0 / 0
257,17108/08/2018

حكم الدعاء بـ ” اللهم يا جبار اجبرني جبراً يتعجب منه أهل السموات والأرض “.

السؤال: 288321

ما صحة هذا الدعاء : ” ‏اللهم ياجبار أجبرني جبراً يتعجب منه أهل السموات والأرض، جبراً يليق بعظمتك وقدرتك وكرمك ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

تقدم في جواب السؤال رقم :(153274) التحذير من الأدعية المخترعة، وتعاهدها والمحافظة عليها، لما يكون -غالبا- في ذلك من الاعتداء في الدعاء، ولأن هذا يعد سبيلا لترك الأدعية المشروعة ، واستبدالها بتلك المخترعة .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:

” فيما ثبت في الوحيين من الأدعية والأذكار غنية عن الأدعية والأذكار المخترعة ” .

انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة”(1 / 53) .

ثانيا :

اسم الله “الجبار” له ثلاثة معان :

الأول : جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار ، الذي يقهر الجبابرة ، ويغلبهم بجبروته وعظمته.

الثاني : جبر الرحمة ، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغِنى والقوة ، ويجبر الكسير بالسلامة ، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها ، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها ؛ وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله .

الثالث : جبر العلو، فإنه سبحانه فوق خلقه عالٍ عليهم ، وهو مع علوه قريب منهم يسمع أقوالهم ، ويرى أفعالهم ، ويعلم ما توسوس به نفوسهم .

ينظر السؤال رقم : (130718)

ثالثا :

قول القائل في دعائه: ” اللهم يا جبار اجبرني جبراً يتعجب منه أهل السموات والأرض ” لا نرى له وجها؛ لما يلي :

أولا : لا نعلمه مأثورا عن أحد من السلف .

ثانيا : هذا من سؤال الله جبر الرحمة، وطلبه وحصوله لا يستدعي التعجب من أهل السماء؛ فمن عرف سعة رحمة الله ، وعظيم فضله على عباده ، وإنعامه عليهم : لم يتعجب كل هذا العجب ، إذا علم أن الله جبر بعض عباده ، ولو كان عاصيا فتاب عليه ، أو مبتلى فعافاه ، أو محتاجا فأعطاه ، أو مريضا فشفاه ، أو نحو ذلك ؛ فما عند الله من الرحمة والعطاء : فوق ذلك ، بما لا يقدر قدره .

ويكفي المسلم أن يسأل الله أن يجبره ، كما روى الترمذي (284)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي)، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي”.

وروى الطبراني في “المعجم الكبير” (7811) ، وابن السني في “عمل اليوم والليلة” (116)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ : ” أنه كان من دعاء النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَلَاةٍ :   اللهُمَّ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَخَطَايَايَ، اللهُمَّ أَنْعِشْنِي، وَاجْبِرْنِي، وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ، فَإِنَّهُ لَا يَهْدِي لِصَالِحِهَا، وَلَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ   .

وحسنه الألباني في “صحيح الجامع” (1266) .

فيكفي المسلم أن يسأل الله أن يجبره ، كما ورد في السنة ، ولا يزيد على ذلك ، بما لا وجه له من التكلف ، والتألي على الله ، والزيادات الباطلة .

قال القرطبي رحمه الله :

” فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء، ويدع ما سواه ، ولا يقول أختار كذا ؛ فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه، وعلمهم كيف يدعون ” .

انتهى من”الجامع لأحكام القرآن” (4 /231) .

 والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android