أنا طالب ماجستير بألمانيا : أدرس إدارة أعمال للتجارة الدولية ، يوجد مادة الإدارة الدولية ، وهي علم تسويق المنتجات المحلية لأي شركة للخروج للأسواق الدولية ، طبيعة الدراسة عملية بحيث تأتي المحاضرة بشركات واقعية ، وبعض الأحيان يكون هناك اتصال حقيقي بهذه الشركة ، وبعض الأحيان لا ، و قد يكون مجرد معلومات عن طريقة الشبكة لعمل تمرين حقيقي لنا كطلاب ، طلبت منا المحاضرة ، عمل دراسة جدوى لشركة خمر تبيع محليا فقط بألمانيا ، وهدف فتح أسواق جديدة لها في دولة أخرى ، بهدف التمرين على الأدوات المستخدمة في علم التسويق ، وهذا المشروع جزء إجباري من المادة ، لا أنجح بدون تنفيذه ، ومن الممكن أن هذه الدراسة تعرض على أصحاب الشركة ويحتمل ألا تعرض ، أنا سيكون مطلوب مني أستخدام كل الوسائل والأدوات الإدارية المطروحة في المنهج ، كي تنجح الفكرة ، فأحصل على درجات في هذه المادة . وأسئلتي : هل يكون ذلك من باب الضروريات ، لأني إذا رسبت ستتعقد الأمور معي ، ولن أستطيع أن أكمل الدراسة ؟ وللتوضيح مرة أخرى هذا ليس عملا ، هذا فقط تمرين أثناء الدراسة ،مثل تمرين الحساب والرياضيات بالمدرسة ، فهو أسلوب لاستخدام الأدوات التسويقية في مثال واقعي ، فقط تمرين إجباري .
يقيم في ألمانيا ومطلوب منه في الماجستير عمل دراسة جدوى لشركة خمور
السؤال: 310979
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يجوز عمل دراسة جدوى لشركة تبيع أو تنتج الخمور؛ لما فيه من الإعانة على نشر المنكر، وتحقيق رواجه ، وتيسير سبل نجاحه ، والخمر أم الخبائث ، ملعونة وملعون شاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وغيرهم، كما جاء في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً : عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ” رواه الترمذي (1295) ، وأبو داود (3674).
وسواء وصلت الدراسة للشركة أم لم تصل، فإنه قد يستفيد منها غيرها، وقد تنشرها الجامعة فيعم ضررها وبلاؤها، ويكون إثم كل من استفاد منها على كاتبها.
قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ المائدة/2
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا مسلم (4831).
فاتخذ ما يمكنك من الوسائل لجعل الدراسة عن شركة مباحة، وحبذا لو أظهرت دينك، ورفعت رأسك بإسلامك، وقلت: إن هذه الخمر محرمة في ديننا، فلا يمكن أن أعمل دراسة جدوى لشركة تبيعها؛ فلعل أن يبارك لك في ذلك، ويجعل لك فرجا ومخرجا .
نسأل الله أن يبصرك بالحق، وأن يثبتك على الهدى.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب