تنزيل
0 / 0
5,41026/12/2017

كيف نرد احتجاج النصارى بعدم تحلل أجساد القساوسة على صحة دينهم ؟

السؤال: 277205

أود أن أطرح استفسارا فيما يخص ما يسمى بكرامات القساوسة النصارى المتأخرين ، فهناك العديد منهم لم تتحلل أجسادهم بعد موتهم ، أي أن الله حرم على الأرض أكل أجسادهم ، أذكر على سبيل المثال “مادلان سوفي بارات” المتوفية سنة 1865 م ، وجسدها لم يتحلل ، وذلك دون أي عملية تحنيط ، وذلك حسب الوثائق والتحاليل المخبرية ،و هي موجودة اليوم في كنيسة “الراهب فرنسوا كسافيي” في فرنسا، و “بيار جوليان آيمار” المتوفي سنة 1868 م ، وجسده لم يتحلل ، وهو موجود اليوم في دير “الأباء سان ساكريمون ” في فرنسا، ، و”كاترين لابوري” المتوفية سنة 1876م ، موجودة في كنيسة “لا ميداي ميراكولوز” في فرنسا، و”لويز دو مارياك” المتوفية سنة 1660م ، والموجودة في كنيسة “سان لورون” في فرنسا، و”فانسون دوبول” المتوفي سنة 1660 ، وموجود اليوم في “شابال لازاريست ” في فرنسا، وآخرون من الذين حرم الله على الأرض أكل أجسامهم حسب رجال الدين النصارى ، فهل يمكن أن تعتبر هذه آية من آيات الله ، وكرامة خص بها هؤلاء ، خاصة أن النصارى اليوم يتخذون ذلك دليلا وحجة على صدق منهجهم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

سبق الحديث عن ظاهرة عدم تحلل الجثة رغم مرور زمان على موتها – ، وبينا أنها لم ترد في النصوص الإسلامية إلا للرسل والأنبياء فحسب .

وذلك في حديث صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ  ) .

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلَاتُنَا وَقَدْ أَرَمْتَ ؟ – يَعْنِي وَقَدْ بَلِيتَ.

قَالَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ) رواه الإمام أحمد في “المسند” (26/84) .

وسبق لنا أيضا :

أننا ندعو إلى التعقل والتفكر في ظاهرة عدم تحلل بعض جثث الموتى في مدافنهم، ودراسة الأمر من جميع الجوانب البيولوجية [الأحيائية]، والثيولوجية [دلالتها على الخالق]، فنحن لم نقف في كتب الإسلام على من يعد وقوع ذلك دليلا على صحة مذهب المتوفى أو ديانته ، كما لم نقف على من يستدل بذلك من علماء المسلمين في مجادلته لغير المسلمين ؛ لأنه ليس بدليل في حقيقة الأمر .

بخلاف ما يريده القساوسة الذين تكتب عنهم الأبحاث والمواقع المتخصصة ، يستعملون الشمع والمواد الحافظة ، ليظهروا جثث كبارهم على أنها محفوظة مَصُونة بقدرة الرب تعالى ، وكأنها رسالة إلهية تدعو إلى الإيمان بالمسيحية أو اليهودية ، وهذا كله من المبالغات العاطفية ، والتدليسات الكنسية التي لا تنطلي على العقلاء.

ينظر جواب السؤال رقم (248220).

ونزيد عليه :

لكن إذا استدل مستدل بتلك المزاعم ، أو حتى الوقائع ، فيقال له :

إنه إذا ثبت حدوث ذلك بشكل أوفر ، وأكثر ، مع أجساد كثير من أولياء الله والمجاهدين في سبيل الله من عموم المسلمين : فلا تقوم الحجة بعد ذلك لأحد من اليهود أو النصارى ، إذا استدل على صحة دينه بعدم تحلل أجساد القساوسة .

لاسيما أن هذه الكرامة وقعت لكثير من المسلمين في قبورهم الطبيعية ، بغير تدخل كيميائي بالتحنيط ، أو تدخل بيئي بالتبريد !

والله أعلم 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android