0 / 0
4,77222/07/2019

هل لها طلب الطلاق بسبب عقمها حتى يتزوج زوجها لأنه لو فعل فلن تطيق البقاء معه ؟

السؤال: 306574

أنا متزوجة منذ ١١ عاماً ، ولم أنجب، حاولت العلاج أكثر من مرة ، وباءت المحاولات بالفشل ، إما بعدم حدوث الحمل ، أو حدوثه ثم الإجهاض ، إلى الآن أحاول العلاج ، ولكن يتملكني كثيرا الشعور باليأس ، و أريد أن أترك الأمر برمتِّه ، وأرضى بقضائي ، ولكن يعود شعور الأمومة يلح عليّ فأستمر ، طلبت من زوجي أن يتزوج غيري ؛ حتى يرزقه الله بالذرية ، لكنه رفض ، الآن أنا أفكر في طلب الطلاق حتى أنسحب من حياته ، وحتى يستطيع هو الزواج والإنجاب ، ولأني لن أطيق إن فعلها و تزوج بغيري فعلاً . سؤالي: هل طلبي للطلاق يدخل في نطاق نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن طلب الزوجة للطلاق ؟ هل تركي للعلاج ويأسي من الشفاء باعتبار أني قمت بكل ما أستطيعه يعد حراماً ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

لا يجوز للمرأة سؤال الطلاق، إلا لعذر؛ لما روى أحمد (22440) وأبو داود (2226) والترمذي (1187) وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا ، فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ : فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة   .

والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان كما ذكر الحافظ في الفتح (9/ 403)، وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” ، وشعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.

والبأس: الشدة والمشقة ، كسوء عشرة الزوج، بضربها أو إهانته لها، أو إذا كان الزوج دميما بحيث تخشى ألا تقوم بحق زوجها لبغضها له ، فيباح لها طلب الطلاق أو الخلع ، حينئذ.

وما دامت حياتك مستقرة مع زوجك ، وهو صابر على عدم الإنجاب ، فلا يجوز لك طلب الطلاق.

فإن تزوج، ولم يمكنك تحمل ذلك بالفعل ، وكان فيه الشدة والمشقة عليك ، فساعتها يباح لك طلب الطلاق أو الخلع.

وأما الآن، فليس لك أن تطلبي الطلاق، خشية عدم احتمالك، فإن هذا ظن، قد يختلف، وقد يصلح الله قلبك، ويرضيك بعيشك.

ثانيا:

التداوي والبحث عن الوسائل لتحصيل الولد: مباح ، أو مستحب، لقوله صلى الله عليه وسلم:  تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ   رواه أحمد (17726) ، وأبو داود (3855) ، والترمذي (2038) ، وابن ماجه (3436) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود”.

ولا يجب التداوي، في قول جمهور الفقهاء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “فإن الناس قد تنازعوا في التداوي هل هو مباح أو مستحب أو واجب؟

والتحقيق: أن منه ما هو محرم، ومنه ما هو مكروه، ومنه ما هو مباح، ومنه ما هو مستحب، وقد يكون منه ما هو واجب وهو: ما يُعلم أنه يحصل به بقاء النفس، لا بغيره، كما يجب أكل الميتة عند الضرورة؛ فإنه واجب عند الأئمة الأربعة، وجمهور العلماء، وقد قال مسروق: “من اضطُّر إلى أكل الميتة، فلم يأكل حتى مات: دخل النار”.

فقد يحصل أحيانا للإنسان إذا استحرَّ المرض، ما إن لم يتعالج معه، مات.

والعلاج المعتاد تحصل معه الحياة كالتغذية للضعيف وكاستخراج الدم أحياناً”.

انتهى من “مجموع الفتاوى” (18/ 12).

وقال رحمه الله: ” ليس بواجب عند جماهير الأئمة، إنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد ” نقله السفاريني في “غذاء الألباب” (1/ 459).

فلا شيء عليك لو تركت العلاج، ورضيت بالحال، لكن لا تيأسي من رحمة الله. قال سبحانه:  فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا  الشرح/5، 6 .

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android