0 / 0

فضل صداع الرأس للمؤمن

السؤال: 322838

هل ذكر عن ابن رجب الحنبلي أنه قال : ” صداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لعل المقصود بهذا؛ هو قول ابن رجب رحمه الله تعالى في رسالته “البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى”، حيث قال:

” وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – من لا تصيبه الحمى والصداع من أهل النار، فجعل ذلك من علامات أهل النار، وعكسه من علامات المؤمنين ” انتهى من “مجموع رسائل ابن رجب” (2 / 380).

واستدل لهذا بما رواه الإمام أحمد في “المسند” (14 / 123)، والبخاري في “الأدب المفرد” (495)، والنسائي في “السنن الكبرى” (7 / 50)، وغيرهم:

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

” أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ:  هَلْ أَخَذَتْكَ أُمُّ مِلْدَمٍ؟ 

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ؟

قَالَ:  حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَالدَّمِ  .

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا وَجَدْتُ هَذَا.

قَالَ:  يَا أَعْرَابِيُّ هَلْ أَخْذَكَ هَذَا الصُّدَاعُ؟ 

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الصُّدَاعُ؟

قَالَ:  عُرُوقٌ تَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ .

قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا.

فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا  .

ورواه الحاكم في “المستدرك” (1 / 347)، وقال: ” هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ “، ووافقه الذهبي.

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى

” إسناده حسن؛ لحال محمد بن عمرو.

ومن طريقه: أخرجه البخاري في “الأدب المفرد”، (495)، والحاكم (1/ 347)، وأحمد (2/ 332)، وهناد في “الزهد” (1/ 246/426)، وعنه: المؤلف ـ كما ترى ـ، والبزار (1/ 368/778) كلهم عنه.

وتابعه أبو مبشر، عن سعيد … به: أخرجه أحمد (1/ 366 – 367).

فبِه صح الحديث ” انتهى من “التعليقات الحسان” (4 / 460).

قال ابن حبان رحمه الله تعالى:

” قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا )، لفظة إخبار عن شيء ، مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء ، وقلة الصبر على ضده، وذلك أن الله جل وعلا جعل العلل في هذه الدنيا ، والغموم والأحزان : سبب تكفير الخطايا عن المسلمين، فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أمته : أن المرء لا يكاد يتعرَّى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه ، وإيجاب النار له بذلك ، إن لم يتفضل عليه بالعفو، فكأن كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه، والعلل تكفّر بعضها عنه في هذه الدنيا؛ لا أن من عوفي في هذه الدنيا يكون من أهل النار ” انتهى من”الإحسان” (7 / 180).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android