أرجو الرد بسرعه فى هذا الامر .
ما رأيكم فى هذ الكلام وما معناه وما هو الحرام فيه وأريد ان تبينوا لي بالتفصيل إذا كان هناك شرك فيه ما هو وفي أى كلمة تكون فهو يسمى بالدعاء الجلجلوتى
وصليت بالثاني علـى خــير خلقه >> محمد من زاح الضـــلالة والغلت
الهــي لقد أقسمت باسمك داعــياً >> بآج وماهــوج جـلت فتجلـجلت
سألتك بالاســم المعظـم قــدره >> ويســـر أموري يا آلهي بصلمهت
ويا حــي يا قيوم ادعـوك راجياً >> بآج أيــوج جلجلــيُّوت هلهلـت
أريد أن أعرف ما معنى هذه الكلمات ” بآج أيــوج جلجلــيُّوت هلهلـت”
وأريد أن يتبين لى ما إذا كان حرام أم حلال وما إذا كان هناك فيه من الشرك أم ماذا ؟
حكم ذكر الله بالأسماء السريانية وحكم دعاء الجلجلوتية
السؤال: 272998
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يجوز دعاء الله تعالى بما لا يعلم معناه، ولا التوسل إليه بأسماء لا يُعلم معناها ، أو لم يثبت أنها من أسماء الله الحسنى ؛ لقوله تعالى: ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأعراف/180
وأسماؤه تعالى التي يدعى بها، هي ما تثبت أنها أسماء له؛ لورودها في الكتاب والسنة الصحيحة.
وقد اهتم العلماء بجمع هذه الأسماء وشرحها كما فعل الغزالي والحليمي والقرطبي وغيرهم ، ولم يوردوا هذه الأسماء الأعجمية المخترعة.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “عمن يقول: يا أزران: يا كيان، هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة لم يحرم قولها؟
فأجاب:
، لم ينقل هذه عن الصحابة أحد، لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف ، ولا سلف الأمة ولا أئمتها.
وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به ، فضلا عن أن يدعو به.
ولو عرف معناها ، وأنه صحيح : لكُره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية” انتهى من مجموع الفتاوى (24/ 283).
وهذا الدعاء مشتمل على أسماء غريبة كآج، وماهوج، وصلمهت، وأيوج، وجلجليوت، يزعم الصوفية أنها باللغة السريانية، وأنها أسماء الله تعالى، وأن الملائكة يذكرون الله بها، وأن هذه الأسماء يتلقاها العارفون، ولا تؤخذ من كتاب أو سنة!
وهذا ضلال مبين، وإلحاد في أسماء الله تعالى.
والغالب فيها أنها أسماء شياطين ، مما يستعمله السحرة قديما وحديثا، ولكثير من الصوفية عناية بالسحر، واستعمال له، تحت مسمى علم الحروف، وعلم الأوفاق.
وهذا الدعاء يأتي ضمن أوراد الطريقة الخلوتية العونية ، كما ذكر الأستاذ محمود المراكبي في كتابه “عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة” ص458 ، وقد ذكر اهتمام الصوفية بالأسماء السريانية، واشتمال أورادهم عليها، وقال:
“ومع تدرج المريد في مراتب الطريق السبعة: تظهر الألفاظ السريانية تباعا، فإذا وصل المريد إلى الاسم السادس والسابع، تلقى جرعة كبيرة من هذه الأسماء، وتبلغ الألفاظ السريانية في الاسم السابع ثمانين اسما، منها ما هو مكتوب نثرا، ويسمى البرهتية، ومنها ما نظمه المشايخ في قصيدة الجلجلوتية.
والبرهتية يقرأ فيها المريد واحدا وأربعين اسما، كل منهم مكتوب مرتين بهذه الصورة: ” برهتيه برهتيه، كرير كرير، تتليه تتليه” وهكذا .
ورسم الاسم السابع من أوراد الخلوتية العونية العيونية، وهو غير مطبوع، وينقله المريد عن شيخه.
ويشرح البوني في كتابه: “منبع أصول الحكمة” أسرار البرهتية بقوله: “فاعلم أن أسماء البرهتية هي القسم المعّول عليه من قديم الزمان، وكان القدماء يسمونه بالعهد القديم، والميثاق العظيم، والسر المصون.
وقد تكلم به الحكماء الأُول، ثم السيد سليمان بن داود عليه السلام، ثم آصف بن برخيا، ثم الحكيم قلفطيروس، ثم من تتلمذ له إلى يومنا هذا .
وهو قَسم عظيم لا يتخلف عنه ملك ، ولا يعصيه جني ولا عفريت، ولا مارد، ولا شيطان .
وكل طالب لم تكن عنده أو لم يكن له علم بها فعلمه أجذم.
وبالجملة فهذه الأسماء قَسم جليل عظيم الشأن كثير البركة والبرهان، يغني عن جميع ما عداه من العزائم والأقسام، ويتصرف في جميع الأعمال من استنزال أملاك، واستحضار أعوان، وجلب ودفع، وصرع وقهر، وإخفاء وإظهار.
ثم يشرح فوائد كل اسم من البرهتية وما تستخدم فيه فيقول: “كرير، إن من خواصه أن من واظب على قراءته كل ليلة مائة مرة، فإنه يجتمع بالجن عيانا، وربما يصيرون له خداما، ومن واظب على ذكر برهتيه كرير تتليه… خضعت له الأرواح العلوية والسفلية”…
أما الجلجوتية، فيشرحها البوني أيضا في كتابه: شمس المعارف الكبرى، ولا يخرج الكلام فيها عما سبق بيانه عن البرهتية .
وهكذا يتلقى المريد علوم السحر ، على أنها فتوحات وأسرار وإلهامات ربانية !!
وبرغم اعتراف البوني أن هذه الأسرار ينسبها تارة إلى علوم الحكماء والفلاسفة، وينسبها تارة أخرى إلى علوم سليمان عليه الصلاة والسلام ، إلا أن المشايخ، والمريدين يرونها أرقى الفتوحات في الإسلام” انتهى كلام الأستاذ محمود المراكبي، ص458.
وكتاب شمس المعارف كتاب سحر صريح مظلم، ولهؤلاء المتصوفة وأمثالهم عناية به ، ومؤلفه من تلاميذ المرسي أبو العباس، ويزعمون أن له كرامات وأنه كان مجاب الدعوة!
وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في “الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة” ص275:
” لغة أهل الديوان: ويقول أحمد بن مبارك:
” سمعته ـ رضي الله عنه ـ يقول إن لغة أهل الديوان ـ رضي الله عنه ـ هي السريانية لاختصارها وجمعها المعاني الكثيرة ، ولأن الديوان يحضر الأرواح والملائكة ، والسريانية هي لغتهم ، ولا يتكلمون العربية إلا إذا حضر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أدبًا معه ” ا. هـ (الإبريز ص168) .
ولست أدري لماذا يُجمع المتصوفة تقريبًا ، على اختيار اللغة السريانية لغة للديوان، ولمعاني الحروف، وللأذكار ؛ فإما للتلبيس على الناس لأنها لغة منقرضة لا توجد إلا في قرية واحدة الآن من قرى سوريا ، ولا يتكلمها إلا نحو خمسمائة شخص فقط، أو لأن هذه اللغة كانت لغة أقوام اشتهروا بعبادة الجن والأوثان ، وهذا الذي يبدو ، فإن هذه اللغة كانت لأقوام وثنيين من عبدة الجن والكواكب، وما يزال كثير من هذه القرية التي يتكلم أصحابها بهذه اللغة ، مهجورًا مسكونًا بالجن” انتهى.
والحاصل :
أنه لا يشرع ذكر الله ، ولا دعاؤه بهذه الأسماء المجهولة، ولا يجوز أن يسمى الله بها، وذلك من الإلحاد في أسمائه.
ويجب الحذر من أوراد الصوفية المشتملة على هذه الأسماء؛ إذ الغالب أنها أسماء شياطين، وباب لسحر المريد المتلفظ بها ، ليبقى أسيرا لدى طريقته وشيخه.
وينظر في علاقة الصوفية بالسحر: “الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ”، ص859- 870 للأستاذ الدكتور محمود عبد الرؤوف القاسم رحمه الله.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب