تنزيل
0 / 0

علاج الفجور .

السؤال: 276820

ماعلاج الفجور في الكلام ، أو علاج الفجور بشكل عام ؟

ملخص الجواب

الفجور: هو الانبعاث إلى المعاصي والتوسع فيها. وعلاجه: بالتوبة والاستقامة، وصحبة أهل الخير، وترك صحبة أهل الشر.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

الفجور: هو الانبعاث إلى المعاصي والتوسع فيها، وركوب كل أمر قبيح ، دون رغبة في التوبة والإنابة .

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : ” أَصْلُ الْفُجُورِ الْمَيْلُ عَنِ الْقَصْدِ “.

“شرح النووي على مسلم” (2/ 48)

وقال الحافظ رحمه الله :

” الفجور إكثار الْمعْصِيَة، شبه بانفجار المَاء وَيُطلق على الْكَذِب ” .

انتهى من “فتح الباري” (1/ 165) .

وقال الزبيدي رحمه الله:

” أَصل الفَجْر الشَّقُّ، ثمّ اسْتُعْمِلَ فِي الانْبعاثِ فِي المَعَاصي والمَحَارِمِ والزِّنَى ورُكُوب كُلِّ أَمْرٍ قَبيح ” انتهى من “تاج العروس” (13/ 299) .

وقَالَ الرَّاغِبُ الأصبهاني رحمه الله: ” أَصْلُ الْفَجْرِ الشَّقُّ، فَالْفُجُورُ شَقُّ سِتْرِ الدِّيَانَةِ، وَيُطْلَقُ عَلَى الْمَيْلِ إِلَى الْفَسَادِ، وَعَلَى الِانْبِعَاثِ فِي الْمعاصِي، وَهُوَ اسْم جَامع للشر ” .

انتهى من “فتح الباري” (10/ 508) .

ثانيا :

الفجور في الكلام يكون بالكذب، وفحش القول، والتوسع في ذلك.وروى البخاري (6094) ، ومسلم (2607) عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 

عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا .

وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا 

 .

قال النووي رحمه الله :

” قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْعَمَل الصَّالِح الْخَالِص مِنْ كُلّ مَذْمُوم , وَالْبِرّ اِسْم جَامِع لِلْخَيْرِ كُلّه .

وَقِيلَ : الْبِرّ الْجَنَّة . وَيَجُوز أَنْ يَتَنَاوَل الْعَمَل الصَّالِح وَالْجَنَّة .

وَأَمَّا الْكَذِب فَيُوصِل إِلَى الْفُجُور , وَهُوَ الْمَيْل عَنْ الِاسْتِقَامَة , وَقِيلَ : الِانْبِعَاث فِي الْمَعَاصِي ” انتهى .

ثالثا :

علاج الفجور في الكلام يكون بتحري الصدق ، وقول الحق ، وكثرة ذكر الله وتلاوة كتابه ، مع التوبة النصوح .

فالإنسان إذا شغل لسانه بالصدق وذكر الله ، صانه عن الكذب والفحش.

ويكون علاج الفجور عموما :

– بتقديم التوبة النصوح أولا ، ثم الاستقامة على طاعة الله ، والانشغال بذكره وتلاوة كتابه ، وصحبة أهل الخير والصلاح ، وترك صحبة أهل الشر والفساد .

– ثم النظر في حال الصالحين ، والاقتداء بهم ، والنظر في حال المفسدين والفاجرين ، والبعد عن طريقهم ، والاتعاظ بسوء أحوالهم وعواقبهم ، فإنه قل أن يفجر رجل بلسانه أو بفرجه أو بغير ذلك ، إلا وكان سبيله الخزي والنكال .

– ونتعرف على صفات المتقين ، من حسن الخلق وصدق اللسان وعفة الفرج وحفظ النظر وحسن العشرة ، ونحو ذلك ، ونجتهد في تحقيق ذلك في أنفسنا .

– ثم نبتعد عما يثير كوامن الشهوة المحرمة ، ويدعو إلى الحرام ، من إطلاق النظر ، ومشاهدة الأفلام والتمثيليات ، ومصاحبة الدعار والمفسدين من أهل البطالة .

وبكل حال :

فمن انشغل بخصال الخير ، وصفات أهل الإيمان ، وصحبتهم ، وانصرفت نفسه عن الغي والشهوات المحرمة وقبيح الأقوال والأفعال، وأصحاب ذلك: استقام حاله ، وصلح أمره.

ومن ابتلي بشيء من تلك المعاصي فليبادر بالتوبة النصوح ، والاستقامة على شرع الله ، ولا يؤجل التوبة ويسوف فيها ، ولا يتمادى في المعصية ويستكين إليها ، فإن ذلك يبعده عن الفجور.  

وينظر للفائدة السؤال رقم : (213293)، (145700) .

والله تعالى أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android