تنزيل
0 / 0
106,84812/01/2018

حديث ” الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ” هل يجبر بذلك النقص في الفرائض ؟

السؤال: 265388

ما هو شرح حديث : ( القائم علي الأرملة والمسكين كالقائم الليل الصائم النهار ) ؟ وهل تعوض من نقصي بالصوم والصلاة يوم القيامة؟ وكيف أستفيد من هذا الأجر ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

الحديث الذي أشار إليه السائل الكريم حديث صحيح متفق عليه .

أخرجه البخاري في “صحيحه” (5353) ، ومسلم في “صحيحه” (2982) ، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ).

ومعنى الحديث أن من سعى على الأرملة ، وهي من فقدت زوجها، أو من لا زوج لها ، فعمل لها ، وكذلك من سعى على حاجة المسكين ، وهو من لا يجد كفايته ، فإن أجره كأجر المجاهد في سبيل الله ، وكأجر الصائم القائم .

قال النووي في “شرح مسلم” (18/112) :” الْمُرَادُ بِالسَّاعِي : الْكَاسِبُ لهما ، العامل لمؤنتهما ، والأرملة من لا زوج لَهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ تَزَوَّجَتْ أَمْ لَا ، وَقِيلَ هي التي فارقت زوجها . قال بن قُتَيْبَةَ : سُمِّيَتْ أَرْمَلَةً لِمَا يَحْصُلُ لَهَا مِنَ الْإِرْمَالِ ، وَهُوَ الْفَقْرُ وَذَهَابُ الزَّادِ بِفَقْدِ الزَّوْجِ ، يُقَالُ أَرْمَلَ الرَّجُلُ إِذَا فَنِيَ زَادُهُ “. انتهى

وقال ابن هبيرة في “الإفصاح عن معاني الصحاح” (6/267) :” والمراد أن الله تعالى يجمع له ثواب الصائم والقائم والمجاهد في دفعة ؛ وذلك أنه قام للأرملة مقام زوجها الذي سلبها إياه القدر ، وأرضاها عن ربها ، وقام على ذلك المسكين الذي عجز عن قيامه بنفسه ؛ فأنفق هذا فضل قوته ، وتصدق بجَلَدِه ؛ فكان نفعه إذا [ يكافئ ] الصوم والقيام والجهاد “. انتهى

ثانيا :

أما ما ذكره السائل في كون هذا العمل يعوض النقص من الصلاة والصيام يوم القيامة فجوابه كما يلي :

أولا : في أحكام الدنيا هناك فرق بين الجزاء ، والإجزاء ، فإذا جاء نص في الشرع على أن طاعة ما ، تعادل فعل طاعة أخرى سواء مثلها أو مضاعفة فهذا يتعلق بالجزاء أي الثواب ، وليس الإجزاء أي إسقاط الفرض ، وهذا بالإجماع .

قال النووي في “شرح صحيح مسلم” (9/165) عند شرحه لحديث 🙁 صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ) قال:” قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَهَذَا فِيمَا يَرْجِعُ إلى الثواب ، فَثَوَابُ صَلَاةٍ فِيهِ يَزِيدُ عَلَى ثَوَابِ أَلْفٍ فِيمَا سِوَاهُ ، وَلَا يَتَعَدَّى ذَلِكَ إِلَى الْإِجْزَاءِ عَنِ الْفَوَائِتِ ، حَتَّى لَوْ كَانَ عَلَيْهِ صَلَاتَانِ فَصَلَّى فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ صَلَاةً لَمْ تُجْزِئْهُ عَنْهُمَا ، وَهَذَا لَا خِلَافَ فِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ “. انتهى

وقال ابن حجر في “فتح الباري” (3/68) ثُمَّ إِنَّ التَّضْعِيفَ الْمَذْكُورَ يَرْجِعُ إِلَى الثَّوَابِ ، وَلَا يَتَعَدَّى إِلَى الْإِجْزَاءِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ كَمَا نَقَلَهُ النَّوَوِيُّ وَغَيْرُهُ ، فَلَوْ كَانَ عَلَيْهِ صَلَاتَانِ فَصَلَّى فِي أَحَدِ الْمَسْجِدَيْنِ صَلَاةً لَمْ تُجْزِهِ إِلَّا عَنْ وَاحِدَةٍ “. انتهى

وبناء على ذلك فإن السعي على الأرملة والمسكين يعادل الصيام والقيام في الجزاء والثواب ، وليس في الإجزاء .

ومعنى ذلك : أنه مهما سعى على الأرملة أو المسكين : لم يغنه ذلك عن صيام الفريضة ؛ سواء كان صيام رمضان ، أو صيام كفارة ، أو نحو ذلك ؛ لأن هذا لا ( يجزئ ) منه : إلا أن تصومه .

وأما إذا كان مرادا به : أنه من فتح عليه في باب السعي على الأرملة والمسكين ، ولم يفتح عليه في كثير صيام ، أو صلاة ، من النوافل ؛ فنعم ، يرجى له ذلك ، وأن يدرك بهذا الباب من الخير ، الذي فتح له فيه ، ما فاته من ثواب نوافل الصلاة والصيام والجهاد ، ونحو ذلك من الفضائل .

قال ابن بطال في “شرح صحيح البخاري” (9/218) :” من عجز عن الجهاد في سبيل الله وعن قيام الليل وصيام النهار ، فليعمل بهذا الحديث ، وليسع على الأرامل والمساكين ليحشر يوم القيامة في جملة المجاهدين في سبيل الله دون أن يخطو في ذلك خطوة ، أو ينفق درهمًا ، أو يلقى عدوًا يرتاع بلقائه ، أو ليحشر في زمرة الصائمين والقائمين وينال درجتهم وهو طاعم نهاره نائم ليله أيام حياته ، فينبغي لكل مؤمن أن يحرص على هذه التجارة التي لا تبور ، ويسعى على أرملة أو مسكين لوجه الله تعالى فيربح في تجارته درجات المجاهدين والصائمين والقائمين من غير تعب ولا نصب ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء “. انتهى

مع أنه ينبغي للعبد : أن يحرص على أن يجاهد نفسه ، وأن يضرب في كل غنيمة بسهم ، وألا يحرم نفسه أبواب الخير والنوافل ، ما أمكنه ذلك .

والله أعلم . 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android