0 / 0

والدها ساحر يؤذيها فتركته وقاطعته وتزوجت بغير ولي

السؤال: 274929

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة ، مشكلتي قبل 4 سنوات قطعت العلاقة مع أبي ، فأبي رجل مشعوذ ساحر ، لا يخاف الله مطلقا ، تطلقت أمي منه فور علمها أنه مشعوذ ، وأنا أبلغ من العمر 24 يوما فقط أذاقها أبي الأمرين ، من ضرب ، وسب ، وشتم ، وسحر ، كبرت أنا وبلغت 14 عاما ، وأصبت بالمس ، وكان السبب أبي ، كأنه يستخدمني في أغراضه ، مرضت كثيرا ، وازدادت حالتي سوءا ، وأصبحت كالمجنونة ، سلكت طريق الرقية الشرعية ، وإستمرت رحلت علاجي 4 سنوات ، وإلتزمت ـ والحمد لله ـ ، وأحس أبي كأني عدوه الأول ، أصبح يهددني ، والكثير من الأشياء ، اتخذت قرارا : إما أن يترك ما يفعل ، ويتقي الله ، أو أن تكون القطيعة ، ازدادت المشاكل إلى أن تهجم علي في المدرسة ، وكانت أمي وقتها معي ، ضربها أمامي حتى أذهب معه وأبيت ، بعد كل هذا أكملت دراستي ، وحصلت على الباكالوريا ، وتزوجت بعدها بفترة بدون علم لا والدي ولا أعمامي ، الآن مرت 4 سنوات على هذه القطيعة ، فهل أنا مذنبة فيما فعلته ؟ هل سيعاقبني الله على هذا ؟ وماذا يلزمني فعله تجاه والدي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

السحر كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، ومنه ما هو كفر يخرج عن الملة .

وقد روى البخاري (2767) ، ومسلم (89) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ .

وينظر: جواب السؤال رقم : (218188) ، ورقم (12578) .  

وإذا كان والدك كما ذكرت، وخشيت على نفسك الضرر والأذى منه : فلا حرج عليك في مقاطعته وهجره.

ثانيا:

لا يصح النكاح إلا بولي ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا نكاح إلا بولي ) رواه أبو داود ( 2085 ) ، والترمذي (1101 ) ، وابن ماجه (1881) من حديث أبي موسى الأشعري ، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي”.

وقوله صلى الله عليه وسلم :  لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل  رواه البيهقي من حديث عمران وعائشة ، وصححه الألباني في “صحيح الجامع” برقم (7557 ) .

وقوله صلى الله عليه وسلم :  أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل   رواه أحمد ( 24417) ، وأبو داود (2083) ، والترمذي (1102) ، وصححه الألباني في “صحيح الجامع” برقم (2709) .

وعلى فرض أن الولي كفر بالسحر، أو منعك من الزواج، فإن الولاية تنتقل إلى من بعده: الجد –إن وجد- ثم الأخ- ثم العم- ثم ابن العم.

فإن امتنع الأولياء عن التزويج، زوجك القاضي الشرعي.

هذا ما تدل عليه الأدلة الشرعية .

ولكن نظرًا لأن عدم صحة النكاح إلا بولي ، هي من المسائل الاجتهادية التي اختلف فيها العلماء ، فإن المسلم إذا كان في دولة تأخذ بالقول بصحة النكاح بدون ولي ، وتحكم محاكمها بذلك ، فإنه يحكم بصحة النكاح ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم: (164794) .

وبناء على هذا ؛ فإن زواجك صحيح .

ثالثا:

بر الوالد لا يسقط بظلمه أو إساءته، أو كفره؛ لقوله تعالى :   وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ  لقمان/ 15 .

فاجتهدي في بر والدك والإحسان إليه وزيارته ونصحه ، بما لا يعود بالضرر عليك.

فإن خشيت منه أن يضرك ، سواء في نفسك ، أو في بدنك ، أو في أسرتك وبيتك : فلا حرج عليك في عدم زيارته ، وأكثري من الدعاء له بالهداية.

فلعل الله يستجيب دعاءك .

ونسأل الله أن يتوب عليه، ويهديه سواء السبيل.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android