0 / 0

تسأل عن الفرق بين مسجد قباء والمسجد النبوي

السؤال: 271352

في جميع المواقع الإسلامية المعروفة والموثقة لم أجد إجابة واضحة على استفساري الآتي: ما الفرق التاريخي بين مسجد قباء الذي أسس على التقوى ، والحرم النبوي الشريف الحالي؟ إذا كان مسجد قباء هو المسجد النبوي ، كما هو مسمى في معظم المواقع ، فما هو الحرم النبوي الحالي إذن؟ ولماذا هذا الخلط بينهما في رواية تاريخهما ؟ وكيفية بنائهما ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

لا خلط في الروايات التاريخية بين مسجد قباء والمسجد النبوي البتة ، بل التفريق بينهما واضح ، وما بينهما من المسافة في الواقع ، وكون مسجد قباء في مكان ، والمسجد النبوي في مكان آخر: يجعل من المستبعد أن يحصل بينهما خلط أو التباس .

فقد كانت قباء قرية خارج المدينة النبوية يسكنها بنو عمرو بن عوف ، وهي تبعد عنها نحو ميلين ، ويقدر ذلك بما يزيد على ثلاثة كيلوات .

قال ياقوت الحموي :

“وأصله اسم بئر هناك عرفت القرية بها ، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار…

وهي قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة ، بها أثر بنيان كثير” انتهى من “معجم البلدان” (4/302) .

ثانيا :

لما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم نحو المدينة نزل في قباء ، ومكث بها أربعة أيام ، وبنى مسجد قباء وصلى فيه ، ثم سار نحو المدينة ، فبنى مسجده بها حيث بركت الناقة .

قال المباركفوري :                  

“في يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة 14 من النبوة- وهي السنة الأولى من الهجرة- الموافق 23 سبتمبر سنة 622 م نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء .

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء أربعة أيام: الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس .

وأسس مسجد قباء وصلى فيه ، وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة .

فلما كان اليوم الخامس- يوم الجمعة- ركب بأمر الله له، وأبو بكر ردفه، وأرسل إلى بني النجار- أخواله- فجاؤوا متقلدين سيوفهم، فسار نحو المدينة، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي، وكانوا مائة رجل .

وبعد الجمعة دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة- ومن ذلك اليوم سميت بلدة يثرب بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعبر عنها بالمدينة مختصرا- وكان يوما تاريخيا أغر .

وسارت الناقة حتى وصلت إلى موضع المسجد النبوي اليوم فبركت، ولم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلا، ثم التفتت ورجعت فبركت في موضعها الأول، فنزل عنها، وذلك في بني النجار- أخواله- صلى الله عليه وسلم ” انتهى مختصر من “الرحيق المختوم” ص (154) .

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (70467).

ثالثا :

لم يقل أحد من العلماء : إن مسجد قباء هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما بينهما من الفرق معلوم ؛ والأحاديث المتواترة المستفيضة في السنة النبوية تقضي بالمغايرة بينهما .

نعم ؛ وقع الخلاف بين أهل العلم في المقصود بقوله تعالى (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) التوبة: 108 هل هو المسجد النبوي أو مسجد قباء ؟

وهذه المسألة مشهورة عند أهل العلم ، فمنهم من قال إنه مسجد قباء ، ومنهم من قال هو المسجد النبوي ، ومنهم من قال تحمل الآية على المسجدين وكلاهما مقصود بها، وهذا القول الأخير اختاره ابن حجر وغيره . 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

” مسجد قباء أسس على التقوى، ومسجده صلى الله عليه وسلم أيضا أسس على التقوى وهو أكمل في ذلك، فلما نزل قوله تعالى: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين [سورة التوبة: 108] بسبب مسجد قباء، تناول اللفظ لمسجد قباء ولمسجده صلى الله عليه وسلم  بطريق الأولى ” . انتهى، من “منهاج السنة النبوية” (4/24) .

وينظر أيضا : “مجموع الفتاوى” (27/406) ، “زاد المعاد” لابن القيم (/382) ، “فتح الباري” لابن حجر (7/245) .

فلعل السائلة التبس عليها كلام أهل العلم عن هذه الآية ، فظنت أن بعضهم يقول بأن مسجد قباء هو المسجد النبوي ، وليس الأمر كذلك ، فهما مسجدان ، ولكن اختلف العلماء في أيهما المراد بالآية الكريمة كما سبق .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android