تنزيل
0 / 0
15,83106/02/2018

سياق غريب منكر لحديث سؤال جبريلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم .

السؤال: 286477

ما صحة هذا الحديث؟ ـ أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله علية السلام في غزوة تبوك إذ عارضنا رجل مترجب – يعني طويلاً- فدنا من النبي – صلى الله علية واله وسلم – فأخذ بخطام راحلته فقال: ( أنت محمد ) ؟ قال: نعم قال: إني أُريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان فقال: سل عما شئت قال: يا محمد ما تحت هذه- يعني الأرض -؟ ، قال: خلق ، قال: فما تحتهم ؟ قال: أرض قال : فما تحتها ؟ ، قال: خلق ، قال: فما تحتهم ؟ قال أرض حتى انتهى إلى السابعة،(أي عد سبع أراضين) ” إلى قول ” قال: فما تحت الثرى؟ ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء؟ فقال: انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها السائل، ما المسؤول بأعلم من السائل. قال: صدقت، أشهد أنك رسول الله يا محمد، أما إنك لو ادعيت تحت الثرى شيئًا، لعلمت أنك ساحر كذاب، أشهد أنك رسول الله، ثم ولى الرجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبريل ))

ملخص الجواب

هذا حديث غريب منكر بهذا السياق ، وحديث جبريل حديث مشهور ، رواه البخاري ومسلم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله في “تفسيره” (5/ 274)، فقال :
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى
الْهَرَوِيُّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ : قُلْتُ: ابْنُ الْفَضْلِ
الْأَنْصَارِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ،
فَأَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَنَحْنُ مُتَفَرِّقُونَ بَيْنَ
وَاحِدٍ وَاثْنَيْنِ، مُنْتَشِرِينَ، قَالَ: وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ الْعَسْكَرِ: إِذْ
عَارَضَنَا رَجُلٌ فَسَلّم ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَمَضَى أَصْحَابِي
وَوَقَفْتُ مَعَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد
أَقْبَلَ فِي وَسَطِ العَسْكَر عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مُقَنَّع بِثَوْبِهِ عَلَى
رَأْسِهِ مِنَ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا السَّائِلُ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ
قَدْ أَتَاكَ. فَقَالَ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقُلْتُ: صَاحِبُ البَكْر الْأَحْمَرِ.
فَدَنَا مِنْهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهُ، فَكَفَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أَنْتَ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: (نَعَمْ). قَالَ:
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ خِصَالٍ، لَا يَعْلَمُهُنَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
الْأَرْضِ إِلَّا رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَلْ عَمَّا شِئْتَ). فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَنَامُ
النَّبِيُّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَنَامُ
عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ). قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ،
مِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟ قَالَ (مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ
غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّ الْمَاءَيْنِ غَلَبَ عَلَى
الْآخَرِ نَزَعَ الْوَلَدُ). فَقَالَ صَدَقْتَ. فَقَالَ: مَا لِلرَّجُلِ مِنَ
الْوَلَدِ وَمَا لِلْمَرْأَةِ مِنْهُ؟ فَقَالَ: (لِلرَّجُلِ الْعِظَامُ وَالْعُرُوقُ
وَالْعَصَبُ، وَلِلْمَرْأَةِ اللَّحْمُ وَالدَّمُ وَالشَّعْرُ) قَالَ: صَدَقْتَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا تَحْتَ هَذِهِ، يَعْنِي الْأَرْضَ؟ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَلْقٌ). فَقَالَ: فَمَا تَحْتَهُمْ؟
قَالَ: (أَرْضٌ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْأَرْضِ؟ قَالَ (الْمَاءُ) قَالَ: فَمَا
تَحْتَ الْمَاءِ؟ قَالَ: (ظُلْمَةٌ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الظُّلْمَةِ؟ قَالَ: (الْهَوَاءُ).
قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْهَوَاءِ؟ قَالَ: (الثَّرَى). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الثَّرَى؟
فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ،
وَقَالَ: (انْقَطَعَ عِلْمُ الْمَخْلُوقِينَ عِنْدَ عِلْمِ الْخَالِقِ، أَيُّهَا
السَّائِلُ، مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ). قَالَ: فَقَالَ:
صَدَقْتَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ )
قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (هَذَا جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
ثم قال ابن كثير :
” هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا، وَسِيَاقٌ عَجِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الْقَاسِمُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا، وَقَدْ قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ
يُسَاوِي شَيْئًا، وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ:
لا يعرف.
قُلْتُ: وَقَدْ خَلَّطَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي شَيْءٍ،
وَحَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ . 
وَقَدْ يَحْتَمِل أَنَّهُ تَعَمَّد ذَلِكَ، أَوْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَاللَّهُ
أَعْلَمُ” انتهى .
والقاسم هذا قال أبو حاتم : ضعيف ، مضطرب الحديث، حدثنا عنه الأنصاري بحديثين
باطلين ، وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
“الجرح والتعديل” (7/ 113)

فهذا الحديث بهذا التمام ضعيف جدا ، وفيه نكارة ظاهرة . 

وحديث جبريل حديث مشهور ، بغير هذا السياق ، رواه مسلم (8) من حديث
عمر رضي الله عنه ، ورواه هو (9) ، والبخاري (50) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
.
وينظر السؤال رقم (49023)
وبعض هذا الحديث صحيح ، لكن من وجوه أخرى ، لا تشهد لهذا الحديث ، ولا يتقوى بها في
شيء :
فقوله عن النبي : (تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ) صحيح:
فروى البخاري (3570) عن أَنَس بْن مَالِكٍ، أنه حدّث عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ
بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، فقال: ”
جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي
مَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ:
هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ. فَكَانَتْ تِلْكَ، فَلَمْ
يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَالنَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ،
وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ،
فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ “
وروى أحمد (2483) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا
نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا
أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ
عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، قَالَ: ( هَاتُوا )
قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ، قَالَ: ( تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلا
يَنَامُ قَلْبُهُ ) . 
قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ، وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: (
يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ،
وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ )
وحسنه محققو المسند ، وانظر “الصحيحة” (1872)
وقوله : يَا مُحَمَّدُ، مِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟ قَالَ:
(مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّ
الْمَاءَيْنِ غَلَبَ عَلَى الْآخَرِ نَزَعَ الْوَلَدُ) : يشهد له الحديث المتقدم . 
وعند مسلم (315) من حديث ثوبان مرفوعا :
( مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا،
فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ، أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِذَا
عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ، آنَثَا بِإِذْنِ اللهِ ) . 

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android