تنزيل
0 / 0
163,58803/02/2018

” من علمني حرفا صرت له عبدا ” هل هو حديث نبوي؟

السؤال: 275080

هل هذا الحديث صحيح: “من علمني حرفًا صرت له عبدًا”. وهل معناه صحيح؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

فإن هذه المقولة المشهورة ” من علمني حرفا صرت له عبدا ” ، ليست بحديث منقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال محمد الأمير المالكي في ” النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية” (367) :” من عَلمنِي حرفا صرت لَهُ عبدا “. ليس بِحَدِيث ، وَالَّذِي ورد:” من علم عبدا آيَة من كتاب الله فَهُوَ لَهُ عبد “. انتهى

وهذا الحديث الذي عناه الشيخ محمد الأمير المالكي جاء  بلفظ 🙁 مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ، فَهُوَ مَوْلَاهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَخْذُلَهُ ، وَلَا يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ ) .

والحديث أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (8/112) ، وابن عدي في “الكامل” (1/478) ، والبيهقي في “شعب الإيمان” (2023) والشجري في “الأمالي” (425) من طريق عبيد بن رزين.

وأخرجه تمام في “الفوائد” (354) ، من طريق عبد الوهاب بن الضحاك :

كلاهما عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ ، قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:( مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ، فَهُوَ مَوْلَاهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَخْذُلَهُ ، وَلَا يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ ).

والحديث لا يصح .

فيه ” عبيد بن رزين ” ، مجهول .

قال الذهبي في “ذيل الضعفاء والمتروكين” (254) :” عبيد بن رزين اللاذقي: عن إسماعيل بن عياش ، مجهول ، والحديث منكر “. انتهى

وقال الهيثمي في “مجمع الزوائد” (541) :” فيه عبيد بن رزين اللاذقي ، ولم أر من ذكره “. انتهى

وأما من تابعه وهو ” عبد الوهاب بن الضحاك ” ، فهو كذاب ، كذبه أبو حاتم كما في “الجرح والتعديل” (6/74) .

ثانيا :

لا شك أن مكارم الأخلاق ، ومحاسن الآداب : التواضع للعالم ، خاصة الذي علم الإنسان أعظم العلم ، وهو العلم بالله ، وبكتابه ، وسنة نبيه ، وما يرضي رب العالمين عنه .

ومن شيم الكرام : الاعتراف بحق المعلم ، ما عاشوا .

وقد ورد عن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث مثل هذا المعنى .

فقد روى ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (43/185) عن شعبة أنه قال :” من كتبت عنه أربعة أحاديث : فأنا عبده حتى أموت “. انتهى

وروى الخطيب في “الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع” (318) عن شعبة أيضا أنه قال :” كنت إذا سمعت من الرجل الحديث ، كنت له عبدا ما حيي ، فكلما لقيته ، سألته عنه “. انتهى

ولا يخفى أن “مقام العبودية” الطوعية هنا : هو مقام الأدب ، والتوقير ، والاعتراف بالفضل ، وحفظ الجميل ، ومعرفة الحق ، والوفاء للمعلم أبد الدهر .

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android