0 / 0

هل أبوال كل الإبل فيها شفاء أم ذلك مقصور على إبل المدينة ؟

السؤال: 297257

فيما يتعلق بالحديث عن توصية النبي الرهط المرضى بالشرب من أبوال الإبل وألبانها ، فهل كانت تلك توصية عامة ؟ فعلى سبيل المثال ، إذا كنت أريد متابعة الحديث ، ولكني أعيش في المملكة المتحدة ، فهل يمكنني الحصول على حليب وبول الإبل في المغرب ، أم أن ذلك الفعل خاصّ بالمدينة النبوية ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أبَوالُ الإبِل وألبانها دواءٌ نافعٌ لبعض الأمراض ، وقدْ أمَر رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم الذين اجتووا المدينة بشُرْبِها للتَّداوي ، فقد جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ ، فَاجْتَوَوْا المَدِينَةَ ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِقَاحٍ ، وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا…" الحديث رواه البخاري ( 233 ) ، ومسلم ( 1671 ) .

ومعنى قوله : " فاجتَوَوا المدينة " أي : أصابهم الجوى ، وهو داء الجوف إذا تطاول ، أو كرهوا الإقامة بها لما فيها من الوخم ، أو لم يوافقهم طعامها . انتهى من "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" (1/ 299).

قال الحافظ ابن حجر : " والظاهر أنهم قدموا سِقامًا ، فلما صحوا من السقم ، كرهوا الإقامة بالمدينة لوخمها .

فأما السقم الذي كان بهم فهو الهزال الشديد والجهد من الجوع ، فعند أبي عوانة من رواية غيلان عن أنس : كان بهم هزال شديد . وعنده من رواية أبي سعد عنه مصفرة ألوانهم .

وأما الوخم الذي شكوا منه ، بعد أن صحت أجسامهم : فهو من حمى المدينة ، كما عند أحمد من رواية حميد عن أنس " انتهى من "فتح الباري" لابن حجر (1/ 337).

والذي يظهر: أن ألبان وأبوال كل الإبل فيها شفاء ، وليس ذلك مخصوصًا بإبل المدينة؛ إذ لو كان خاصًا بإبل المدينة أو غيرها، لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فلما لم يبين ذلك ، دلَّ على أن ذلك عام في كل الإبل ، إلا أن الإبل الأعرابية أفضل من غيرها ، لطيب مرعاها، وتنوع غذائها، ولا شك أن هذا أطيب للبنها، وأنفع .

قال ابن القيم : " قَالَ صَاحِبُ الْقَانُونِ [يعني: ابن سينا]: وَاعْلَمْ أَنَّ لَبَنَ النُّوقِ دَوَاءٌ نَافِع،ٌ لِمَا فِيهِ مِنَ الْجَلَاءِ بِرِفْقٍ ، وَمَا فِيهِ مِنْ خَاصِّيَّةٍ ، وَأَنَّ هَذَا اللَّبَنَ شَدِيدُ الْمَنْفَعَةِ ، فَلَوْ أَنَّ إِنْسَانًا أَقَامَ عَلَيْهِ بَدَلَ الْمَاءِ وَالطَّعَامِ ، شُفِيَ بِهِ ، وَقَدْ جُرِّبَ ذَلِكَ فِي قَوْمٍ دُفِعُوا إِلَى بِلَادِ الْعَرَبِ ، فَقَادَتْهُمُ الضَّرُورَةُ إِلَى ذَلِكَ ، فَعُوفُوا . وَأَنْفَعُ الْأَبْوَالِ : بَوْلُ الْجَمَلِ الْأَعْرَابِيِّ ، وَهُوَ النَّجِيبُ ، انْتَهَى .

وَفِي الْقِصَّةِ : دَلِيلٌ عَلَى التَّدَاوِي وَالتَّطَبُّبِ ، وَعَلَى طَهَارَةِ بَوْلِ مَأْكُولِ اللَّحْمِ ، فَإِنَّ التَّدَاوِيَ بِالْمُحَرَّمَاتِ غَيْرُ جَائِزٍ، وَلَمْ يُؤْمَرُوا مَعَ قُرْبِ عَهْدِهِمْ بِالْإِسْلَامِ بِغَسْلِ أَفْوَاهِهِمْ، وَمَا أَصَابَتْهُ ثِيَابُهُمْ مِنْ أَبْوَالِهَا لِلصَّلَاةِ ، وَتَأْخِيرُ الْبَيَانِ لَا يَجُوزُ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ " انتهى من "الطب النبوي" لابن القيم (ص: 38).

وقد سبق بيان فوائد أبوال الإبل وألبانها بالتفصيل في جواب السؤال رقم : (83423).

وعليه : فأبوال وألبان كل الإبل فيها نفع وشفاء بإذن الله ، سواء كانت في المشرق أو في المغرب ، وأفضلها إبل البوادي، وما يرعى في المراعي الطبيعية.

والله أعلم. 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android