عن “رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ” لأبي محمد عبدالله بن يوسف الجويني ، هل هي موافقة للسنة ومنهج السلف الصالح ؟ وهل يمكن الأخذ بها ؟
نسبة: “رسالة في الاستواء والفوقية” لأبي محمد الجويني
السؤال: 314563
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولًا :
أبو محمد الجويني هو الفقيه الإمام شيخ الشافعية ، ” أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الطائي ، الجويني ، والد إمام الحرمين .
كان فقيهًا ، مدققًا ، محققًا ، نحويًا ، مفسرًا .
وكان مجتهدًا في العبادة ، مهيبًا بين التلامذة ، صاحب جد ووقار وسكينة ، تخرج به ابنه .
توفي : في ذي القعدة ، سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة ، وهو صاحب وجه في المذهب”، انتهى من “سير أعلام النبلاء” (17/ 716)، بتصرف .
ثانيًا :
أما الرسالة المنسوبة إلى “الجويني” أبي محمد ، بعنوان : “رسالة في إثبات الاستواء والفوقية” ، فيقول الدكتور طه نجا في رسالته للدكتوراه “الاتجاه السلفي عند الشافعية” :
” طبعت هذه الرسالة، أول مرة، ضمن الرسائل المنيرية، ثم طبعت مرات بعد ذلك، منسوبة إلى أبي محمد الجويني، وبعض نسخها الخطية تنسبها إلى إمام الحرمين، ولده، ورأيت في نسخة خطية لها: .. أبي المعالي عبد الله بن يوسف (؟!)، فكأن الناسخ توسط بين الوالد وابنه (؟!) وفي حاشية بعض النماذج التي أوردها: نسبتها لإمام الحرمين.
والواقع أن أسلوبها يدل على أنها كتبت بعد ذلك بزمان طويل، في العصر المملوكي، أو نحوه. وينبغي أن يكون مؤلفها بعد أبي محمد الجويني بنحو من قرنين من الزمان (!!).
ففي هذه الرسالة – ط منيرية (1/179) -: قال الإمام الحافظ عبد الغني في عقيدته، لما ذكر حديث الأوعال ..، وقال: حديث الروح رواه .. اهـ.
والحافظ عبد الغني المشار إليه هنا، هو: عبد الغني المقدسي الحنبلي (ت: 600 هـ)، والنصان في عقيدته المطبوعة (20، 25).
ومن المؤسف حقًّا؛ أن محقق عقيدة عبد الغني – مقدمته ص (13) – اتكأ على هذا النص عن الجويني، أو والده، لإثبات نسبة الكتاب الذي يحققه إلى عبد الغني المقدسي (600 هـ) ؟!!
وكان د. عبد العظيم الديب، رحمه الله، قد وعد بإخراج هذه الرسالة ضمن مكتبة إمام الحرمين، وكلمته في ذلك – هاتفيًّا – فذكر لي أنه تراجع عن ذلك. وقد طبعت هذه الرسالة، بعد ذلك، في مطبعة المدني في القاهرة، والمكتب الإسلامي، بيروت، منسوبة إلى الشيخ أحمد بن إبراهيم الواسطي، الشافعي، المعروف بابن شيخ الحزَّامين (ت: 711 هـ)، وهو اللائق بحالها “، انتهى .
وذكر قريبًا منه الأستاذ زهران كاده ، في ” بحث له في ” نسبة رسالة الاستواء والفوقية إلى أبي محمد الجويني رحمه الله “، وهو منشور هنا:
http://almeshkat.net/book/7633
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب