0 / 0

حفظ القرآن من غير ضبط للحركات .

السؤال: 279024

هل يجوز حفظ القرآن من دون الحركات ؛ لأنني أريد أن أحفظ سور من كتاب الله الحكيم ، ولكنني أحفظ الآيات ، ولكن أخطأ في الحركات ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

نشكر لك حرصك على حفظ سور من القرآن الكريم ، والذي ننصحك به أن تكثر من ذلك ما استطعت حتى تختم القرآن الكريم كله ، فإن ذلك من خير الأعمال وأفضل الطاعات ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري .

وحتى تتجنب الخطأ في تلاوة القرآن الكريم فإنه ينبغي أن تحفظ القرآن مع أحد المشايخ أو طلبة العلم الذين سبقوك إلى إتقان تلاوة القرآن الكريم ، فتلك خير وسيلة لتعلم التلاوة الصحيحة .

فإن لم يمكن ذلك ، بأن لم تجد أحداً أو لغير ذلك من الأسباب فقد يسر الله ذلك بأجهزة الكمبيوتر والهواتف الآن ، فتسمع المقطع الذي تريد حفظه من أحد مشايخ القراءة الكبار كالحصري أو المنشاوي أو عبد الباسط تسمعه عدة مرات ، ثم بعد ذلك تحفظه .

والأفضل للمبتدئ أن يعتمد على المصحف المعلم للشيخ الحصري رحمه الله .

ثانيا :

الواجب على من أراد أن يقرأ القرآن الكريم أو يحفظه أن يقرأه قراءةً صحيحة بحروفه وحركاته ، فلا يجوز له أن يبدل حرفا مكان حرف ، ولا حركة مكان أخرى ، لأن في هذا الإبدال تحريفا لكلام الله تعالى .

والذي يخطئ في قراءة كلام الله تعالى إما أن يكون مقصرًا متهاونا ، بأن يكون في إمكانه أن يتعلم القراءة الصحيحة ، أو يقرأ القراءة الصحيحة ولكنه يهمل ولا يهتم بذلك ، ويستمر على خطئه ، فهذا آثم .

وإما أن يكون غير مقصر ، كأن يكون أعجميا ، لا يستقيم لسانه ، أو يكون مبتدئا في تلاوة القرآن الكريم وحفظه ، أو ليس عنده من يعلمه .. ونحو ذلك من الأعذار .. فهذا لا حرج عليه ، بل له أجران ، أجر على تلاوته ، وأجر على المشقة التي تصيبه.

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم من يقرأ القرآن وهو يخطئ في التشكيل ؟ هل يؤجر على ذلك ؟

فأجاب : ” يشرع للمؤمن أن يجتهد في القراءة ويتحرى الصواب ، ويقرأ على من هو أعلم منه حتى يستفيد ويستدرك أخطاءه ، وهو مأجور ومثاب وله أجره مرتين إذا اجتهد وتحرى الحق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين ) متفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها ، وهذا لفظ مسلم ” انتهى، من “مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز” (9/416).

وسئل رحمه الله : ما رأي سماحتكم في رجل يقرأ القرآن الكريم وهو لا يحسن القراءة ، بسبب أنه لم يحصل على قسط وافر من التعليم ، وهو في قراءته يلحن لحنا جليا ، بحيث يتغير مع قراءته المعنى ، ويحتج بحديث عائشة رضي الله عنها : (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به ) الحديث ؟

فأجاب : ” عليه أن يجتهد ويحرص على أن يقرأه على من هو أعلم منه ، ولا يدع القراءة ؛ لأن التعلم يزيده خيرا ، والحديث المذكور حجة له ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران ) رواه مسلم .

ومعنى يتتعتع : قلة العلم بالقراءة ، وهكذا قوله : وهو عليه شاق ، معناه قلة علمه بالقراءة ، فعليه أن يجتهد ويحرص على تعلم القراءة على من هو أعلم منه ، وفي ذلك فضل عظيم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) خرجه البخاري في صحيحه ، فخيار المسلمين هم أهل القرآن تعلما وتعليما ، وعملا ودعوة وتوجيها .

والمقصود من العلم والتعلم هو العمل، وخير الناس من تعلم القرآن وعمل به وعلمه الناس، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( اقرءوا هذا القرآن ؛ فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة ) رواه مسلم في صحيحه . ويقول عليه الصلاة والسلام : ( القرآن حجة لك أو عليك ) ، خرجه مسلم أيضا في صحيحه ، والمعنى أنه حجة لك إن عملت به ، أو حجة عليك إن لم تعمل به ” انتهى، من ” مجموع فتاوى عبد العزيز بن باز ” (7/186).

وسئلت اللجنة الدائمة في الفتوى رقم (9550) عن رجل يقرأ القرآن ويلحن فيه ، فأجابت :

إذا كان القارئ مبتدئا بحفظ القرآن ، ويعالج ضبطه فلا إثم عليه ، بل له أجر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران رواه البخاري ومسلم ” انتهى.

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل تجوز قراءة القرآن بدون معلم ، علما بأننا بحثنا في المدينة التي أسكن فيها ولم أجد من يعلمنا أحكام القرآن أو حفظ القرآن ؟

فأجاب رحمه الله تعالى : ” إن من نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة ، ومن تمام حفظه لكتابه العزيز ، أن قيض للمسلمين هذه المصاحف التي كتب فيها القرآن وطبع على وجه معرب تمام الإعراب ، في الحركات والسكنات والمدات وغير ذلك ، وهذا داخل في قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .

فإذا كان الإنسان باستطاعته أن يقرأ القرآن من هذه الصحف المعربة المشكولة – ولو شق عليه ذلك ولو تتعتع فيه – فإنه يجوز له أن يفعل ، وإن لم يكن له قارئ يقرئه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) .

فأنت أخي السائل اقرأ القرآن وتهجه حرفا حرفا وكلمة كلمة ، مع إتقان الحركات والسكنات ، وهذا كافٍ ، وفيه خير عظيم ، ولك مع المشقة أجران ، كما قال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – .

وأما قراءة القرآن على وجه التجويد المعروف فإن ذلك ليس بواجب ؛ لأن التجويد إنما يراد به تحسين القراءة فقط ، وليس أمرا واجبا حتما يأثم الإنسان بتركه ؛ بل الواجب الحتم أن يقيم الحركات والسكنات ويبرز الحروف ” انتهى، من “فتاوى نور على الدرب” (5/2) بترقيم الشاملة.

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android