تنزيل
0 / 0

حول درجة صحة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما يصيب أمته بعده، فما رئي ضاحكا منبسطا حتى قبضه الله .

السؤال: 279409

ما صحة حديث أري النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يصيب أمته بعده فما رئي ضاحكاً منبسطاً حتى قبضه الله ؟
والحديث مذكور في كتب التفاسير ، أخرجه الطبري (25/75)، والحاكم (2/447)، وعبد الرزاق في التفسير(2/197)، وعزاه السيوطي في “الدر المنثور”: (7/379) أيضاً لعبد بن حميد ، وابن المنذر .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث ليس له أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما رواه قتادة بن دعامة السدوسي مرسلا ، فقال: ” ذُكِرَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ الَّذِي لَقِيَتْ أُمَّتُهُ بَعْدَهُ ، فَمَا زَالَ مُنْقَبِضًا ، مَا انْبَسَطَ ضَاحِكًا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى “.

أخرجه الطبري في “تفسيره” (20/600) من طريق سعيد ومعمر ، وعبد الرزاق في “تفسيره” (3/169) من طريق معمر ، كلاهما عن قتادة به .

والحديث من مراسيل قتادة ، وهو معدود في أصحاب الطبقة الرابعة ، وهم مَنْ أكثر رواياتهم عن كبار التابعين ، والمرسل ضعيف كما هو معلوم ، حيث لم يسم قتادة الواسطة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما ما ذكره السيوطي في “الدر المنثور” (7/379) حيث قال :” أخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) الزخرف/41 ، قَالَ: قَالَ أنس رَضِي الله عَنهُ: ذهب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبقيت النقمَة ، فَلم يُرِ الله نبيه فِي أمته شَيْئا يكرههُ حَتَّى قُبِضَ ، وَلم يكن نَبِي قطّ إِلَّا وَقد رأى الْعقُوبَة فِي أمته إِلَّا نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ، رأى مَا يُصِيب أمته بعده ، فَمَا رُؤِيَ ضَاحِكا منبسطاً حَتَّى قبض “. اهـ

ففيه نظر في عزوه ، حيث أدخل حديثا مرفوعا مع قول قتادة ، فإن حديث أنس أخرجه الحاكم في “المستدرك” (3672) من طريق مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) الزخرف/41 ، فَقَالَ: قَالَ أَنَسٌ:” ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَقِيَتِ النِّقْمَةُ ، وَلَمْ يُرِ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ حَتَّى مَضَى ، وَلَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا وَقَدْ رَأَى الْعُقُوبَةَ فِي أُمَّتِهِ إِلَّا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » .

هكذا رواه الحاكم ، ولم يزد على ذلك .

أما الشق الآخر وهو محل السؤال فلم يروه الحاكم إنما تخريجه كما مرّ ، وليس له إسناد متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو عن قتادة قال :” وذكر لنا ..” . هكذا مرسلا ، والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android