0 / 0
135,18304/07/2017

حول صحة حديث ” إن الله نظيف يحب النظافة”

السؤال: 269466

قال صلى الله عليه وسلّم: ( إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة) هل هذا حديث صحيح ؟ وإن لم يكن كذلك ، فهل توجد أحاديث تحثّ على النظافة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

الحديث المذكور في السؤال : ضعيف جدا .

أخرجه الترمذي في “سننه” (2799) وأبو يعلى في “مسنده” (791) ، والبزار في “مسنده” (1114) ، من طريق أبي عامر العقدي .

وأخرجه ابن قتيبة في “غريب الحديث” (1/297) والبرجلاني في “الكرم” (12) ، من طريق المعافى بن عمران .

وأخرجه الدورقي في “مسند سعد بن أبي وقاص” (31) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين .

وأخرجه الخطيب في “الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع” (855) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن :

أربعتهم (أبو عامر العقدي – المعافى بن عمران – أبو نعيم – المغيرة) عن خالد بن إياس ، عن مهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه .

وخالفهم عبد الله بن نافع فرواه عن خالد بن إياس ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم به .

أخرجه من طريقه أبو يعلى في “مسنده” (79) وابن حبان في “المجروحين” (1/279) وابن عدي في “الكامل” (3/414).

والحديث مداره على خالد بن إلياس ، أو إياس ، وهو متروك الحديث لا تحل الرواية عنه ، قال البخاري :” ليس بشيء منكر الحديث ” ، وقال ابن معين :” ليس بشيء ” . كذا في “الضعفاء” للعقيلي (2/3) ، وقال أحمد بن حنبل :” متروك الحديث ” ، وقال أبو نعيم :” لا يسوى حديثه فلسين ” ، وقال أبو حاتم :” ضعيف الحديث منكر الحديث ” انظر “الجرح والتعديل” (3/321) ، وقال النسائي :” متروك الحديث ” . كذا في “الضعفاء والمتروكون” للنسائي (172) ، وقال ابن حبان في “المجروحين” (1/279) :” يروي الموضوعات عَن الثِّقَات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ الْوَاضِع لَهَا ، لَا يحل أَن يكْتب حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب “. انتهى .

والحديث ضعفه ابن الجوزي كما في “العلل المتناهية” (1186) ، وابن رجب كما في “جامع العلوم والحكم” (ص99) ، وابن حجر كما في “المطالب العالية” (2260) ، والبوصيري كما في “إتحاف الخيرة المهرة” (1510) ، والشيخ الألباني كما في “ضعيف سنن الترمذي” (74) .

وللحديث طريق آخر ، أخرجه الدولابي في “الكنى والأسماء” (1203) من طريق داود بن رشيد ، قال : حدثنا أبو الطيب هارون بن محمد ، قال : حدثنا بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به .

وهو طريق تالف أيضا، فيه هارون بن محمد أبو الطيب ، كذبه ابن معين كما في “الكامل” لابن عدي (8/441).

وله طريق ثالث ، أخرجه ابن عدي في “الكامل” (6/510) من طريق أحمد بن بديل عن حسين بن علي الجعفي عن ابن أبي رواد عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم به . تفرد به عبد العزيز بن أبي رواد ، ولذا عده ابن عدي من مناكيره ، وحكم الشيخ الألباني على هذه الرواية بأنها منكرة كما في “السلسلة الضعيفة” (7086) .

وأما سؤال السائل الكريم عن الأحاديث التي تحث على النظافة فهي كثيرة جدا ، منها ما يلي :

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الطهور شطر الإيمان ، حيث قال صلى الله عليه وسلم :” الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ “. أخرجه مسلم (211) ، والطهارة معنى كلي يشمل النظافة بلا شك .

2- الأحاديث الكثيرة التي فيها الحث على الاغتسال يوم الجمعة وفي العيدين ، كما في البخاري (879) ومسلم (846) من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ   ، وكذلك أمره صلى الله عليه وسلم الصحابة الذين كانوا يعملون فتخرج منهم بعض الرائحة فأمرهم بالغسل ، ففي صحيح البخاري (903) ، ومسلم (847) عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ” كَانَ النَّاسُ مَهَنَةَ أَنْفُسِهِمْ ، وَكَانُوا إِذَا رَاحُوا إِلَى الجُمُعَةِ ، رَاحُوا فِي هَيْئَتِهِمْ فَقِيلَ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُمْ “.

3- حث النبي صلى الله عليه وسلم على تنظيف الفم واستعمال السواك ، حيث قال صلى الله عليه وسلم :  السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ   . أخرجه النسائي في “سننه” (5) ، وصححه الشيخ الألباني في “إرواء الغليل” (66) .

4-حث النبي صلى الله عليه وسلم على غسل الثياب وتنظيفها ، فعند أبي داود في سننه (4062) عن جابرِ بنِ عبدِ الله ، قال: أتانا – رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلم – فرأى رجُلاً شعِثاً قد تفرَّقَ شَعرُهُ ، فقال:  أما كان هذا يَجدُ ما يُسَكِّنُ به شَعْرَهَ؟   ورأى رجُلاً آخر عليه ثيابٌ وسِخَة فقال:  أَما كان هذا يجدُ ما يَغسِلُ به ثوبَهُ؟  . والحديث صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (493) .

5-ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم أمته ببناء المساجد في البيوت ، مع تنظيفها وتطييبها ، فعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ:” أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلم ببنيان المساجد في الدور ، وأمر أن تنظف وتطيب “. أخرجه أحمد في “المسند” (26386) ، وصححه الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (2724)

6-حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على تنظيف أفنية البيوت وتطهيرها ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ ، فَإِنَّ الْيَهُودَ لَا تُطَهِّرُ أَفْنِيَتَهَا   . أخرجه الطبراني في “المعجم الأوسط” (4057) ، وحسنه الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (236) .

ولم يقف الأمر بالنظافة على مجرد النظافة الشخصية ، ونظافة المساجد والبيوت ، بل وصل الأمر إلى تنظيف الطرق ، حتى أصبح ذلك عادة مطردة تعلمها الصحابة رضوان الله عليهم ونقلوها ، حتى إن محمد بن سيرين يقول : لَمَّا قَدِمَ أبو موسى الْأَشْعَرِيُّ الْبَصْرَةَ، قَالَ لَهُمْ:” إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ لِأُعَلِّمَكُمْ سُنَّتَكُمْ ، وَإِنْظَافَكُمْ طُرُقَكُمْ ” . أخرجه ابن أبي شيبة في “مصنفه” (25923) بإسناد صحيح .

والله أعلم . 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android