تنزيل
0 / 0

هل الحديث النبوي يعد من أنواع النثر ؟

السؤال: 271203

هل الحديث النبوي الشريف نوع من أنواع النثر أم لا ؟

ملخص الجواب

ملخص الجواب :  كلام النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل النثر ، إلا أنه في غاية الفصاحة والبيان ، ثم هو وحي وتشريع ، ليس كآحاد كلام الناس ، بل هو كلام من أعطي مجامع البلاغة ، وأوتي جوامع الكلم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

فإنه مما لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نبي عربي ، يتكلم بالعربية ، وكلام العرب عند الاستقراء ينقسم إلى نوعين : منظوم ومنثور .

قال ابن رشيق الأندلسي في “العمدة في محاسن الشعر وآدابه” (1/19) :” وكلام العرب نوعان: منظوم ، ومنثور…. وقد اجتمع الناس على أن المنثور في كلامهم أكثر ، وأقل جيداً محفوظاً ، وأن الشعر أقل ، وأكثر جيداً محفوظاً ؛ لأن في أدناه من زينة الوزن والقافية ما يقارب به جيد المنثور.

وكان الكلام كله منثوراً ، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها ، وطيب أعراقها ، وذكر أيامها الصالحة ، وأوطانها النازحة ، وفرسانها الأمجاد ، وسمحائها الأجواد ؛ لتهز أنفسها إلى الكرم ، وتدل أبناءها على حسن الشيم فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام ، فلما تم لهم وزنه، سموه شعراً ؛ لأنهم شعروا به ، أي: فطنوا.”. اهـ

والشعر كما عرفه ابن فارس في “فقه اللغة” (ص211) فقال :” الشِّعرْ كلام مَوْزونٌ مُقفّى دَالٌّ عَلَى معنىً”. اهـ .

وأما النثر فهو كما قال ابن خلدون في “المقدمة” (ص644) :” النثر: وهو الكلام غير الموزون”. اهـ .

وقال الدكتور شوقي ضيف في “الفن ومذاهبه في النثر العربي” (ص15) :” النثر هو الكلام الذي لم ينظم في أوزان وقواف “. اهـ

وإذا كان الأمر كذلك ، فإنه من باب التقسيم الاصطلاحي : لا إشكار في اعتبار حديث النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل النثر .

وقد وصف كثير من أهل العلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من النثر ، ومن هؤلاء ابن مالك كما في “شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح” (ص 128 ، 228) ، والسيوطي كما في “عقود الزبرجد” (3/9) ، وغيرهم كثير .

بل إن أبا الحسين البوشنجي له جزء حديثي بسنده أسماه “المنظوم والمنثور من الحديث النبوي” ، حيث يأتي بالحديث بإسناده ثم يقول :” جَعَلْتُ نَثْرَهُ نَظْمًا ” ثم ينظم كلام النبي صلى الله عليه وسلم المنثور ويحوله إلى شعر .

وقد سلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما عده البلاغيون من عيوب النثر ، فلا مقارنة بين قوله صلى الله عليه وسلم وقول غيره ، فنبينا صلى الله عليه وسلم أفصح الناس ، وقد أوتي جوامع الكلم ، واختُصر له الحديث اختصارا ، ففي البخاري (7013) ،  مسلم (523) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:” بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي “.

قال ابن هبيرة في “الإفصاح عن معاني الصحاح” (6/112) :” أما جوامع الكلم: فإنه يعني به اللغة العربية ؛ لأن الله تعالى فضله بها ، فيكون النطق يسيرًا ، والمعنى جمًا كبيرًا “. اهـ .

وقال الحسين بن محمد المعروف بالمغربي في “البدر التمام” (3/419) :” وإنما كان قِصَر الخطبة علامة لفقه الرجل ، لأن الفقيه هو المطلع على حقائق المعاني وجوامع الألفاظ ، يتمكن من التعبير بالعبارة الجامعة الجزلة المفيدة ، ولذلك كان من تمام رواية هذا الحديث: ” فأطيلوا الصلاة ، وأقصروا الخطبة ، وإنَّ من البيان لسحرًا “، فشبه الكلام العامل في القلوب الجاذب للعقول بالسحر، لأجل ما اشتمل عليه من الجزالة ، وتناسق الدلالة ، وإفادته المعاني الكثيرة ، ووقوعه في مجازه من الترغيب والترهيب ونحو ذلك ، ولا يقدر عليه إلا مَنْ فقه بالمعاني وجمع شتاتها ، وناسب دلالتها ، فيتمكن حينئذ من الإتيان بالكلمات الجوامع ، ومطالع المعاني السواطع ، وكان ذلك من خصائصه – صلى الله عليه وسلم – فكان أفصح منْ نَطَقَ بالضاد، وأبرع منْ أوتي فصل الخطاب “. اهـ

والحاصل :

أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل النثر ، إلا أنه في غاية الفصاحة والبيان ، ثم هو وحي وتشريع ، ليس كآحاد كلام الناس ، بل هو كلام من أعطي مجامع البلاغة ، وأوتي جوامع الكلم .

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android