0 / 0

حول صحة حديث في فضائل الشام

السؤال: 262892

ما صحة ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (142) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن هذا الأمر -يعني الخلافة-كائن بعدي في المدينة ، ثم في الشام، ثم في الجزيرة، ثم في العراق ، ثم في المدينة ، ثم في بيت المقدس ، فاذا كان ببيت المقدس فثَم عقر دارها ، ولن يخرجها قوم فتعود اليهم أبدا) . وهل يمكنكم شرح هذا الحديث؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الحديث المذكور : ضعيف ، لا يثبت . وبيان ذلك :

أولا :

هذا الحديث أخرجه نعيم بن حماد في “الفتن” (276) ، وابن عساكر في “تاريخ دمشق” (1/185) ، من طريق الوليد بن مسلم ، قال أخبرنا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة ، ثم بالشام ، ثم بالجزيرة ، ثم بالعراق ، ثم بالمدينة ، ثم ببيت المقدس ، فإذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها ، ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا “.

وهو حديث ضعيف ، وذلك لأنه مرسل ، حيث إن يونس بن ميسرة بن حلبس الذي روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثقة عابد ، إلا أنه من التابعين ، والمرسل ضعيف لانقطاعه كما هو معلوم .

وأما الراوي عنه وهو مروان بن جناح فحديثه في مرتبة الحسن ، في الجملة ، قال فيه الدارقطني كما في “سؤالات البرقاني” (515) :” لا بأس به “. ، ووثقه دحيم وأبو داود . كذا في “تهذيب الكمال” (27/387) ، وقال أبو حاتم كما في “الجرح والتعديل” (8/274) :” شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به ” .

والراوي عنه هو الوليد بن مسلم وهو ثقة مدلس ، وتدليسه شر أنواع التدليس ، وهو تدليس التسوية ، وقد صرح بالتحديث ، وبقية رجال الإسناد لا بأس بهم .

والحاصل : أن إسناد هذا الحديث : ضعيف لا يثبت .

ثانيا :

وأما شرح الحديث : فالمقصود بقوله ” هذا الأمر ” : أي الخلافة ، أي تكون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، ثم تنتقل إلى الشام ، ثم بالجزيرة ، ثم بالعراق ، ثم تعود إلى المدينة ، ثم بيت المقدس ، وهو يومئذ عقر دار الإسلام ، أي أصلها وموطن الأمن فيها ، قال ابن الأثير في “النهاية في غريب الحديث” (3/529) :” عُقْر الدار بالضم والفتح : أصلُها ، ومنه الحديث ” عُقْر دَار الإسلام الشَّاُم ” ، أي : أصله ومَوْضعه ، كأنه أشار به إلى وقت الفتَن : أي يكون الشام يومئذ آمِناً منها ، وأهلُ الإسلام به أسلمُ “. انتهى

ثالثا :

لمن أراد الاستزادة من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضائل الشام يمكنه مراجعة كتاب ” تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن علي بن محمد الربعي” للشيخ الألباني رحمه الله ، فهو نافع في بابه ، ونسأل الله أن يرد بيت المقدس للمسلمين ، وأن يعجل بنصره ، إنه قوي متين .

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android