍّ قَالَ :”سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ)”.

قال ابن حجر : “فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ” أَيْ نَسَبْتُهُ إِلَى الْعَارِ ، زَادَ فِي الْأَدَبِ “وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً فَنِلْتُ مِنْهَا” . وَفِي رِوَايَةٍ : “قُلْتُ لَهُ يَا بن السَّوْدَاءِ” .

وَالْأَعْجَمِيُّ : مَنْ لَا يُفْصِحُ بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ سَوَاء كَانَ عَرَبِيًّا أَوْ عَجَمِيًّا ” انتهى من “فتح الباري” (1/86) .

وما أشد وأفظع أن يكون في المسلم الذي أكرمه الله بالإسلام ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم خصلة من خصال الجاهلية النتنة !

وينظر جواب السؤال:(258177) .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android