0 / 0
1,58818/04/2023

هل يجوز الدعاء بـ “اللهم تقبلنا على أي حال كنا يا كريم”؟

السؤال: 299538

هل يجوز الدعاء ب ” اللهم تقبلنا على أي حال كنا يا كريم”؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج من الدعاء بهذا الدعاء ، لأن معناه : سؤال الله تعالى التجاوز عن تقصير العبد ، وأن يتقبل أعماله على ما فيها من تقصير ؛ فإن الله جل جلاله من أسمائه “الشكور”؛ يقبل القليل من العمل، ويغفر الكثير من الزلل، ويعطي الكثير الجزيل من الأجر والعطايا.

ولعله لأجل ما جبل عليه العبد من التقصير، وقصور العباد من بلوغهم ما يستحقه عليهم رب العالمين من الشكر، والقيام بحق نعمه وفضله عليهم، مع ما لا يخلو منه العباد من الزلل والخطايا؛ اقترب اسم الرب “الشكور” باسمه “الغفور” في غير آية من كتابه؛ فكأنه ندبهم إلى استغفار “الغفور” والتوبة إليه، وعدم القنوط من رحمته، ولا الإياس من عطائه فإنه “الشكور”.

وقد “ورد هذا الاقتران ثلاث مرات في القرآن الكريم ومن ذلك قوله عز وجل: لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [فاطر: 30].

وقوله سبحانه: وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) [الشورى: 23].

واقتران هذين الاسمين الكريمين فيه كمال آخر؛ فالله سبحانه يغفر ذنوب عباده ويصفح عن سيئاتهم وإذا أحسنوا وعملوا صالحًا لم تكن ذنوبهم السالفة لتحول بينهم وبين ثواب الله – عز وجل – لهم وشكره على طاعتهم له. ومثال ذلك حديث الرجل الذي سقى الكلب فشكر الله له فغفر له(.

هذا من مقتضى اسميه سبحانه (الغفور الشكور)، وسيأتي تفصيل ذلك في باب اسمه سبحانه (الشكور) إن شاء الله تعالى.” انتهى من “ولله الأسماء الحسنى” (469).

على أن الله الواجب على العبد الناصح لنفسه ألا يغتر بذلك، وأن يجتهد في تقوى الله ما استطاع، ولا يتكل على سعة رحمة رب العالمين، وأن يخاف من ذنبه، كما أنه يرجو ربه.

قالَ عَلِيّ بن أبي طالب، رضي الله عنه: ( خُذُوا مِنِّي هَذِهِ الكَلِماتِ الخَمْسَ، فَإنَّكُمْ واللَّهِ لَوْ رَكِبْتُمُ المَطِيَّ حَتّى تَنْصِبُوها ما أدْرَكْتُمْ مِثْلَهُنَّ:

لا يَرْجُو عَبْدٌ إلّا رَبَّهُ، ولا يَخافَنَّ إلّا ذَنْبَهُ، ولا يَسْتَحِي إذا سُئِلَ عَمّا لا يَعْلَمُ أنْ يَقُولَ: لا أعْلَمُ، ولا يَسْتَحِي أنْ يَتَعَلَّمَ إذا لَمْ يَعْلَمْ، وأنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإيمانِ، بِمَنزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الجَسَدِ، لا خَيْرَ فِي جَسَدٍ لا رَأْسَ لَهُ ).

رواه عبد الرزاق في “مصنفه” (٢١٠٣١)، وابن أبي شيبة (٣٤٥٠٤)، والعدني في الإيمان (19) وغيرهم.

وشر من ذلك الاغترار، أن يأتي بالعمل السيء، لا أطاع الله فيه، ولا اتبع نبيه؛ ثم هو يرجو جزاء الخير عليه؛ وقد قال الله تعالى: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) المائدة/27

قال ابن كثير، رحمه الله: ” ومعنى قوله: إنما يتقبل الله من المتقين أي: ممن اتقى الله في فعله ذلك ” انتهى من “تفسير ابن كثير” (3/85).

“كان العلاء بن زياد يذكر النار؛ فقال: رجل لم تُقنِّط الناس؟

قال: وأنا أقدر أن أقَنط الناس، والله عز وجل يقول: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، ويقول وأن المسرفين هم أصحاب النار ؟!

ولكنكم تحبون أن تبشَّروا بالجنة ، على مساوئ أعمالكم؛ وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم: مبشرا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرا بالنار من عصاه ” !!

ذكره البخاري في “صحيحه” باب: “سورة المؤمن [غافر]”.

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android