0 / 0
18,86913/08/2018

قصة حفظ ابن حجر الهيتمي وهل يجوز نشر قصة لمن عنده مخالفات لعقيدة السلف؟

السؤال: 286977

القد قرأت في السؤال رقم : (224031 ) عن أحمد بن حجر الهيتمي ، والمآخذ عليه في تأيده لمذهب الأشاعرة إلى آخر الجواب، ولكن يوجد قصة تتكلم عنه أريد أن أتأكد من صحتها ، وهل يجوز نشرها لأخذ العبره منها مع العلم بمذهب صاحبها أحمد بن حجر الهيتمي ؟
وهي حين كان شاباً صغيراً حاول أن يحفظ الحديث ، وحاول وحاول وحاول ، لكنّه فشل أن يكون كغيره من الفتيان الذين حفظوا الكثير من الأحاديث عن النّبي صلى الله عليه وسلم ، لقد كاد اليأس أن يتمكن من قلبه ، وكاد الفشل أن يلاحقه طوال حياته ، قرّر يوماً أن يمشي بين بساتين القرية ، فأخذ يمشي طويلاً ، واليأس قد أحاط بقلبه وعقله ، فاقترب من بئر في وسط بستان ، فجلس قربها ، وراح يفكر، وفي أثناء جلوسه قرب البئر لاحظ أن الحبل المعلق في دلو البئر قد أثّر بالصخر الذي يحيط برأس البئر، وقد فتّت الصخر من كثرة الإحتكاك صعوداً ونزولاً، إذن هو التكرار والزمن ، فقرّر هذا الشاب أن يحاول مرّة ثانية في حفظ الحديث ، وعاهد نفسه أن يحفظ الحديث حتى لو كرّره 500 مرّة ، فمضى يحاول ، ويحاول ملتزماً بعهده حتى كانت أُمّه تملُ من تكراره وترحم حاله ، ومع مرور الزمن ، وقوة الإصرار والمثابرة ، استطاع أن يحفظ القرآن ، ويفتي الناس، ويُدرِّس وعمره دون العشرين ، فألّف التصانيف والمؤلّفات الكثيرة، واستحق لقب شيخ الإسلام وإمام الحرمين ، إنّها قصة الفقيه الموسوعي : أحمد بن حجر الهيتمي .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى وعفا عنه – هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي توفي سنة (973) هــــ ، عالم من علماء المسلمين ، وفقيه من كبار فقهاء الشافعية المتأخرين.

وهذه القصة المنسوبة إليه لم نقف عليها في شيء من المصادر.

وقد جاء في ترجمته أنه حفظ القرآن في صغره ، وأن من محفوظاته “المنهاج الفرعي” كما ذكر ابن العماد في “شذرات الذهب” (10/ 442).

ثانيا:

هذه القصة ينسبها البعض للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله (ت 852هـ)، ولم نقف عليها كذلك ، في ترجمته ، وقد كان رحمه الله سريع الحفظ في صغره.

قال تلميذه السخاوي رحمه الله: ” وكان رحمه اللَّه رزق في صغره سرعة الحفظ ، بحيث كان يحفظ كلَّ يومٍ نصف حزب ، وبلغ من أمره في ذلك أنَّه حفظ سورة مريم في يوم واحد ، وأنه كان في أكثر الأيام يصحح الصفحة من “الحاوي الصغير” ثم يقرأها تأمُّلًا مرةً أخرى، ثم يعرضُها في الثالثة حفظًا.

ولم يكن -رحمه اللَّه تعالى- حفظه بالدَّرس على طريقة الأطفال، بل كان حفظه تأمُّلًا، كما سمعت ذلك مِنْ لفظه مرارًا – على طريقة الأذكياء في ذلك غالبًا” انتهى من “الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر” (1/ 123).

ثالثا:

على فرض ثبوت هذه القصة عن ابن حجر الهيتمي ، أو عن غيره ممن لهم مخالفات لمعتقد السلف الصالح ، فإنه لا حرج في نشر القصة للعبرة والتشجيع على طلب العلم، وليس في ذلك دعوة لبدعة، أو ترويج لباطل.

والله أعلم.

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android