0 / 0
182,56720/04/2019

حكم قول المؤذن : ” صلوا في الرحال ” بدلاً من ” الحيعلتين ” إذا كان هناك عذر من مطر أو ريح أو نحو ذلك .

السؤال: 301005

ما هو حكم قول ” الصلاة في الرحال ” في الأذان بدلاً من حي على الصلاة وحي على الفلاح ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا خلاف بين العلماء في أنه يجوز للمؤذن أن يقول: ” الصلاة في الرحال ” أو ” صلوا في رحالكم ” أو ” صلوا في بيوتكم ” ، إذا كان هناك عذر من مطر أو وحل أو برد شديد أو ريح شديدة ؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد جاءت السنة بتخيير المؤذن ، فإما أن يقول هذا القول بعد تمام الأذان ، وإما أن يقوله بدلا من قوله : “حي على الصلاة” . 

روى البخاري (666) ، ومسلم (697) عَنْ نَافِع ، قَالَ : ” أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ ، ثُمَّ قَالَ : صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ : ” أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ ” فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ ، أَوِ المَطِيرَةِ ، فِي السَّفَرِ .

ففي قوله :  ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ : ” أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ ” ، دليل على أنها تقال بعد الأذان .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الحديث : ” صريح في أن القول المذكور كان بعد فراغ الأذان ” انتهى من “فتح الباري” لابن حجر (2/ 113).

وروى البخاري (668)، ومسلم (699) واللفظ له ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ : ” إِذَا قُلْتَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، فَلَا تَقُلْ : حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، قُلْ : صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ ” ، قَالَ : فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ ، فَقَالَ: ” أَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَا ؟! ، قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ ، فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ “.

وهذا الحديث صريح في أن قول : ” صلوا في الرحال ” يقال بدلا من “حي على الصلاة” .

وعلل ذلك العراقي رحمه الله ” بأنَّ قَوْلَهُ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ ، يُخَالِفُ قَوْلَهُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، فَلَا يَحْسُنُ أَنْ يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ تَعَالَوْا ، ثُمَّ يَقُولُ : لَا تَجِيئُوا ” انتهى من “طرح التثريب” (2/ 320). 

ونقل الحافظ ابن حجر العلة نفسها عن ابن خزيمة رحمه الله في قوله : ” إنه يقال ذلك بدلاً من الحيعلة ، نظرا إلى المعنى ؛ لأن معنى حي على الصلاة : هلموا إليها ، ومعنى الصلاة في الرحال : تأخروا عن المجيء ، فلا يناسب إيراد اللفظين معا ؛ لأن أحدهما نقيض الآخر “.

ثم رد ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله ، فقال : ” ويمكن الجمع بينهما -ولا يلزم منه ما ذكر- بأن يكون معنى الصلاة في الرحال : رخصة لمن أراد أن يترخص ، ومعنى هلموا إلى الصلاة:  ندب لمن أراد أن يستكمل الفضيلة ، ولو تحمل المشقة ” انتهى من “فتح الباري” (2/113).

وقال النووي -رحمه لله- في ” شرح صحيح مسلم ” (5/207) : ” في حديث ابن عباس رضي الله عنه أن يقول : ألا صلوا في رحالكم. في نفس الأذان ، وفي حديث ابن عمر أنه قال في آخر ندائه . 

والأمران جائزان ، نص عليهما الشافعي رحمه الله تعالى في “الأم” في كتاب الأذان ، وتابعه جمهور أصحابنا في ذلك ، فيجوز بعد الأذان ، وفي أثنائه ؛ لثبوت السنة فيهما ، لكن قوله بعده أحسن ، ليبقى نظم الأذان على وضعه ” انتهى.

وقال ابن مفلح رحمه الله ، بعد أن ذكر حديث ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم : ” فدل على العمل بأيهما شاء” انتهى من “الفروع” (3/63) .

ولكن هل يقول المؤذن ” حي على الفلاح ” بعد قوله ” صلوا في رحالكم “؟

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” ولكن هل نقول : حي على الفلاح ؟

نعم ، ربما نقول: حي على الفلاح ؛ لأن الإنسان مفلح ، ولو صلى في بيته ، والحديث ليس فيه إلا حي على الصلاة “. انتهى من “تعليقات ابن عثيمين على الكافي لابن قدامة” (2/ 36، بترقيم الشاملة آليا).

والحاصل :

أنه يجوز في حال المطر ، أو الريح الشديدة : أن يقول المؤذن : ” صلوا في رحالكم ” ، بدلاً من ” حي على الصلاة ” . ثم يقول بعد ذلك : ” حي على الفلاح ” ، إلى آخر الأذان . 

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android