0 / 0
70,30012/02/2018

هل يمكن للعين أن تكون سببا للاضطراب النفسي أو الجنون ؟

السؤال: 271460

هل العين تسبب أمراضا نفسية أو جنون ؟ وما الدليل على ذلك ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الناس في العين وعلاقتها بالاضطرابات النفسية طرفان ووسط :

طرف فيه إفراط ، ومبالغة في تعليل الاضطرابات النفسية بالعين والسحر ونحوهما .

وطرف فيه تفريط وإغفال لأثر العين والسحر ونحوهما ، في حدوث الاضطرابات النفسية ، كما أن تأثير ذلك في الأمراض الحسية البدنية : معلوم مشاهد ، أيضا .

ووسط ، فيه اعتدال وتمييز ، وتريث في تحديد منشأ الاضطرابات النفسية ، ومعرفة ما إذا كانت لها صلة واضحة بالعين ونحوها ، أم لا .

وأشهر الاضطرابات النفسية التي يقع الخلط في التعامل معها :

– الاضطرابات العصابية neurotic disorders ، كاضطراب القلق العام، واضطراب التوتر الحاد.

– الاضطرابات المزاجية mood disorders ، كاضطراب الاكتئاب ، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب .

– الاضطرابات الذهانية psychotic disorders ، كاضطراب الفصام ، واضطراب الضلالات .

وهذه الاضطرابات جميعا تتفق ، في كثير من أعراضها ، مع أعراض العين ، وغيرها من العوارض الروحانية ، كالسحر والمس .

بل وتتفق في كثير من أعراضها مع أعراض بعض الأمراض العضوية ، كأورام المخ ، والاضطرابات الهرمونية ، والأنيميا ، وغيرها .

وعليه : فالواجب على المعالج الحاذق أن يجتهد في تمييز ، ما إذا كان  منشأ الأعراض عضويا، أم نفسيا ، أم روحانيا ؛ هكذا على الترتيب .

فلا ينبغي أن يتسرع في نسبة الأعراض للعين ، أو الحسد ، قبل التأكد من خلو الجسد من الأمراض العضوية ، وخلو النفس من الاضطرابات النفسية .

وينبغي عليه كذلك ، لتحديد ما إذا كانت العين هي السبب في هذه الأعراض : أن يجتهد في التماس قرائن الأحوال ، ودلائل الأقوال ، على وقوع العين في الوقت الذي ظهرت فيه الأعراض لأول مرة .

وأخيرا

فلا نعلم دليلا شرعيا أو حسيا على أن العين قد تسبب الجنون ، بصفة خاصة ؛ ولكننا نعلم ، على وجه الإجمال : أن العين حق ، وأنها تصيب الإنسان ، سواء في نفسه ، أو في بدنه ، أو في ماله ، أو غير ذلك ، وأنه لو كان شيء سابق القدر لكان العين .  

فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

(الْعَيْنُ حَقٌّ ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ ) . رواه مسلم (2188) .  

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله  : 

“جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين ، لا أنه يمكن أن يرد القدر شيء ، إذ القدر عبارة عن سابق علم الله ، وهو لا راد لأمره . أشار إلى ذلك القرطبي .

وحاصله : لو فرض أن شيئا ، له قوة ، بحيث يسبق القدر : لكان العين ؛ لكنها لا تسبق ، فكيف غيرها ؟!” انتهى “فتح الباري” (10/203-204 ) .

 وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العين تصيب الرجل فتقتله ، وهذا أعظم شيء يصيب الإنسان ؛ وهذا يدل على أن تأثيرها فيما دون ذلك من المرض ، سواء العضوي ، أو النفسي : أمر ممكن ، لا غرابة فيه ، ولا عجب .

فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

العين تدخل الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر .

رواه أبو نعيم في الحلية وابن عدي في الكامل بإسناد حسنه الألباني في الصحيحة 1249.

قال المناوي رحمه الله :

“(العين تدخل الرجل القبر) أي : تقتله فيدفن في القبر .

(وتدخل الجمل القدر) أي : إذا أصابته ، مات ، أو أشرف على الموت ، فذبحه مالكه ، وطبخه في القدر” انتهى من “فيض القدير” (4/522) .

هذا ، ولْيُعلم : أن الرقية القرآنية نافعة ، في العين والحسد ، وغيرهما من العوارض الروحانية، ونافعة في الأمراض العضوية ، والاضطرابات النفسية كذلك .  

فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ ، مُنْذُ أَسْلَمَ .

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ بِاسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ) رواه مسلم (2202) .

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android