تنزيل
0 / 0

هل روت خديجه رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال: 301528

هل روت خديجة رضي الله عنها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

خديجة بنت خويلد بن أسد الأسدية أم المؤمنين ، وسيدة نساء العالمين في زمانها ، أم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأول من آمن به .

وهي ممن كمل من النساء ، وكانت عاقلة ، جليلة ، دينة ، مصونة ، كريمة ، من أهل الجنة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرها بعد وفاتها ويثني عليها .

وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب . أخرجه البخاري (1792) ، ومسلم (2432).

وَتوفيت بعد أَن مضى من النُّبُوَّة سبع سِنِين ، وَقيل : عشر ، وَهُوَ أصح ، قبل أَن تفرض الصَّلَاة ، وَكَانَ لَهَا يَوْمئِذٍ خمس وَسِتُّونَ سنة.

وينظر لمزيد من التفصيل عن سيرتها ومناقبها : “الاستيعاب” لابن عبد البر (4/1817)، و”سير أعلام النبلاء” للذهبي (2/ 109).

ثانيا:

لا يعرف لخديجة رضي الله عنها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن من أهل العلم من ذكرها فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد ذكرها ابن حبان في “الثقات” (3/ 114) فيمن روى عنه صلى الله عليه وسلم .

كما ذكرها ابن الجوزي أيضا في الرواة عنه صلى الله عليه وسلم في كتابه “تلقيح فهوم أهل الأثر” (ص: 258) .

ولعلهم أرادوا بروايتها عنه صلى الله عليه وسلم ما جاء عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ : ” أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا تُثَبِّتْهُ بِهِ ، فِيمَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنْ نِبُوَّتِهِ : يَا ابْنَ عَمِّ ، هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخْبِرَنِيَ بِصَاحِبِكَ هَذَا الَّذِي يَأْتِيكَ إِذَا جَاءَكَ ؟

قَالَ :  نَعَمْ   قَالَتْ : فَإِذَا جَاءَكَ فَأَخْبِرْنِي ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا يَوْمًا ، إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :  يَا خَدِيجَةُ ، هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدْ جَاءَنِي

قَالَتْ : أَتُرَاهُ الْآنَ ؟  قَالَ : نَعَمْ

فَقَالَتْ : ” فَاجْلِسْ إِلَى شِقِّي الْأَيْسَرِ ” . فَجَلَسَ . فَقَالَتْ : هَلْ تَرَاهُ الْآنَ ؟

قَالَ :  نَعَمْ  قَالَتْ : ” فَاجْلِسْ إِلَى شَقِّيَ الْأَيْمَنِ ” . فَتَحَوَّلَ فَجَلَسَ . فَقَالَتْ : هَلْ تَرَاهُ الْآنَ ؟

قَالَ : نَعَمْ  .

قَالَتْ : ” فَتَحَوَّلَ فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي ” . فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ ، فَقَالَتْ هَلْ تَرَاهُ الْآنَ ؟

قَالَ : نَعَمْ ، فَتَحَسَّرَتْ ، فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا ، فَقَالَتْ : هَلْ تَرَاهُ الْآنَ ؟

قَالَ :   لَا   قَالَتْ : ” مَا هَذَا بِشَيْطَانٍ ، إِنَّ هَذَا الْمَلَكُ يَا ابْنَ الْعَمِّ ، فَاثْبُتْ ، وَأَبْشِرْ “. 

ثُمَّ آمَنَتْ بِهِ  ، وَشَهِدَتْ أَنَّ الَّذِيَ جَاءَ بِهِ الْحَقُّ . انتهى .

أخرجه الآجري في “الشريعة” (5/2189)، والدولابي في “الذرية الطاهرة” (ص35)، والبيهقي في “دلائل النبوة” (2/151).

وهذا حديث إسناده ضعيف جدا ، فهو من رواية أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم ….

وأحمد بن عبد الجبار : ضعيف الحديث .

ويونس بن بكير : صدوق يخطىء . وضعفه غير واحد من أهل الحديث ؛ فقال أبو داود : ليس بحجة ، يوصل كلام ابن إسحاق بالأحاديث . وقال النسائى : ليس بالقوى . وقال فى موضع آخر : ضعيف .

ومحمد بن إسحاق : صدوق يدلس ، وقد اختلف فى الاحتجاج به .

وإسماعيل بن أبي حكيم : لم يدرك خديجة رضي الله عنها ، ولا يعرف له سماع عن أحد من الصحابة .

وينظر : “تهذيب التهذيب” لابن حجر (11/435) ، (9/45) ، (1/52) ، (1/289).

وقد ذكره الدكتور : محمد العوشن في كتابه “ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية” (ص27)، بأسانيده ، وقال : ” وإسناد ابن إسحاق الأول معضل ، فإسماعيل بن أبي حكيم لا يُعرف له سماع عن أحد من الصحابة ، وخديجة رضي الله عنه كانت وفاتها قبل الهجرة . وكذا إسناده الآخر ، فإن فاطمة بنت الحسين: روايتها عن جدتها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة ، فكيف عن خديجة ؟! ” انتهى.

والحاصل:

لا نعلم لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، اللهم إلا أن يكون الحديث المذكور، وهو حديث ضعيف كما تقدم بيانه .

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android