0 / 0
185,84005/01/2018

حول صحة حديث :” أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة “

السؤال: 268984

ماصحة هذا الحديث ؟
عن مكحول ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها من كنز الجنة ) ، قال مكحول : فمن قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا منجى من الله إلا إليه ، كشف الله عنه سبعين بابا من الضر ، أدناها الفقر ” رواه الترمذي .

ملخص الجواب

ملخص الجواب :  الحديث من طريق مكحول عن أبي هريرة لا يصح . لكن أصله في الصحيحين ، من حديث أبي موسى . وقول مكحول : ثابت عنه ، من قوله فقط . وروى نحوه من طرق مرفوعة ؛ لكن جميعها لا تصح .  

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث أخرجه الترمذي في “سننه” (3601) من طريق هِشَامِ بْنِ الغَازِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:( قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ ” . قَالَ مَكْحُولٌ :” فَمَنْ قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ مَنْجَى مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ، كَشَفَ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهُنَّ الفَقْرُ ).

والحديث ذو شقين :

الأول : الجزء المرفوع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ضعيف من هذا الطريق ، لأن مكحول لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه .

وقد ضعفه الترمذي بعد روايته له فقال :” هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ ، مَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ” . انتهى

إلا أن للحديث أصلا في الصحيحين ، حيث أخرجه البخاري في “صحيحه” (6384) ، ومسلم في “صحيحه” (2704) ، من حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا ، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) .

ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَقَالَ:

(  يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ ) .

أَوْ قَالَ: ( أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) .

الثاني : قول مكحول رحمه الله :” فَمَنْ قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ مَنْجَى مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ، كَشَفَ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهُنَّ الفَقْرُ “.

وهذا القول أخرجه أيضا ابن أبي شيبة في “مصنفه” (30447) ، من طريق جَعْفَر بْن عَوْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، عَن مَكْحُولٍ به .

وإسناده صحيح إلى مكحول ، أي من قوله فقط .

ولا حجة فيه ، لأن مكحولا من التابعين ، ومثل ذلك لا بد له من توقيف ، ثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد رويت عدة أحاديث مرفوعة بنحو قول مكحول ، إلا أنها لا تثبت .

منها :

·        ما أخرجه محمد بن يحيى بن أبي عمر في “مسند” كما في “إتحاف الخيرة المهرة” (797) ، ومن طريقه أبو نعيم في “حلية الأولياء” (3/165) ، والطبراني في “الأوسط” (3541) ، من طريق بَلْهَط بْن عَبَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ :( شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الرمضاء فَلَمْ يُشْكِنَا ، وَقَالَ : اسْتَعِينُوا بِلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله ، فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ ، أَدْنَاهَا الْهَمُّ ) .

والحديث منكر :

وقد ضعفه العقيلي في “الضعفاء” (1/166) ، وقال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (1/352) :” الخبر منكر ” . انتهى ، وضعفه الشيخ الألباني في “السلسلة الضعيفة” (2753) .

·        ومنها ما أخرجه إسحاق بن راهويه في “مسنده” (541) ، وابن أبي الدنيا في “الفرج بعد الشدة” (11) ، والطبراني في “الأوسط” (5028) ، والحاكم في “المستدرك” (1990) ، والبيهقي في “الدعوات الكبير” (191) ، من طريق بشر بن رافع ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة داء أيسرها الهم ).

والحديث موضوع :

وآفته : بشر بن رافع ، قال ابن القيسراني في “معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة” (977) :” فيه بشر بن رافع النجراني يروي الموضوعات “. انتهى

·        ومنها ما أخرجه المحاملي في “الأمالي” (287) ، والخطيب في “تلخيص المتشابه في الرسم” (2/657) ، من طريق إبراهيم بن هانئ ، قال نا خلاد بن يحيى المكي ، قال: حدثنا هشام بن سعد ، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ ، قَالَ قَالَ أبو ذر:( أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أكثر من قول لاَ حولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، وَكَانَ يُقَالُ فِيهَا دَوَاءٌ مِنْ تسعة وتسعين داء أدناها الهم ).

وإسناده ضعيف جدا :

فيه هشام بن سعد ، ضعفه النسائي كما في “الضعفاء والمتروكين” (611) ، وقال أبو حاتم :” يكتب حديثه ولا يحتج به” . انتهى من “الجرح والتعديل” (9/61) ، وقال ابن معين :” ليس بشيء “. كذا في “الكامل” لابن عدي (7/109) ، وقال ابن حبان في “المجروحين” (3/89) :” كان ممن يقلب الاسانيد وهو لا يفهم ، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم ، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروى عن الثقات : بطل الاحتجاج به ، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه ، فلا ضير “. انتهى

وكذلك فيه انقطاع ؛ محمد بن زيد بن المهاجر : لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه ، بل فقط ثبت له رؤية ابن عمر . وأبو ذر مات قديما سنة اثنتين وثلاثين

قال ابن أبي حاتم كما في “الجرح والتعديل” (7/255) :” رأى ابن عمر رؤية “. انتهى

هذا ، وقد أعل الشيخ الألباني الحديث بإبراهيم بن هانئ ، وليس الأمر كذلك ، فإن إبراهيم بن هانئ هنا ، ليس هو الذي ترجم له ابن عدي في “الكامل” (1/421) ، وذكر أنه يحدث بالبواطيل ، وإنما هو إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثقة ، أحد أصحاب الإمام أحمد ، وقد ترجم له الخطيب البغدادي في “تاريخ بغداد” (7/169) ، وذكر أنه يروى عن خلاد بن رافع ، وروى عنه المحاملي ، وهو ثقة ثبت ، وقد قال فيه أبو حاتم كما في “الجرح والتعديل” (2/144) :” ثقة صدوق” . انتهى

·        ومنها ما أخرجه ابن شاهين في “الترغيب في فضائل الأعمال” (341)  من طريق عَمْرُو بْن شَمِرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهُنَّ الْهَمُّ وَالْغَمُّ ) .

وإسناده تالف :

فيه عمرو بن شمر ، قال أبو نعيم في “الضعفاء” (165) :” يروي عَن جَابر الْجعْفِيّ بالموضوعات الْمَنَاكِير “. انتهى ، وقال ابن حبان في “المجروحين” (2/75) :” كَانَ رَافِضِيًّا يشْتم أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الثِّقَات ” . انتهى

والخلاصة :

أن الحديث من طريق مكحول عن أبي هريرة لا يصح .

لكن أصله في الصحيحين ، من حديث أبي موسى .

وقول مكحول : ثابت عنه ، من قوله فقط .

وروى نحوه من طرق مرفوعة ؛ لكن جميعها لا تصح .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android