0 / 0

ترجمة سلطان العلماء العز بن عبد السلام

السؤال: 290636

من هو الإمام العز بن عبد السلام؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اسمه : 

عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن بن محمد بن مهذب السلمي ، الملقب بــ ” عز الدين “، و”سلطان العلماء”.

كان عالمًا فذًّا ، وإمامًا مجتهدًا ، له تصانيف نافعة ، ومواقف يحتذى بها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وُلد سنة: ( 577ه ) بمدينة دمشق، وبدأ في طلب العلم متأخرًا على غير عادة العلماء الكبار؛ فجلس إلى علماء الوقت بدمشق : مثل فخر الدين ابن عساكر ، وسيف الدين الآمدي ، وابن الحافظ ، وجعل يجتهد ويتبحر في العلوم، خاصة في الفقه الشافعي ، حتى صار شيخ الشافعية في دمشق.

وكان مشهورًا بالزهد والورع وشدة التحري، ومحاربة البدع والمخالفات الشرعية ، وكان صادعًا بالحق ، آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، لا يخشى أحدًا في الله عز وجل ، وله كثير من المواقف المشهورة التي جلبت عليه كثيرًا من المتاعب والمحن، والتي جعلته رأس العلماء وإمامهم في زمانه.

ثناء الناس عليه:

قال عنه تاج الدين السبكي : ” شيخ الإسلام والمسلمين، وأحد الأئمة الأعلام ، سلطان العلماء ، إمام عصره بلا مدافعة ، القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمانه ، المطلع على حقائق الشريعة وغوامضها، العارف بمقاصدها، ولم ير مثل نفسه، ولا رأى من رآه مثله علمًا وورعًا وقيامًا في الحق ، وشجاعة، وقوة جنان ، وسلاطة لسان ” انتهى من “طبعات الشافعية الكبرى” (8/209).

وقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة أحد تلامذته : ” وَكَانَ أَحَق النَّاس بالخطابة والإمامة ، وأزال كثيرًا من الْبدع الَّتِي كَانَ الخطباء يفعلونها من دق السَّيْف على المنبر وَغير ذَلِك ، وأبطل صَلَاتي الرغائب وَنصف شعْبَان وَمنع مِنْهُمَا ” انتهى من “طبقات الشافعية الكبرى” للسبكي (8/ 210).

وقال ابن كثير : ” شَيْخُ الْمَذْهَبِ ومفيد أهله… برع في المذهب وجمع علومًا كَثِيرَةٍ ، وَأَفَادَ الطَّلَبَةَ وَدَرَّسَ بِعِدَّةِ مَدَارِسَ بِدِمَشْقَ ، وولي خطابتها ثم سافر إلى مصر ودرس بها وخطب وحكم ” انتهى من “البداية والنهاية” (13/ 273).

محنته ووفاته:

لما سلم الصالح إسماعيل بن العادل قلعة “صغد” و”الثقيف” إِلَى الْفِرِنْجِ اختيارا أنكر عليه ابن عبد السَّلام ولم يَدْعُ له في الخطبة ، فغضب وحبسه.

ثم أطلقه فخرج إلى مصر ، وَوَافَقَهُ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْحَاجِبِ الْمَالِكِيُّ ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ بَلَدِهِ، فَسَارَ أَبُو عَمْرٍو إِلَى النَّاصِرِ دَاوُدَ صَاحِبِ الْكَرَكِ فَأَكْرَمهُ ، وَسَارَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ إِلَى الْمَلِكِ الصَّالِحِ أيوب بن الكامل صاحب مصر فأكرمه وَوَلَّاهُ قَضَاءَ مِصْرَ وَخَطَابَةَ الْجَامِعِ الْعَتِيقِ، ثُمَّ انْتَزَعَهُمَا مِنْهُ وَأَقَرَّهُ عَلَى تَدْرِيسِ الصَّالِحِيَّةِ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بِهَا لِلْقَاضِي تَاجِ الدِّينِ ابْنِ بِنْتِ الْأَعَزِّ . 

وَتُوُفِّيَ فِي عَاشِرِ جُمَادَى الْأُولَى سنة ستين وست مئة (660 ه)، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الثَّمَانِينَ ، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ بِسَفْحِ الْمُقَطَّمِ ، وَحَضَرَ جِنَازَتَهُ السُّلْطَانُ الظَّاهِرُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

ينظر : “البداية والنهاية” (13/235)، و”تاريخ الإسلام” للذهبي (14/ 933)، و”الأعلام” للزركلي (4/21).

مصنفاته:

ترك مصنفات نافعة عظيمة ، مازال الناس ينتفعون بها ، منها :

1- القواعد الكبرى المعروف، بقواعد الأحكام، وهو من أشهر كتبه، وأكثرها نفعًا وتداولا بين الناس حتى وقتنا الحاضر.

2- شجرة المعارف.

3- الدلائل المتعلقة.

4- تفسير مختصر للقرآن.

5- مختصر صحيح مسلم.

6- الغاية في اختصار النهاية.

7- بداية السول في تفضيل الرسول.

8- الفتاوى الموصلية والمصرية.

9- بيان أحوال الناس يوم القيامة.

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android