0 / 0

كيف أحافظ على زواجي من الانهيار ؟

السؤال: 270696

أنا مضطربةً نفسيًا جدًا ، وأحتاج إلى نصيحتك لإنقاذ زواجي ، أنا متزوجة منذ 3 سنوات ، وعلى مدى تلك السنين كذب عليّ زوجي عدة مرات ، وقد سامحته على ذلك ، حتى إنه خانني من خلال التحدث مع فتاة أخرى أراد الزواج بها ذات يوم ، وطلب العفو عندما اكتشفت ذلك وتاب ، وفي العام الماضي أصبت بمرض جنسي ، وعندما ذهبت إلى الطبيبة أخبرتني أنه مرض من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي فقط ، ثم سألت زوجي بعد ذلك عمّا إذا كان قد أقام أي علاقة غير مشروعة من قبل والتي قد تكون السبب ، ولكنه أقسم بالله أنه لم يفعل ، لم أفحص نفسي على نحوٍ صحيح ، واعتقدت أنه يقول الحقيقة ، ومؤخرًا اكتشفت من مصدرٍ آخر أنه كان في علاقة لمدة 8 سنوات مع امرأة أخرى قبل أن يتزوج بي ، وقد ارتكب الزنا في ذلك الوقت ، وعندما واجهته غضب ، وقال : إنه أخفى الأمر ؛ لأنه ليس لي حاجة إلى معرفة ما حدث في ماضيه إلى درجة أنني وافقته على ذلك ، ولكني اكتشفت أيضًا أنه كان على اتصال بها بعد زواجنا ، ثم اختلق عذرًا بالقول : إن تلك المرأة كانت تدين له بمبلغ من المال لذا كانت بحاجة إلى الاتصال به ، وما إلى ذلك. فإذا تاب الشخص بالفعل فهل يظل لديه الحق في الاتصال بالطرف الآخر ، وأن يبقي الأمر سرًا عن زوجته ؟ أنا أشعر بالانكسار الشديد ، وقد تزوجت هذا الرجل ظنًا مني أنه رجلٌ متدين وعلى تقوى ، ولم أبُح بهذا الأمر إلى أي أحد من العائلة ، ولكني لا أستطيع تحمل ذلك ، وأشعر أنني غير قادرةٍ على الوثوق بهذا الرجل على الإطلاق .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

شروط التوبة ثلاثة : الندم على الذنب الماضي ، والإقلاع عن الذنب الحاضر ، والعزم على عدم العودة لهذا الذنب في المستقبل ، ومن علامات هذا العزم أن يغلق التائب الأبواب الموصلة لهذا الذنب ، وأن يسد الذرائع المؤدية له .

وعليه : فلا يجوز لمن تواصل مع امرأة تواصلًا محرمًا شرعا ، أن يبقى على هذا التواصل معها بحال من الأحوال ، بل الواجب عليه أن يسد كل باب موصل لها ، وهذا بالنسبة إليه : أول خطوة صحيحة في طريق توبته ، إن كان جادا في هذه التوبة والإنابة إلى رب العالمين .

وننصحكِ أختنا الفاضلة ، إذا كنت تريدين الحفاظ على زواجكِ : أن تصبري على زوجكِ ، وأن تحاولي مساعدته في غلق الأبواب دون تواصله مع هذه المرأة بشتى الطرق ، وأن تعطيه فرصة أخرى ، للتوبة والاستقامة والإصلاح ، وتحذريه من التلون ، والتلاعب بتوبته ، ونكث العهد مع رب العالمين ، وتعظينه ، وتخوفينه من شر تلك القاذورات ، وأثرها على العبد ، وشؤمها عليه في دينه ودنياه ؛ وليحذر العبد الناصح لنفسه من خزي الدنيا ، وعذاب الآخرة ؛ فإنه الله يمهل ، ولا يهمل : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة /7-8

وإذا أمكنك أن تجلسي معه في مناقشة بأسلوب هاديء ، لمحاولة الوصول للأسباب والدوافع وراء تواصله مع هذه المرأة : فنرجو أن يكون فيه الخير لكما .

ومن المؤكد أن صدقه ، وجديته في الالتزام بذلك : سوف تظهر عليه ؛ فمتى كان جادا في ذلك ، صادقا في توبته ، حريصا على أن يحافظ على بيته من أن ينهار : فابقي معه ، وحافظي أنت أيضا على بيتك ، واجتهدي في أن تتناسي ذلك الماضي ، وتعينيه على نفسه وعلى شيطانه فيما هو آت .

وإن تكن الأخرى ، وعاد ، فراغ ، ونكث العهد ، وواصل ذلك الطريق : فلا خير لك في مثله .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android