0 / 0
27,80716/04/2019

هل الصلاة في مسجد الحيّ أفضل؟ أم الصلاة في المسجد الجامع؟

السؤال: 299035

شخص يوجد مسجد صغير في طريق المسجد الجامع . وفي صلاة الفجر يكون في هذا المسجد الصغير رجل واحد فقط في أغلب الاوقات ، فيفضل الصلاة في هذا المسجد الصغير عن المسجد الجامع ، ليجلب ثواب الجماعة لهذا الرجل . فهل فعله صحيح ؟ أم الأفضل أن يصلي في المسجد الجامع ؟ جزاكم الله خيرا

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

صلاة الشخص المذكور في مسجد حيّه المهجور من المصلين : أولى من سعيه إلى المسجد الجامع؛ لأنه بهذا يحصل تعمير للمسجد ، وتشجيع لأهل الحي على صلاة الجماعة فيه، كما أن فيه تحصيلا لفضل الجماعة لهذا الرجل الوحيد، وعدم صلاته فيه يؤدي إلى هجره ، أو عدم انعقاد الجماعة فيه .

قال النووي رحمه الله تعالى:

” فإن كان هناك مساجد : فذهابه إلى أكثرها جماعة أفضل للحديث المذكور .

فلو كان بجواره مسجد قليل الجمع ، وبالبعد منه : مسجد أكثر جمعا ؛ فالمسجد البعيد أولى .

إلا في حالتين : (إحداهما) : أن تتعطل جماعة القريب بعدوله عنه ؛ لكونه إماما، أو يحضر الناس بحضوره، فحينئذ يكون القريب أفضل … ” انتهى. “المجموع” (4 / 198).

وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى:

” وفعل الصلاة فيما كثر فيه الجمع من المساجد : أفضل…

وإن كان في جواره ، أو غير جواره ، مسجد لا تنعقد الجماعة فيه إلا بحضوره : ففعلها فيه أولى؛ لأنه يعمره بإقامة الجماعة فيه، ويحصِّلُها لمن يصلي فيه …” انتهى. “المغني” (3 / 9).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

” والصواب أن يقال: إن الأفضل أن تصلي فيما حولك من المساجد؛ لأن هذا سبب لعمارته .

إلا أن يمتاز أحد المساجد بخاصية فيه فيقدم، مثل: لو كنت في المدينة، أو كنت في مكة، فإن الأفضل أن تصلي في المسجد الحرام في مكة ، وفي المسجد النبوي في المدينة.

أما إذا لم يكن هناك مزية : فإن صلاة الإنسان في مسجده أفضل؛ لأنه يحصل به عمارته؛ والتأليف للإمام ، وأهل الحي، ويندفع به ما قد يكون في قلب الإمام إذا لم تصل معه؛ لا سيما إذا كنت رجلا لك اعتبارك.

وأما الأبعد : فيجاب عن الحديث بأن المراد في قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة ) : أنه في مسجد ليس هناك أقرب منه، فإنه كلما بعد المسجد ، وكلَّفت نفسك أن تذهب إليه مع بعده : كان هذا بلا شك أفضل مما لو كان قريبا، لأنه كلما شقت العبادة ، إذا لم يمكن فعلها بالأسهل : فهي أفضل، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة: ( إن أجرك على قدر نصبك ).

فالحاصل:

أن الأفضل أن تصلِّي في مسجد الحي الذي أنت فيه، سواء كان أكثر جماعة أو أقل، لما يترتب على ذلك من المصالح، ثم يليه الأكثر جماعة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ( ما كان أكثر فهو أحب إلى الله )، ثم يليه الأبعد… ” انتهى من “الشرح الممتع” (4 / 151 – 152).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android