0 / 0

حول صحة حديث :” من زار له أخ في الله في الصباح شيعه سبعين ألف ملك يقولون اللهم اغفر للزائر والمزور “.

السؤال: 299689

ما صحة هذا الحديث : ( من زار له أخا في الله في الصباح شيعه سبعون ألف ملك ، يقولون : اللهم اغفر للزائر والمزور ، اللهم ارحم الزائر والمزور ، حتى يمسي ، ومن زار له أخا في المساء شيعه سبعون ألف ملك ، يقولون : اللهم اغفر للزائر والمزور ، اللهم ارحم الزائر والمزور حتى يصبح ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

هذا الحديث الذي أورده السائل الكريم لا أصل له بهذا اللفظ .

وقد ورد بلفظ آخر صحيح من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولكن في فضل عيادة المريض ، وليس في مطلق الزيارة في الله ، وليس فيه جملة :” اللهم اغفر للزائر والمزور ، اللهم ارحم الزائر والمزور ” .

وإنما اللفظ الصحيح الوارد ، هو ما أخرجه أحمد في “المسند” (612) ، وأبو داود في “سننه” (3099) ، وابن ماجه في “سننه” (1442) ، والنسائي في “السنن الكبرى” (7452) ، وأبو يعلى في “مسنده” (262) ، من طريق الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ: ” جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ شَامِتًا؟ قَالَ: لَا ، بَلْ عَائِدًا ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِدًا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ  .

والحديث قد رُوي من عدة طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وفي طرقه اختلاف في رفعه ووقفه .

وقد رواه أبو داود في “سننه” (3098) ، من طريق الحكَمِ ، عن عبدِ الله بن نافعِ ، عن عليٍّ ، قال: ” ما مِن رجلٍ يعودُ مريضاً مُمسِياً إلا خرجَ معهُ سبعون ألف ملكٍ يستغفِرون له حتى يُصْبِحَ ، وكان له خريفٌ في الجنة ، ومن أتاهُ مُصبِحاً خرج معه سبعونَ ألفَ ملكٍ يستغفرون له حتى يُمسيَ ، وكان له خريفٌ في الجنة ” .

رواه هكذا موقوفا ، ثم قال :” وأُسند هذا عن عليٍّ، من غيرِ وجهٍ صحيحٍ، عن النبي – صلَّى الله عليه وسلم “انتهى .

والحديث قال فيه ابن عبد البر في “الاستذكار” (8/421) :”  هذا حديث حَسَنٌ صَحِيحٌ، ثَابِتُ الْإِسْنَادِ، شَرِيفُ الْمَعْنَى رَفِيعٌ ” انتهى ،  وصححه ابن الملقن في “البدر المنير” (9/502) ، والشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (1367) .

وقد رُوي الحديث من وجه آخر، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، في فضل الزيارة مطلقا ، بنحو هذا اللفظ ، إلا أن إسناده ضعيف جدا .

وهذا الطريق أخرجه تمام في “الفوائد” (651) ، والبيهقي في “شعب الإيمان” (8609) ، من طريق أَبِي حَمْزَةَ ثابت بن أبي صفية الثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ زَارَ أَخًا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِغَيْرِ الْتِمَاسِ مَوْعِدٍ لِلَّهِ وَيُنْجِزُهَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ ، يُنَادُونَهُ مِنْ خَلْفِهِ: أَلَا طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ ، مَرَّتَيْنِ  .

وإسناده ضعيف جدا ، فيه ثابت بن أبي صفية ، متروك .

 قال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (1/363) :” قال أحمد ، وابن معين: ليس بشيء . وقال أبو حاتم: لين الحديث . وقال النسائي: ليس بثقة “. انتهى

ثم هو معضل إلى أبي إسحاق، كما قال ابن عدي في “الكامل” (2/93) .

وفيه كذلك الحارث الأعور ، مشهور بالضعف .

ثانيا:

فضل الزيارة في الله ثابت ، وفيه أحاديث صحيحة مشهورة ، فيها غنى عن هذه الأحاديث الواهية .

ومن أعظمها وأفضلها ما رواه مسلم في “صحيحه” (2567) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، :  أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ ، عَلَى مَدْرَجَتِهِ ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ .

ومنها : ما أخرجه أحمد في “المسند” (22030) ، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :  قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ  .

وإسناده صحيح ، صححه الشيخ الألباني في “صحيح الترغيب والترهيب” (2581) .

وختاما : نسأل الله أن يجعلنا من المتحابين فيه ، والمتزاورين فيه ، والمتجالسين فيه ، والمتباذلين فيه ، آمين .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android