0 / 0

يوسف النجار، وموقف الإسلام منه

السؤال: 297692

ما موقف الإسلام من يوسف النجار ؟ وهل هو خطيب أو زوج مريم العذراء عليها السلام ؟ وإذا لم يكن موجود ، فلماذا ذكره ابن كثير ، والنصارى يذكرون قصته ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

ينبغي على المسلم أن يحفظ قلبه من التعرض للشبهات، وأن يستقي علمه من الكتاب والسنة وعلماء الإسلام الثقات .

“فيجب على المسلم أن يحافظ على عقيدته وإيمانه ، ويهتم بسلامة فطرته وفكره ، ويهرب بدينه وقلبه من الشبهات والفتن ، فإن القلوبَ ضعيفةٌ والشبهَ خطَّافة ، تخطف بشيء من البريق الذي يزينها به أهل البدع والضلالات ، ولكنها في الحقيقة شبه واهية ضعيفة .
والنظر في كتب البدع والضلالة أو كتب الشرك والخرافة أو كتب الأديان الأخرى التي طالها التحريف أو كتب الإلحاد والنفاق لا يجوز إلا لمتأهِّل في العلم الشرعي ، يريد بقراءته لها الرد عليها وبيان فسادها ، أما أن ينظر ويقرأ فيها من لم يتحقق بالعلم الشرعي فغالبا يناله من هذه المطالعة شيء من الحيرة والغواية ، وقد وقع ذلك لكثير من الناس وحتى من طلبة العلم ، حتى انتهى بهم الأمر إلى الكفر والعياذ بالله ، وغالبا ما يغتر الناظر في هذه الكتب بأن قلبه أقوى من الشبهات المعروضة ، إلا أنه يفاجأ – مع كثرة قراءته – بأن قلبه قد تشرَّب من الشبهات ما لم يخطر له على بال”، وانظر جواب السؤال رقم: (92781)، (97726) .

ثانيًا:

ليس في القرآن ، ولا في السنة الصحيحة : ذكر ليوسف النجار.

وعامة المنقول في شأنه ، إنما هو من الإسرائيليات. وقد ذكر فيه أنه حمل مريم عليها السلام ، وابنها عيسى عليه الصلاة والسلام ، إلى غار ، تمكث فيه بعيدًا عن الناس.

وقد نقل شيء من ذلك في بعض كتب التاريخ، والتفسير ، كما نقل فيها الكثير من الأخبار والروايات الإسرائيلية ، لا سيما في هذه القصص وأشباهها .

انظر مثلا : “تفسير الطبري” (15/ 494).

وقد ذكر ابن كثير من أمره، قوله: ” فالمشهور الظاهر – والله على كل شيء قدير- أنها حملت به، كما تحمل النساء بأولادهن؛ ولهذا لما ظهرت مخايل الحمل عليها، وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها، يخدم معها البيت المقدس، يقال له: يوسف النجار، فلما رأى ثقل بطنها، وكِبَره، أنكر ذلك من أمرها، ثم صرفه ما يعلم من براءتها، ونزاهتها، ودينها وعبادتها.

ثم تأمل ما هي فيه ، فجعل أمرها يجوس في فكره ، لا يستطيع صرفه عن نفسه ، فحمل نفسه على أن عرَّض لها في القول، فقال: يا مريم، إني سائلك عن أمر، فلا تعجلي علي ، قالت: وما هو؟ قال: هل يكون قط شجر من غير حَب ؟ وهل يكون زرع من غير بَذر؟ وهل يكون ولد من غير أب ؟

فقالت: نعم – وفَهِمتْ  ما أشار إليه – أما قولك: “هل يكون شجر من غير حب، وزرع من غير بذر؟ ” ؛ فإن الله قد خلق الشجر والزرع ، أول ما خلقهما ، من غير حب، ولا بذر ” .

وهل خلق يكون من غير أب ؟ ” فإن الله قد خلق آدم من غير أب ولا أم.

فصدقها، وسلم لها حالها”.

انتهى من ” تفسير ابن كثير” (5/ 222).

إذًا، فغاية أمره: أنه رجل صالح، صدق مريم عليها السلام، وأعانها وولدها، إلى أن أظهر الله أمر ولدها .

ثالثًا:

وأما اليهود – لعنهم الله – فرموا مريم بالزنا عياذًا بالله ، واتهموها بيوسف هذا، وقال بعضهم: إنه كان خطيب مريم عليها السلام.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” وكذلك هم في المسيح ؛ فالنصارى يقولون هو الله ، ويقولون أيضا هو ابن الله ، وهو إله تام وإنسان تام .

واليهود يقولون هو ولد زنا ، وهو ابن يوسف النجار ، ويقولون عن مريم إنها بغي بعيسى كما قال – تعالى -: وقولهم على مريم بهتانا عظيما [النساء: 156] ، ويقولون هو ساحر كذاب.

وأما المسلمون فيقولون : هو عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ، وروح منه ، وهو وجيه في الدنيا والآخرة ، ومن المقربين ، ويصفونه بما وصفه الله به في كتابه ، لا يغلون فيه غلو النصارى ، ولا يقصرون في حقه تقصير اليهود ” انتهى من ” الجواب الصحيح “(2/ 144).

وانظر لمزيد في بيان اختلاف النصارى في المسيح، وفي اعتقادهم في يوسف النجار ، ” مناظرة بين الإسلام والنصرانية ” للشيخ أبي زهرة (51).

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android