0 / 0

صيغة التسبيح المجزئة لتحصيل الألف حسنة !

السؤال: 320948

في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ بن أبي وقاص ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ” كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟ ) فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ : كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟ قَالَ : ( يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَة ) ” هل معني تسبيحة هو قول سبحان الله فقط أم قول سبحان الله وبحمده ؟ وهل أي ذكر لله يعتبر تسبيحًا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

روى الإمام مسلم في صحيحه (2698) عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : “كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :  أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟  فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ : كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟ قَالَ :  يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ  “.

وفي الحديث : لم يقيد النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح بصيغة معينة ؛ فدل ذلك على أن أي صيغة من صيغ التسبيح المأثورة مجزئة ، كقول : “سبحان الله” .

قال ابن علان في شرح الحديث المسؤول عنه : ” (فسأله سائل) من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة ؟ قال: يسبح مائة تسبيحة ) أي : كأن يقول: سبحان الله مائة مرة ” انتهى من “دليل الفالحين” (7/ 228).

ولو زاد فقال : ” سبحان الله وبحمده “، فهو خير، وهي صيغة أخرى من صيغ التسبيح، لكنها مقرونة بتحميد الله جل جلاله.

وقد روى مسلم (2731) عَنْ أَبِي ذَرٍّ: ” أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :   مَا اصْطَفَى اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ  .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:  مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ  رواه البخاري (6405) .

وفي رواية مسلم (2692) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ  .

ثانيًا:

ليس كل ذكر يعتبر تسبيحًا ، فالتسبيح معناه تنزيه الله تعالى عن العيب ، والنقص ، والأوهام الفاسدة ، والظنون الكاذبة .

وقد روى الإمام الطبراني في كتابه “الدعاء” مجموعة من الآثار في تفسير هذه الكلمة ، جمعها في باب : ” تفسير التسبيح ” (ص/498-500) ، منها :

ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : ” سبحان الله ” : تنزيه الله عز وجل عن كل سوء .

وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى : ” سبحان الله ” : تنزيه الله وتبرئته .

وقال الطبراني : حدثنا الفضل بن الحباب قال : سمعت ابن عائشة يقول : العرب إذا أنكرت الشيء وأعظمته قالت : ” سبحان ” ، فكأنه تنزيه الله عز وجل عن كل سوء لا ينبغي أن يوصف بغير صفته ، ونصبته على معنى تسبيحا لله . انتهى .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات صفات الكمال له ، فإن التسبيح يقتضي التنزيه ، والتعظيم ، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه ، وتحميده ، وتكبيره ، وتوحيده ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (16/125).

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (104047) .

والحاصل : أنه يجزئ التسبيح بأي صيغة من صيغ التسبيح المأثورة لتحصيل الثواب المذكور ، ولا يحل محل التسبيح أي ذكر آخر .

والله أعلم. 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android