تنزيل
0 / 0

يعمل عند والده ويأخذ راتبا ضعيفا لا يكفي أسرته فهل يأخذ من ماله دون علمه كما يفعل إخوته

السؤال: 298213

ابن يعمل لدى أبيه فى شغل خاص ، هو بعض إخوته ، والأب هو من يتحكم فى المال ، ومستواه المادى جيد جدا ، وسخى جدا على الغرباء ، بخلاف الحال مع أبنائه ، حيث يعطى لهم مرتبا قليلا لا يكفيهم ، وقد تزوج هذا الابن من أسرة ذات مستوى مادي جيد، واتفق والد الزوج مع والد الزوجة أن مرتب الابن للأكل فقط ، وهو متكفل بالمصاريف الزائدة ، هو حالياً يتكفل بالأدوية والفواتير، لكن في حالة الحاجة إلى ملابس العيد للأطفال أو مصاريف لشراء احتياجات المدرسة ، لا يلتزم الأب (صاحب العمل) بل وغالباً ما تحصل مشاكل ويتهم ولده بالتبذير بحجة أن بقية أبنائه الذين يعملون معه لا يطلبون مثله ، وقد تبين مع الوقت أن سبب عدم طلب بقية الأبناء مثل أخيهم بسبب أنهم يأخذون مالا من العمل من دون معرفة والدهم ، ومر وقت طويل على ذلك حتى أن الأب صرح بذلك بنفسه وأن بقية أبنائه يأخذونه بخلاف هذا الابن ، وعلى الرغم ما زال الأب يحدث مشاكل عند طلب المال متحججا ، بقوله أنت الوحيد الذى يطلب المال وإخوتك لا ، حتى فكر الابن مؤخرا أن يأخذ مالا من العمل مثل إخوته ، فهل يجوز أن ياخذ من مال والده ، مثل أخوته دون علم الأب؛ لأن المرتب لا يكفى لمتطلبات البيت ، علماً بأن زوجة هذا الابن قد تقوم بدفع التكاليف من مالها الخاص في حالة خروجهم للنزهة أو ما شابه، بحجة أن زوجها سيعوضها حال توفر المال بها ، فهل يجوز له فعل ذلك لأنه يخشى أن يفعل أمراً لا يجوز ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

لا يجوز للعامل أن يسرق من مال صاحب العمل بحجة ضعف الراتب، ولو كان العامل ابنا لصاحب العمل ؛ لأنه ليس مجبرا على العمل ، ولا على قبول راتب لا يكفيه ، فله أن يرفض العمل مع والده ، وله أن يطلب راتبا مناسبا، وليس الأب ملزما بالنفقة عليه حتى يظن أن الابن يأخذ نفقته منه دون علمه ، بل نفقة هذا الابن على نفسه ، لقدرته على الكسب ، وإمكانه أن يعمل بأجرة عند والده ، أو غيره.

ولا يخفى أن السرقة منكر قبيح ، مشتمل على ظلم الغير، وأكل الحرام ، وهي كبيرة من كبائر الذنوب لما جاء فيها من الوعيد والحد ، فقد روى البخاري (6783) ، ومسلم (1687) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :   لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ ،وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ   .

وقال تعالى :  وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ   المائدة/38 .

وهذه ليست سرقة فقط ، وإنما هي خيانة لأبيهم أيضًا ، وخيانة الأمانة من كبائر الذنوب ، ومن صفات المنافقين .

وعلى هذا الابن أن ينصح إخوانه ويبين لهم حرمة فعلهم، ووجوب رد المال إلى أبيهم ولو دون علمه، وقد قال صلى الله عليه وسلم :  مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ  رواه البخاري (6534).

ثانيا:

النصيحة لهذا الابن أن يتفق مع أبيه على راتب يناسبه ، فإن أبى فليبحث عن عمل عند غيره.

وأما أن يأخذ راتبا ضعيفا ، ثم يتكفل الأب بالباقي، فهذا مدعاة للخلاف وحصول الشقاق غالبا، فإن الوالد قد يضيق صدره بكثرة المصروفات ، لا سيما مع غلاء المعيشة ، وكبر سنه، ثم إن من حق الابن أن يدخر شيئا من راتبه له ولأولاده ، فلا يكفي توفير الحاجات مع الراتب الضعيف.

وإن اكتفى بالقليل، وتجنب المال الحرام ، وابتغى البر بوالده، كان محسنا مأجورا، ونرجو أن يبارك الله له ويخلف عليه خيرا.

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android