تنزيل
0 / 0
10,05831/12/2017

أسلوب التعظيم في كلام الله تعالى .

السؤال: 266742

عند قراءة سورة مريم برواية خلف عن حمزه هناك اختلاف في كلمة قد تغيرت ، كقوله تعالى وقد خلقناك من قبل ولم تك شيا ، وفي رواية حفص عن عاصم تصبح وقد خلقتك من قبل ، فهل يجوز التغيير في حروف الكلمات القرآنيه ، أرجو التوضيح مع ذكر السبب ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم: (خلقتك) بالتاء من غير ألف. وقرأ: حمزة، والكسائي: (خلقناك) بالنون والألف.

انظر: “السبعة” ص 408، “الحجة للقراء السبعة” 5/ 195، “التبصرة” ص 255، “النشر” 2/ 317.

وكلاهما يدلان على ” الله ” تبارك وتعالى .

فأما الأولى فلا خلاف عليها .

وأما الثانية فهو أسلوب من أساليب العرب، والمراد منه التعظيم، والتعظيم للرب سبحانه وتعالى لأنه المستحق للعظمة التامة الكاملة .

فمجيء النون والألف : لأن فيه الفخامة والتعظيم لاسم الله – عز وجل – وله المثل الأعلى.

قال البغوي: ” قرأ حمزة والكسائي “خلقناك” بالنون والألف على التعظيم “، تفسير البغوي: (5/ 220) .

وقال ابن تيمية: ” وأما قوله: نتلوا، و نقص ونحوه؛ فهذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم؛ الذي له أعوان يطيعونه ، فإذا فعل أعوانه فعلا بأمره، قال: نحن فعلنا. كما يقول الملك: نحن فتحنا هذا البلد. وهو منا هذا الجيش ، ونحو ذلك “، مجموع الفتاوى: (5/ 128)، وانظر: مجموع الفتاوى: (5/ 233) .

قال العكبري: ” النون من حروف الزيادة، لشبهها بالواو، وقد زيدت أولًا للمضارعة نحو نذهب .

وتدل على المتكلم ومن معه اثنين كانوا أو جماعة .

وتكون للواحد العظيم، لأن الآمر إذا كان مطاعا توبع على الفعل ” . انتهى، من “اللباب في علل البناء والإعراب” (2/ 260).

ثانيا :

ليس في قراءة الكلمة ، على أي من الوجهين : مخالفة لما كتب به المصحف العثماني ، بل الكتابة واحدة ، وإن اختلفت طريقة الأداء .

وليس هناك ، إشكال أيضا في هذا اللون من الخلاف في قراءة الآية .

قال الإمام الواحدي رحمه الله :

وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ يحيى. قرئ: خلقناك ، لكثرة ما جاء من لفظ الخلق ، مضافا إلى لفظ الجمع ، كقوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ [الحجر: 26]، في مواضع ، وقوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ [الأعراف: 11] .

ولغة الجمع : قد جاء بعد لفظ الإفراد ، كقوله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى [الإسراء: 1]، ثم قال: وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ [الإسراء: 2].

واختار أبو عبيد التاء؛ لأنها تشاكل الياء في: عَلَيَّ هَيِّنُ  .

وقال أحمد بن يحيى [ ثعلب ] : الاختيار : النون والألف؛ لأن فيه زيادة حرف ، وبكل حرف عشر حسنات .

والقراءة غير مخالفة خط المصحف؛ لأنهم يسقطون الألف من الهجاء في مثل هذا البناء .

ولأن فيه الفخامة والتعظيم لاسم الله -عز وجل- ، وله المثل الأعلى. ” انتهى، من “التفسير البسيط” (14/203) .

وينظر جواب السؤال رقم (266107).

والله أعلم 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android