اعتاد خالي على زيارتنا كل فترة ، كان يتحرش بي عندما كان عمري 12 سنة ، وكنت أخاف أن أخبر أمي ولم أكن أدري كيف أتصرف ، توقف عن هذا التصرف عندما تجاوز عمري 15 سنة ، هذا الأمر كان يتعبني كثيراً ، وكنت أبكي كلما تذكرت ولم أخبر أحداً بالأمر فهل هناك دعاء أدعو به ليساعدني ، مع العلم بأنني لم أقترف أي ذنب غير أنني لم أخبر والدايّ ، ويعلم الله كم أثَّر بي هذا .
تحرَّش بها خالها جنسيّاً فأثَّر في نفسيتها
السؤال: 27152
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا شك أن ما قام به خالكِ عمل قبيح وجريمة منكرة ، وقد قلَّ الوازع الديني عند كثيرٍ من الناس ممن تأثروا بما يُعرض ويُشاهد ويُقرأ مما يحرك الشهوة فيصرفونها فيما حرَّمه الله ، وإن من أقبح ذلك وأسوئه ما يكون بين الرجل ومحارمه .
وكان الخطأ منكِ أنكِ لم تخبري أحداً من أهلكِ ليوقفوا هذا الخال الفاجر عند حدِّه ، أما وقد مضى ذلك وانتهى وأنت كارهة منكرة له، فليس عليكِ الآن إثم ولا ذنب .
وعليكِ محاولة نسيان ما جراى، وتعلم درسٍ منه للمستقبل لنفسك ولأبنائك ، وننصحك بدعاء الله تعالى أن يفرِّج كربكِ ويزيل همكِ ، ومما جاء في السنَّة من هذه الأدعية :
أ. عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن ، والعجز والكسل ، والجبن والبخل ، وضَلَع الدَّيْن وغلبة الرجال ” .
رواه البخاري ( 6008 ) .
” الحزَن ” : خشونة في النفس لحصول غمٍّ .
” ضِلَع الدَّيْن ” : ثِقَله وشدته .
قال ابن حجر :
شرح هذه الأمور الستة : ” الهمَّ ” لما يتصوره العقل من المكروه في الحال , و ” الحزن ” لما وقع في الماضي , و ” العجز ” ضد الاقتدار , و ” الكسل ” ضد النشاط , و ” البخل ” ضد الكرم , و ” الجبن ” ضد الشجاعة .
” فتح الباري ”
ب. عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أصاب أحداً قط همٌّ ولا حُزن فقال : ” اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمَتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك ، عدلٌ فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سمَّيتَ به نفسك أو علمتَه أحداً من خلقك ، أو أنزلتَه في كتابك ، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همِّي ” إلا أذهب الله همَّه وحُزنه ، وأبدله مكانه فرجاً ، قال : فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .
رواه أحمد ( 3704 ) ، وصححه الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة ” ( 199 ) .
ولا تستسلمي لآلام الماضي وتنسي نفسك ، وعليك بالانشغال بطاعة الله تبارك وتعالى كحفظ القرآن وقراءة كتب العلم ، وسيَر السلف الصالح ، والبحث عن الصحبة الصالحة .
نسأل الله تعالى أن يرزقك ذلك وزيادة .
والله الموفق .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب