0 / 0
18,86309/03/2018

حكم التأذين قبل الفجر ثلاث مرات

السؤال: 286919

ما حكم الأذان ثلاث مرات قبل صلاة الفجر ، وقول في آخر الأذان “الصلاة خير من النوم ” كما نفعل في بلدنا غانا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة الفجر أذانين ، الأول منهما يكون قبل وقت الفجر ؛ لتنبيه الناس على قرب طلوع الفجر ، فيستيقظ النائم ، ويصلي الوتر من لم يكن صلاه ، ويتسحر من يريد الصيام.

والأذان الثاني : يكون بعد طلوع الفجر ، فهو إعلام للناس بدخول وقت الصلاة . وهو الذي يقال فيه : الصلاة خير من النوم .

ودليل هذا ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: ” كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان ، بلال وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ) ” رواه البخاري (623) ، ومسلم (1092) .

قال النووي رحمه الله في “شرحه على مسلم “(7/202) :

“وفيه استحباب أذانين للصبح : أحدهما قبل الفجر ، والآخر : بعد طلوعه أول الطلوع” انتهى.

وأما الزيادة في الأذان أكثر من ذلك سواء في الفجر أو غيرها ، فقد رخص فيه أهل العلم ، لا سيما إذا دعت الحاجة لذلك .

قال الإمام الشافعي :

“أُحِبُّ أَنْ يُقْتَصَرَ فِي الْمُؤَذِّنِينَ عَلَى اثْنَيْنِ؛ لِأَنَّا، إنَّمَا حَفِظْنَا أَنَّهُ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اثْنَانِ .

وَلَا يَضِيقُ أَنْ يُؤَذِّنَ أَكْثَرُ مِنْ اثْنَيْنِ .

فَإِنْ اُقْتُصِرَ فِي الْأَذَانِ عَلَى وَاحِدٍ : أَجْزَأَهُ …

وَأُحِبُّ أَنْ يُؤَذِّنَ مُؤَذِّنٌ بَعْدَ مُؤَذِّنٍ ، وَلَا يُؤَذِّنُ جَمَاعَةٌ مَعًا” .

انتهى من “الأم” (1/103) .

وقال الشيرازي في “المهذب” :

“وَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الْمُؤَذِّنُ لِلْجَمَاعَةِ اثْنَيْنِ ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ مُؤَذِّنَانِ ، بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .

فَإِنْ احْتَاجَ إلَى الزِّيَادَةِ : جَعَلَهُمْ أَرْبَعَةً ، لِأَنَّهُ كَانَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعَةٌ .

وَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يُؤَذِّنَ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ، كَمَا فَعَلَ بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ أبلغ في الإعلام” انتهى من “المجموع شرح المهذب” (3/123) .

وقال ابن قدامة :

“وَإِذَا كَانَ أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدٍ؛ وَكَانَ الْوَاحِدُ يُسْمِعُ النَّاسَ، فَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يُؤَذِّنَ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ، لِأَنَّ مُؤَذِّنِي النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ أَحَدُهُمَا يُؤَذِّنُ بَعْدَ الْآخَرِ.

وَإِنْ كَانَ الْإِعْلَامُ لَا يَحْصُلُ بِوَاحِدٍ، أَذَّنُوا عَلَى حَسَبِ مَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ .

أَمَّا أَنْ يُؤَذِّنَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَنَارَةٍ أَوْ نَاحِيَةٍ، أَوْ دَفْعَةً وَاحِدَةً فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ: قَالَ أَحْمَدُ : إنْ أَذَّنَ عِدَّةٌ فِي مَنَارَةٍ فَلَا بَأْسَ .

وَإِنْ خَافُوا مِنْ تَأْذِينِ وَاحِدٍ بَعْدَ الْآخَرِ فَوَاتَ أَوَّلِ الْوَقْتِ : أَذَّنُوا جَمِيعًا ، دَفْعَةً وَاحِدَةً” انتهى من “المغني” (1/311) .

قال الشيخ ابن عثيمين في”التعليق على الكافي” :

“قوله  “ولا بأس أن يؤذن اثنان أحدهما بعد الآخر” : ظاهره أنهم لو اجتمعوا فإنه فيه بأس ، لأنهم يقولون إن اجتماعهم لا فائدة منه ، لكن إذا كانوا واحداً بعد واحد ، فالذي لم يسمع الأول يسمع الثاني ، أما أن يؤذنوا بصوت واحد فلا فائدة من ذلك .

وهذا في المسجد الواحد صحيح ؛ أن يؤذن اثنان بصوت واحد : هذا لا وجه له ، ولا داعي له ، إلا أن يكون المسجد واسعاً وله جهات واسعة ، بحيث يؤذن هذا بالجهة الشمالية ، والثاني في الجنوبية ، ليسمع الشمالي أهل الشمال ، والجنوبي أهل الجنوب ، فهذا نعم ، لا بأس به .

والمهم أنه إذا لم تدعُ الحاجة إلى التعدد : فإنه لا حاجة إليه” انتهى .

والذي ينبغي .. أنه إذا كان المؤذن يؤذن في مكبر الصوت ، ويصل صوته إلى الحي الذي يؤذن له ، فالأفضل الاقتصار على أذانين فقط ، كما هي السنة .

أما إذا كان الصوت ضعيفا ، أو كان الحي كبيرا .. فلا حرج من زيادة أذان ثالث .

وأيا ما كان الحال : فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله ، كما رأينا كلام أهل العلم فيه ، ولا ينبغي أن يكون في ذلك نزاع ولا شقاق بين المسلمين ، بل ينبغي التطاوع ، والتشاور ، والتصالح بين المسلمين في المكان ، والنظر فيما هو أنفع لهم ، وأتبع للسنة ، وأجمع لقلوب عامة المسلمين.  

ومراعاة الألفة واجتماع القلوب ، وترك الشحناء : مقصد شرعي عظيم ، ينبغي تقديمه ، والعناية به .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android