ما حكم إرسال مثل هذه العبارات ، العبارة الأولى : ” ترك المعاصي في رمضان ليس تناقضاً ولا ادعاءً للمثالية إنما هو حبل رجاء بين العبد وربه على أمل ألا ينقطع ” . العباره الثانية : ” كل المسلسلات والبرامج ستعاد جميعها لاحقا ، اتركها جانباً فهي مصدر هدر لحسناتك وأجر صيامك ” . العباره الثالثة : ” إن من الناس من (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) فيمر عليهم رمضَان تِلو الآخر ، وهم كمـا هــُم ” ؟
عبارات دعوية منتشرة في رمضان
السؤال: 312812
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يظهر مانع من هذه العبارات الثلاث، ففي الأولي حث على ترك المعاصي، ورد علي شبهة شيطانية تصف من يعصي في غير رمضان ويترك المعصية في رمضان بالتناقض؟!
فيقال: بل هذا من توفيق الله، ومن بركة هذا الشهر العظيم، ولعل هذا التائب أن يستمر على الخير بعد رمضان، ثم يقال: وهل تريدون منه أن يستمر في الغواية حتى في رمضان؟!
والعبارة الثانية : فيها دعوة لترك المسلسلات وإخبار بأنها تهدر حسنات الصائم، وأنه إذا أبى الإنسان إلا مشاهدتها ، فإنها موجودة بعد رمضان، والمؤمّل فيمن تركها في رمضان ، ألا يعود إليها، ففيها تدرج في دعوة أصحاب الغفلة، فإن أقل الأحوال أن يقلعوا عن معاصيهم في شهر رمضان.
لكن ينبغي أن يُعلم أن التوبة لا تصح مع العزم على العودة للحرام مستقبلا.
ولا شك أن أكثر المسلسلات تشتمل على معاص تؤثر على الصيام وتنقص درجته.
والعبارة الثالثة : فيها أن من يمر عليه رمضان تلو رمضان ، فلا يستفيد منه ، فهو مع الخوالف، وهو تعبير مجازي صحيح، فهو مع المخلّفين عن الطاعة، وهو خالفة أهله الصالحين؛ لأنه دونهم.
قال القرطبي رحمه الله: “قوله تعالى: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) الخوالف: جمع خالفة، أي مع النساء والصبيان وأصحاب الأعذار من الرجال. وقد يقال للرجل: خالفةٌ وخالفٌ أيضا إذا كان غير نجيب، على ما تقدم. يقال: فلان خالفةُ أهله إذا كان دونهم. قال النحاس: وأصله من خلف اللبن ، يخلف ؛ إذا حمض من طول مكثه. وخلف فم الصائم إذا تغير ريحه، ومنه فلان خلف سوء، إلا أن فواعل جمع فاعلة” انتهى من “تفسير القرطبي” (8/ 223).
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من أدرك رمضان فانسلخ ولم يغفر له.
روى أحمد (7451) ، والترمذي (3545) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ وصححه الألباني، وشعيب في تحقيق المسند.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب