شخص يوجد مسجد صغير في طريق المسجد الجامع . وفي صلاة الفجر يكون في هذا المسجد الصغير رجل واحد فقط في أغلب الاوقات ، فيفضل الصلاة في هذا المسجد الصغير عن المسجد الجامع ، ليجلب ثواب الجماعة لهذا الرجل . فهل فعله صحيح ؟ أم الأفضل أن يصلي في المسجد الجامع ؟ جزاكم الله خيرا
هل الصلاة في مسجد الحيّ أفضل؟ أم الصلاة في المسجد الجامع؟
السؤال: 299035
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
صلاة الشخص المذكور في مسجد حيّه المهجور من المصلين : أولى من سعيه إلى المسجد الجامع؛ لأنه بهذا يحصل تعمير للمسجد ، وتشجيع لأهل الحي على صلاة الجماعة فيه، كما أن فيه تحصيلا لفضل الجماعة لهذا الرجل الوحيد، وعدم صلاته فيه يؤدي إلى هجره ، أو عدم انعقاد الجماعة فيه .
قال النووي رحمه الله تعالى:
” فإن كان هناك مساجد : فذهابه إلى أكثرها جماعة أفضل للحديث المذكور .
فلو كان بجواره مسجد قليل الجمع ، وبالبعد منه : مسجد أكثر جمعا ؛ فالمسجد البعيد أولى .
إلا في حالتين : (إحداهما) : أن تتعطل جماعة القريب بعدوله عنه ؛ لكونه إماما، أو يحضر الناس بحضوره، فحينئذ يكون القريب أفضل … ” انتهى. “المجموع” (4 / 198).
وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى:
” وفعل الصلاة فيما كثر فيه الجمع من المساجد : أفضل…
وإن كان في جواره ، أو غير جواره ، مسجد لا تنعقد الجماعة فيه إلا بحضوره : ففعلها فيه أولى؛ لأنه يعمره بإقامة الجماعة فيه، ويحصِّلُها لمن يصلي فيه …” انتهى. “المغني” (3 / 9).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
” والصواب أن يقال: إن الأفضل أن تصلي فيما حولك من المساجد؛ لأن هذا سبب لعمارته .
إلا أن يمتاز أحد المساجد بخاصية فيه فيقدم، مثل: لو كنت في المدينة، أو كنت في مكة، فإن الأفضل أن تصلي في المسجد الحرام في مكة ، وفي المسجد النبوي في المدينة.
أما إذا لم يكن هناك مزية : فإن صلاة الإنسان في مسجده أفضل؛ لأنه يحصل به عمارته؛ والتأليف للإمام ، وأهل الحي، ويندفع به ما قد يكون في قلب الإمام إذا لم تصل معه؛ لا سيما إذا كنت رجلا لك اعتبارك.
وأما الأبعد : فيجاب عن الحديث بأن المراد في قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة ) : أنه في مسجد ليس هناك أقرب منه، فإنه كلما بعد المسجد ، وكلَّفت نفسك أن تذهب إليه مع بعده : كان هذا بلا شك أفضل مما لو كان قريبا، لأنه كلما شقت العبادة ، إذا لم يمكن فعلها بالأسهل : فهي أفضل، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة: ( إن أجرك على قدر نصبك ).
فالحاصل:
أن الأفضل أن تصلِّي في مسجد الحي الذي أنت فيه، سواء كان أكثر جماعة أو أقل، لما يترتب على ذلك من المصالح، ثم يليه الأكثر جماعة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ( ما كان أكثر فهو أحب إلى الله )، ثم يليه الأبعد… ” انتهى من “الشرح الممتع” (4 / 151 – 152).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب