0 / 0
21,02620/12/2017

معنى قول القائل: جزى الله الإسلام عني خيرا

السؤال: 279911

قرأت في بعض كتب السير ، قال رجل لعمر بن عبد العزيز: ” جزاك الله عن الإسلام خيرًا، فقال: لا بل جزى الله الإسلام عني خيرًا ” .
وأردت الاستفسار عن الحكم الشرعي لقول ” جزى الله الإسلام عني خيرا ” ، وهل دين “الإسلام” من المكلفين الذين ينالهم الثواب والعقاب والجزاء ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

جاء في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قيل له: ” جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ خَيْرًا ، قَالَ : ” لا ، بَلْ جَزَى اللَّهُ الإِسْلامَ عَنِّي خَيْرًا” رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 331).

وجاء مثله أيضا عن الإمام أحمد رحمه الله، فقد أورد القاضي أبو يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 298) في ترجمة محمد بن زهير ، وهو أحد تلامذة الإمام أحمد ، ما نصه:

” قال: أتيت أبا عبد الله في شيء أسأله عنه، فأتاه رجل فسأله عن شيء أو كلَّمه في شيء، فقال له: جزاك الله عن الإسلام خيراً، فغضب أبو عبد الله، وقال له: من أنا؛ حتى يجزيني الله عن الإسلام خيراً؟ بل جزى الله الإسلام عني خيراً” انتهى.

قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله: ” وهذا من هضم النفس – رحم الله الإمام أحمد .” انتهى من معجم المناهي اللفظية، ص612

والجملتان صحيحتان، فالأولى معناها: سؤال الله أن يجزيه عما قدم للإسلام، من نصرة، ودفاع ونشر وبيان.

ولهذا جاء عن سفيان الثوري  أنه كان “إِذَا لَقِيَ شَيْخًا سَأَلَهُ: هَلْ سَمِعْتَ مِنَ الْعِلْمِ شَيْئًا؟ فَإِنْ قَالَ: لَا، قَالَ: لَا جَزَاكَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا” رواه أبو نعيم في الحلية (6/ 365).

ومعنى الثانية: بل جزى الله الإسلام عني خيرا، أي أن الفضل للإسلام، والنعمة والمنة إنما هي بالإسلام ، لا عليه ؛ ومهما قدم الإنسان من عمل فلن يوفي حق هذه النعمة.

والإسلام هو دين الله تعالى الذي ارتضاه للناس، كما قال: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) آل عمران/19

وهو الذي يمن ويتفضل به على عبده، كما قال: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الحجرات/17

فالشكر في حقيقته : راجع إلى الله تعالى المتفضل، لكن هذا من باب المشاكلة في التعبير.

وليس المقصود حرفية العبارة : أن الإسلام مكلف يناله الثواب والجزاء، بل المراد شكر الله المتفضل به.

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android