ما الفرق بين صفتي الله النزول والهبوط ؟ والفرق بين القرب والتقرب والدنو والتدلي ؟
وقد قرأت كتاب “صفات الله من الكتاب والسنة” للشيخ السقاف ، فهل هناك مويدا ﻷعرفه في صفات الله ؟
يسأل عن صفة النزول لله وما ورد فيها من لفظ الهبوط والتدلي ، وكذلك عن صفة القرب والدنو؟
السؤال: 277334
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
يجب الإيمان بما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك، من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل .
ويدخل في ذلك الإيمان بأنه ينزل إلى السماء الدنيا ، وأن من صفاته أنه يدنو من خلقه ويقترب منهم ويسمع كلامهم ويرى أحوالهم ويستوي على عرشه ويجيء ويفرح ويضحك ويغضب ويرضى إلى غير ذلك من الصفات التي أخبر بها عن نفسه، وأخبر عنه نبيه المعصوم صلى الله عليه وسلم.
والإيمان بذلك داخل في الإيمان بالله تعالى ، الذي هو أس الإيمان وركنه الأعظم.
ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
ثانيا :
جاءت أحاديث نزول الله سبحانه في الثلث الأخير من الليل بعدة ألفاظ ، فوردت بلفظ “النزول” و”الهبوط” و”التدلي” ، وسياقها في ألفاظ الحديث وطرقه يدل على ترادفها ، وإفادتها الدلالة على ثبوت نزول الله سبحانه وتعالى .
ففي البخاري في صحيحه (1145) ومسلم (1261) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ”.
وفي حديث ابن مسعود (” إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي، يَهْبِطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ) رواه أحمد في المسند (3673) ، وصححه الشيخ أحمد شاكر.
وقال محققو المسند : “حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم”.
وأما لفظ “التدلي” :
– فجاء في حديث عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَدَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَيَغْفِرُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْبَغْيِ) .
أخرجه أحمد في “المسند” (19452) واللفظ له ، وابن منده في “التوحيد” (3/298) وغيرهما من طريق سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة ، لكنه حديث منقطع .
قال ابن أبي حاتم في “المراسيل” (ص85) : “سليم بن عامر لم يدرك عمرو بن عبسة” انتهى.
– وجاء في صحيح البخاري (7517) في حديث الإسراء الطويل عن أنس رضي الله عنه (…حتى جاء سدرة المنتهى وَدَنَا الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَتَدَلَّى، حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أو أدنى…) .
ولكن هذه الجملة من الحديث فيها مقال ، وقد ضعفها جمع من العلماء وقالوا هي مما تفرد به شريك عن سائر الرواة غيره ، ولم ينسبوا الدنو والتدلي هنا لله ؛ قالوا : بل هو دنو جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدل عليه سياق الآيات في سورة النجم : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ) .
قال ابن حجر :
“وَمَجْمُوعُ مَا خَالَفَتْ فِيهِ رِوَايَةُ شَرِيكٍ غَيْرَهُ مِنَ الْمَشْهُورِينَ عَشَرَةُ أَشْيَاءَ، بَلْ تَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ :
… الثَّامِنُ : نِسْبَةُ الدُّنُوِّ وَالتَّدَلِّي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْمَشْهُورُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ جِبْرِيلُ كَمَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ” انتهى من “فتح الباري” (13/485-483) .
وقال الشيخ الألباني :
“هذه الجملة من جملة ما أُنكر على شريك ، هذا مما تفرد به عن جماهير الثقات الذين رووا حديث المعراج ، ولم ينسبوا الدنو والتدلي لله تبارك وتعالى .
بل روت عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما ، ما يدل على أن قوله تعالى: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى : إنما المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام .
روى مسلم “1/ 111” عن مسروق قال: قلت: لعائشة: فأين قوله : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) ؟ قالت: “إنما ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم” .
وانظر “الأسماء والصفات” للبيهقي “ص438-441” انتهى من “مختصر العلو” للألباني ص(117) ، وينظر “فتح الباري” (13/483)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، في شرح الحديث (ودنا الجبارُ رب العزة فتدلى) :
” الصحيح أن قوله تعالى (ثم دنا فتدلى) : أنه جبريل؛ لأن الله قال (علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى..) أي أوحى جبريل لعبد الله ما أوحى، إلى أن قال (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى) .
وهذا جبريل ، وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين : مرة في الأرض في غار حراء، ومرة في السماء عند سدرة المنتهى .
وهذا هو الصواب في هذا اللفظ من الحديث” انتهى من “شرح البخاري” لابن عثيمين (10/496) طبعة “المكتبة الإسلامية”.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر روايات ابن منده لحديث النُّزُول:
“فَهَذَا تَلْخِيصُ مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ منده مَعَ أَنَّهُ اسْتَوْعَبَ طُرُقَ هَذَا الْحَدِيثِ وَذَكَرَ أَلْفَاظَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ : ( يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا إذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ فَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إلَى الْفَجْرِ ) وَفِي لَفْظٍ : ( إذَا بَقِيَ مِنْ اللَّيْلِ ثُلُثَاهُ يَهْبِطُ الرَّبُّ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا وَفِي لَفْظٍ حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ ثُمَّ يَرْتَفِعُ ) وَفِي رِوَايَةٍ يَقُولُ : ( لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ ) وَفِي رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ عبسة : ( أَنَّ الرَّبَّ يَتَدَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَفِي لَفْظٍ : حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ ثُمَّ يَرْتَفِعُ ) … ” انتهى من “شرح حديث النزول” ص(53) .
وينظر جواب السؤال (20081) .
ولا خلاف بين أهل السنة –من المضعفين لهذه اللفظة أو المصححين لها- في إثبات صفة النزول لله عز وجل .
( والتدلي ) : هو بمعنى النزول ، أو قريب منه . قال أبو السعادات “التَّدَلِّي: النزولُ مِنَ العُلُوِّ” انتهى من “النهاية في غريب الحديث” (2/131) .
وقال ابن حجر في الفتح : “وَأَصْلُ التَّدَلِّي : النُّزُولُ إِلَى الشَّيْءِ حَتَّى يَقْرُبَ مِنْهُ” انتهى .
لكن يبقى الكلام في خصوص إطلاق لفظ “التدلي” و”الهبوط” : راجعا إلى ثبوت اللفظ من عدمه ؛ فمن صح عنده ورود لفظ “التدلي” منسوبا إلى الله عز وجل ، في شيء من الحديث : ساغ له إطلاقه ، لفظا ومعنى .
ومن لم يصح عنده اللفظ ، فالوقوف عند اللفظ الوارد : هو الأسلم ، والأحكم ، وإن كان المعنى صحيحا .
ثالثا :
ما قيل في صفة النزول ، يقال في صفة القرب والدنو ، فقد أثبت سبحانه وتعالى لنفسه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قربا خاصا ، وأنه يقترب من بعض عباده حقيقة على ما يليق به سبحانه وتعالى .
قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ) [البقرة: 186].
وقال سبحانه (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيـبٌ مُجِيب) [هود: 61].
وفي حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أيها الناس ! أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً قريباً، إنَّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) رواه البخاري (2992) ومسلم (7037) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
“قُرْبَهُ سُبْحَانَهُ وَدُنُوَّهُ مِنْ بَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ ” لَا يَسْتَلْزِمُ أَنْ تَخْلُوَ ذَاتُهُ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ؛ بَلْ هُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَيَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ شَاءَ؛ كَمَا قَالَ ذَلِكَ مَنْ قَالَهُ مِنْ السَّلَفِ؛ وَهَذَا كَقُرْبِهِ إلَى مُوسَى لَمَّا كَلَّمَهُ مِنْ الشَّجَرَةِ قَالَ تَعَالَى: (إذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ* فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* يَا مُوسَى إنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) انتهى من “شرح حديث النزول” (ص99) .
وأما “تقريبه” سبحانه لبعض عباده ، منه سبحانه ، فقد صح فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ ، فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ . حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ ، قَالَ : سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ) رواه البخاري (2441) ، ومسلم (7191).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” وَاَلَّذِينَ يُثْبِتُونَ تَقْرِيبَهُ الْعِبَادَ إلَى ذَاتِهِ : هُوَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ لِلسَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ الْكُلَّابِيَة؛ فَإِنَّهُمْ يُثْبِتُونَ قُرْبَ الْعِبَادِ إلَى ذَاتِهِ ، وَكَذَلِكَ يُثْبِتُونَ اسْتِوَاءَهُ عَلَى الْعَرْشِ بِذَاتِهِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ .
وَيَقُولُونَ: الِاسْتِوَاءُ فِعْلٌ فَعَلَهُ فِي الْعَرْشِ ، فَصَارَ مُسْتَوِيًا عَلَى الْعَرْشِ.
وَهَذَا أَيْضًا قَوْلُ ابْنِ عَقِيلٍ وَابْنِ الزَّاغُونِي ، وَطَوَائِفَ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد وَغَيْرِهِمْ.
وَأَمَّا دُنُوُّهُ نَفْسُهُ وَتَقَرُّبُهُ مِنْ بَعْضِ عِبَادِهِ : فَهَذَا يُثْبِتُهُ مَنْ يُثْبِتُ قِيَامَ الْأَفْعَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ بِنَفْسِهِ ، وَمَجِيئِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَنُزُولِهِ وَاسْتِوَاءه عَلَى الْعَرْشِ.
وَهَذَا مَذْهَبُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ الْمَشْهُورِينَ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ، وَالنَّقْلُ عَنْهُمْ بِذَلِكَ مُتَوَاتِرٌ.
وَأَوَّلُ مَنْ أَنْكَرَ هَذَا فِي الْإِسْلَامِ : ” الْجَهْمِيَّة ” ، وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (5/466) .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم (… وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّى شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا..) رواه مسلم (6981) .
فقيل : إنه تقرب حقيقي لذات العبد من ربه .
وقيل : إن المراد به التقرب المعنوي ، بالطاعات ، من رب العالمين . وهذا هو الذي يميل إليه الشيخ ابن عثيمين :
قال رحمه الله :
“فقيل إن هذا على حقيقته ، وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله شبراً ، تقرب إليه ذراعاً .
وعلى هذا : فيكون هذا القول في العبادات التي تحتاج إلي مشي ، كالسعي إلى المساجد والسعي إلى الحج ، وما أشبه ذلك .
ويخرج العبادات التي لا يكون فيها مشي ، ولكنها كالتي تحتاج إلى مشى ؛ أي أن الله يعطي العامل أكثر مما عمل .
وقيل : إن هذا على سبيل المثال ، وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه ، تقرب الله إليه ، على كيفية لا نعلمها ؛ نحن بأنفسنا نعلم كيف نتقرب إلى الله لكن تقرب الله إلينا لا نعلمه .
فالمعنى : أن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه، فإن الله تعالى يتقرب إليه، على كيفية لا تعلم ….
ومن المعلوم : أن العبادات تكون سبباً لتقرب القلب إلى الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ” أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ” .
ولهذا [ تشعر ] وأنت ساجد : بأنك قريب من الله ، وأن الله في السماء .
فيكون .. هذا من باب ضرب المثل ، وليس على الحقيقة .
وهذا القول أحسن من الأول ، لأنه يشمل بدلالة المطابقة جميع العبادات ، والأول يختص بالعبادات ذات السعي والمشي” انتهى من “شرح صحيح البخاري” لابن عثيمين رحمه الله .
وينظر جواب السؤال رقم (280893).
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة