تنزيل
0 / 0

حول صحة حديث ” من حفظ القرآن وهو فتي السن خلطه الله بلحمه ودمه “.

السؤال: 301925

ينشر بعض من يعلم الصغار حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : ( من تعلم القرآن وهو فتي السن خلطه الله بلحمه ودمه ) البخاري في “التاريخ الكبير” ، والبيهقي في “الشعب” ، وأورده السخاوي في ” المقاصد” ، فهل الصواب أنه من طريق سعيد بن أبي هلال عن المقبري عن بشير بن المحرر أخذه من التوراة ، وبهذا فهو من الإسرائيليات ، أم يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ كما نأمل الإفادة عن طرقه وحكم أئمة الحديث عليه ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث رُوي عن أبي هريرة بلفظين ، أحدهما صحيح ، والآخر لا يصح .

ورُوي كذلك من الإسرائيليات ، وبيان ذلك كما يلي :

أولا : اللفظ الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه :

رُوي عن أبي هريرة من خمسة طرق :

الطريق الأول : إسناده صحيح .

أخرجه البيهقي في “المدخل إلى السنن الكبرى” (637) ، فقال : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُهَاجِرٍ ، ثنا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ ، أبنا خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي شَبِيبَتِهِ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ، وَمَنْ تَعَلَّمَهُ فِي كِبَرِهِ، فَهُوَ يَنْفَلِتُ مِنْهُ وَلَا يَتْرُكُهُ: فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ .

وإسناده صحيح .

موسى بن عقبة إمام المغازي ، ثقة مشهور ، ومن فوقه أئمة ثقات مشهورون .

وإبراهيم بن طهمان : قال الذهبي في “تاريخ الإسلام” (4/300) :” من ثقات الأئمة ” انتهى .

وخالد بن نزار ، وثقه الدارقطني كما في “سؤالات السلمي” (188) ، والذهبي كما في “تاريخ الإسلام” (5/562) .

وهارون بن سعيد الأيلي : وثقه النسائي ، كما في “تهذيب الكمال” (20/91) .

والحسين بن الحسن بن مهاجر ، قال الذهبي في “تاريخ الإسلام” :” محله الصدق “. انتهى

ثم البيهقي ، وشيخه أبو عبد الله الحاكم ، وشيخ شيخه محمد بن يعقوب بن الأخرم ثقات أئمة .

الطريق الثاني : إسناده حسن .

أخرجه البيهقي في “السنن الصغير” (949) ، وابن عدي في “الكامل” (6/95) ، من طريق عُمَر بْن طَلْحَةَ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي شَبِيبَتِهِ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ، وَمَنْ تَعَلَّمَهُ فِي كِبَرِهِ ، وَهُوَ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ فَلَا يَتْرُكْهُ : فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ .

وإسناده حسن ، لأجل عمر بن طلحة الليثي ، قال أبو حاتم :” محله الصدق ” ، وقال أبو زرعة :” ليس بالقوي ” . انتهى من “الجرح والتعديل” (6/117) ، ولم ينفرد ، بل توبع في روايته عن سعيد المقبري كما في الطريق التالي .

الطريق الثالث : إسناده حسن لغيره .

أخرجه ابن بطة في “الإبانة” (5/363) ، من طريق حسين بن محمد ، عن أبي معشر نجيح السندي ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَال :   مَنْ أَخَذَ الْقُرْآنَ وَهُوَ شَابٌّ اخْتَلَطَ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ، وَكَانَ رَفِيقَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَمَنْ أَخَذَهُ كَبِيرًا وَهُوَ حَرِيصٌ عَلَيْهِ وَيَتَفَلَّتُ مِنْهُ ، فَذَاكَ الَّذِي لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ  .

وإسناده حسن لغيره ، فإن فيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي ، ضعيف مشهور بالضعف  ، إلا أنه لا يُترك حديثه ، بل يعتبر به ، فقد سُئل عنه أبو حاتم كما في “الجرح والتعدديل” (8/494) ، قال :” كنت أهاب حديث أبى معشر حتى رأيت احمد بن حنبل يحدث عن رجل عنه أحاديث فتوسعت بعد في كتابة حديثه ، … قيل له هو ثقة؟ قال: صالح لين الحديث محله الصدق ” انتهى .

وهنا قد تابعه عمر بن طلحة الليثي ، كما في الطريق السابق ، فالإسناد حسن لغيره إن شاء الله.

الطريق الرابع : إسناده ضعيف .

أخرجه البخاري في “التاريخ الكبير” (3/94) ، ومن طريقه البيهقي في “شعب الإيمان” (1799) ، من طريق عَلِي بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ ، سَمِعَ حَكِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَهُوَ فَتِيُّ السِّنِّ أَخْلَطَهُ اللهُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ) .

وإسناده ضعيف ، فيه مجهولان .

فيه : ” حكيم بن محمد بن قيس ” ، قال أبو حاتم كما في “الجرح والتعديل” (3/287) :” مجهول ” انتهى .

وفيه ” علي بن عبد الرحمن بن عثمان ” ، مجهول كذلك ، ترجم له البخاري في “التاريخ الكبير” (6/285) ، وابن أبي حاتم في “الجرح والتعديل” (6/195) ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .

الطريق الخامس : إسناده موضوع .

أخرجه أبو الفضل الرازي في “فضائل القرآن” (99) ، من طريق بشير بن ميمون ، عن سعيد المقبري ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَهُوَ شَابٌّ اخْتَلَطَ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ , وَكَانَ رَفِيقَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَمَنْ تَعَلَّمَ بَعْدَمَا كَبُرَ وَهُوَ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ وَهُوَ حَرِيصٌ عَلَيْهِ , فَذَلِكَ بِهِ أَجْرُهُ مَرَّتَانِ .

وإسناده تالف ، فيه بشير بن ميمون الواسطي ، قال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (1/330) :” قال البخاري: يتهم بالوضع . وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث . وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ . وقال ابن معين: اجتمعوا على طرح حديثه ” انتهى .

ثانيا : اللفظ الذي لا يصح في الرواية عن أبي هريرة .أخرجه البيهقي في “شعب الإيمان” (1836) ، والجورقاني في “الأباطيل والمناكير” (686) ، من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَزِيدِ بْنِ أَسْلَمَ جَمِيعًا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 

مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَيُحِلُّ حَلَالَهُ وَيُحَرِّمُ حَرَامَهُ خَلَطَهُ اللهُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ، وَجَعَلَهُ رَفِيقَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَانَ الْقُرْآنُ لَهُ حَجِيجًا ، فَقَالَ: يَا رَبِّ ، كُلُّ عَامِلٍ يَعْمَلُ فِي الدُّنْيَا ، يَأْخُذُ بِعَمَلِهِ مِنَ الدُّنْيَا ، إِلَّا فُلَان كَانَ يَقُومُ فِيَّ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآناء النَّهَارِ ، فَيُحِلُّ حَلَالِي وَيُحَرِّمُ حَرَامِي ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ فَأَعْطِهِ ، فَيُتَوِّجُهُ اللهُ تَاجَ الْمُلْكِ ، وَيَكْسُوهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ: هَلْ رَضِيتَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ ، أَرْغَبُ لَهُ فِي أَفْضَلَ مِنْ هَذَا ، فَيُعْطِيهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: هَلْ رَضِيتَ؟ فيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ .

وَمَنْ أَخَذَهُ بَعْدَمَا يَدْخُلُ فِي السِّنِّ ، فَأَخَذَهُ وَهُوَ يَنْفَلِتُ مِنْهُ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ

  .

وإسناده تالف . وقال الجورقاني :” هذا حديث باطل “. انتهى

فيه ” إسماعيل بن رافع ” ، قال ابن معين :” ليس بشيء “. كذا في “الضعفاء الكبير” للعقيلي (1/77) ، وقال أبو حاتم كما في “الجرح والتعديل” (2/169) :” منكر الحديث ” ، وقال النسائي كما في “الضعفاء والمتروكين” (32) ، والدارقطني كما في “سؤلات البرقاني” (9) :” متروك ” انتهى .

إلا أنه قد رُوي نحوه بإسناد حسن ، دون ذكر حفظ القرآن في الصغر والكبر .وهو ما أخرجه أحمد في “المسند” (22950) ، وابن أبي شيبة في “مصنفه” (30045) ، من طريق بريدة الأسلمي ، قال: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:  تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ . قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ: 

تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ .

وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ . فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ . فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ ، لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ.

ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ ، هَذًّا كَانَ ، أَوْ تَرْتِيلًا

.

وحسنه الحافظ ابن كثير في “تفسيره” (1/152) ، وكذلك حسنه الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (2829).

ثالثا : ما رُوي من الإسرائيليات .

روي عن اثنين من التابعين :

الأول : عن كعب الأحبار .

أخرجه أبو عبيد في “فضائل القرآن” (ص46) ، ومن طريقه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (29/371) ، من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُحَرَّرِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ ، سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، يَقُولُ: إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْفَتَى إِذَا تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَدِيثُ السِّنِّ ، وَحَرَصَ عَلَيْهِ ، وَعَمِلَ بِهِ ، وَتَابَعَهُ ، خَلَطَهُ اللَّهُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ، وَكَتَبَهُ عِنْدَهُ مِنَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَإِذَا تَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ وَقَدْ دَخَلَ فِي السِّنِّ ، فَحَرَصَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يُتَابِعُهُ ، وَيَتَفَلَّتُ مِنْهُ ، كَتَبَ لَهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ  .

وفي إسناده “عبد الله بن لهيعة” ، وهو ضعيف إلا ما كان من رواية القدماء عنه ، وفيه كذلك ” بشير بن المحرر ” ، قال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (1241) :” لا يعرف “. انتهى ، وفيه كذلك ” عبد الله بن عثمان بن الحكم ” ، مجهول ، لم يترجم له سوى ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (29/371) ، ولم يوثقه أحد من أهل العلم .

الثاني : عن بشير بن الحارث .

وهو من التابعين ، ووهم من عده من الصحابة كما قال ابن منده في “معرفة الصحابة” (ص257)

أخرجه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (29/371) ، من طريق عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن المقبري عن بشير بن الحارث : قال : ” إن في التوراة أن الغلام إذا تعلم القرآن وهو حديث السن ، حرص عليه وعمل به وتابعه ، خلطه الله بلحمه ودمه ، وكتبه الله عنده من السفرة الكرام البررة ، وإذا تعلم القرآن وقد دخل في السن فحرص عليه ، وهو في ذلك يتفلت منه ، كان له أجره مرتين بحرصه عليه وتفلته منه ، فإذا بعث الرجل تكلم القرآن فقال : يا رب إن هذا كان حريصا على تعلمي وعمل بي فأته اليوم أجره ، فيكسى حلة الكرامة ، ويتوج تاج الوقار . فيقول الله : هل رضيت ما أعطيته ؟ فيعطى الرحمة بيمينه والجنة بشماله فيقول الله للقرآن : هل رضيت لعبدي هذا ؟ فيقول نعم يا رب هذا ما أعطيته . فيقول القرآن ما شاء الله أن يقول فيعطى النعمة بيمينه والجنة بشماله فيقول الله للقرآن هل رضيت لعبدي هذا ؟ فيقول نعم يا رب قد رضيت ” .

وإسناده صحيح إلى بشير بن الحارث ، إلا أنه من الإسرائيليات كما هو في الرواية .

ونخلص مما سبق : أنه لا يصح في هذا الحديث إلا اللفظ الأول المنقول عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي شَبِيبَتِهِ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ، وَمَنْ تَعَلَّمَهُ فِي كِبَرِهِ فَهُوَ يَنْفَلِتُ مِنْهُ وَلَا يَتْرُكُهُ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ   .

 والله أعلم .

ا

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android