تنزيل
0 / 0
1499420/02/2018

قامت أمه بوضع ماله في شهادات استثمار في بنك فيصل فماذا يفعل؟

السؤال: 277594

لقد علمت أن شهادات استثمار البنوك حتي البنوك الإسلامية ، مثل فيصل ، ومصرف أبو ظبي تعتبر ربا ، وأنا عندما توفي والدي اشترت أمي لي شهادات استثمار في بنك مصر ، قبل أن أعرف أنها ربا ، ولكني بعد سنة علمت أنها تعتبر ربا ، فقدمت تحويلها لبنك فيصل ؛ لأنني سألت وقالوا لي : بنك فيصل بنك يتعامل وفق الشريعة الإسلامية ، ولكن بعد ذلك علمت منكم ومن آخرين أنها تعتبر كذلك ربا ، وهي شهادات فائدتها متغيرة تبدأ من 11 % ، وتتغير ، فماذا أفعل ؟ وأنا عمري 19 سنة ، وأخشي أن أغضب الله تعالى ، وأحاول أن أقنع أمي بأن هذا ربا ، وأذكرها بالآيات التي تتحدث عن الربا ، والعقاب ، و أقول لها : إن الظروف بيد الله عز وجل ، ولكنها تخشى أن تضيع النقود ، وهي لا تجد وسيلة أخرى لحفظها ، وتقول لي : إنني أهمل في نقودي ، وأني لست على قدر المسؤولية ، وتتهمني بالعقوق ، فماذا أفعل ؟ هل أنتفع بفوائد هذه الشهادات في دراستي أم هذا حرام ؟ وهي تريد أن تستخدمها في دراستي واحتياجاتي ، ولكني أخاف الله عز وجل ، وأخاف أن أقع في العقاب ، ولكني لا أملك شيئا ، فهي أمي ، ولا أستطيع أن أجبرها .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

لا يجوز استثمار المال في بنك ربوي، وقد أحسنت والدتك بتحويل المال إلى بنك إسلامي في الظاهر.

ثانيا:

قد تبين من خلال التقرير السنوي لبنك فيصل لسنة 2015م أنه يدخل 37 من الأموال لديه فيما يسمى بأذونات الخزينة ، وهي سندات حكومية ربوية.

وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي بشأن السندات:

” بعد الاطلاع على أن السند شهادة يلتزم المصدر بموجبها أن يدفع لحاملها القيمة الاسمية عند الاستحقاق، مع دفع فائدة متفق عليها منسوبة إلى القيمة الاسمية للسند، أو ترتيب نفع مشروط ، سواء أكان جوائز توزع بالقرعة ، أم مبلغاً مقطوعاً ، أم حسماً  

قرر ما يلي:

أولا: أن السندات التي تمثل التزاماً بدفع مبلغاً ، مع فائدة منسوبة إليه ، أو نفع مشروط : محرمة شرعاً ، من حيث الإصدار ، أو الشراء ، أو التداول؛ لأنها قروض ربوية ، سواء أكانت الجهة المصدرة لها خاصة ، أو عامة ترتبط بالدولة.

ولا أثر لتسميتها شهادات ، أو صكوكاً استثمارية ، أو ادخارية ، أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها : ربحاً، أو ريعاً، أو عمولة، أو عائداً” انتهى من “مجلة المجمع” (ع 6، ج 2 ص 1273).

ومثله في ذلك : “مصرف أبو ظبي الإسلامي” في بلد السائل.

وعليه :

فالواجب إخراج هذا المال من حساب الاستثمار، ويكتفى بوضعه في الحساب الجاري لغرض حفظه ، وينبغي البحث عن وسيلة مباحة لاستثمار .

وينبغي أن يعلم أن الاستثمار المحرم يتعلق به أمران:

الأول: إثم التعامل بالربا.

والثاني: أكل المال الربوي المحرم.

وعلى فرض أن المتعامل تخلص من الفائدة الربوية، فإنه يلحقه إثم التعامل، ولهذا كان الواجب البعد عن الاستثمار المحرم.

ثالثا:

لا يجوز الإبقاء على المال في الحساب المحرم ، والانتفاع بفوائده .

لكن من تاب إلى الله، وترك الاستثمار المحرم، وبقي لديه شيء من الفوائد المحرمة، ولم يكن يعلم بالتحريم حين استثمر المال : فله الانتفاع به؛ لقوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة/275.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “من فوائد الآية: أن ما أخذه الإنسان من الربا قبل العلم بالتحريم : فهو حلال له، بشرط أن يتوب وينتهي” انتهى من “تفسير سورة البقرة” (3/ 377).

فإن كان عالما بالتحريم : لزمه التخلص من الفوائد المحرمة ، بإعطائها للفقراء والمساكين .

فإن لم يكن له من المال الحلال ما يكفي نفقته ، ويسد حاجته ، واحتاج إليها : جاز له أن يأخذ منها قدر حاجته، مع التوبة ، والتوقف عن الاستثمار المحرم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المال المأخوذ في مقابل العين ، أو المنفعة محرمة، كمهر البغي وثمن الخمر:

” ولا يحل هذا المال للبغي والخمار ونحوهما; لكن يصرف في مصالح المسلمين.

فإن تابت هذه البغي ، وهذا الخمار ، وكانوا فقراء : جاز أن يصرف إليهم من هذا المال مقدار حاجتهم .

فإن كان يقدر يتجر ، أو يعمل صنعة ، كالنسج والغزل : أعطي ما يكون له رأس مال .

وإن اقترضوا منه شيئا ليكتسبوا به … كان أحسن” انتهى من “مجموع الفتاوى” (29/ 309).

وينظر جواب السؤال رقم : (126045) .

والفوائد المحرمة هنا هي 37% من مجموع الفوائد، ولو تخلصت من 40% كان أحوط.

والواجب أن تبر أمك، وتنصحها، وتبين لها خطر الربا وإثمه، وأنك مسئول عن هذا المال لأنه مالك، وهي مسئولة كذلك ، لأنها راعية قائمة على أمرك.

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android