تنزيل
0 / 0

توجيه قراءة حفص (عليه الله) بضم الهاء

السؤال: 323914

في “سورة الفتح” الآية 10 في قراءة حفص يقول تعالى : ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، وفي قراءة ورش يقول تعالى: (وَمَنَ اَوْفىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اِللَه فَسَنُوتِيهِ أََجْرًا عَظِيمًا) . والسؤال : ما الحكمة من اختلاف الحركات في كلمة (عَلَيْهُ) لحفص بالضم ، ولورش(عَلَيْهِ) بالكسر، وكلمة (وَمَنْ) لحفص بالسكون،(وَمَنَ) ولورش بالفتح، والاختلاف الكلمتين أيضا (فَسَيُؤْتِيهِ)،(فَسَنُوتِيهِ) ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا : الاختلاف بين القراءات اختلاف تنوع وتغاير

إن الاختلاف بين القراءات القرآنية، هو اختلاف تنوع وتغاير، لا اختلاف تضاد وتناقض .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ” ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده؛ بل قد يكون معناها متفقا أو متقاربا .

…. فهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق، وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى : بمنزلة الآية مع الآية ؛ يجب الإيمان بها كلها ، واتباع ما تضمنته من المعنى علما وعملا، لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ، ظنا أن ذلك تعارض” انتهى من “مجموع الفتاوى” (13/ 393).

وتعدد القراءات يستفاد منه تعدد المعاني، إذ كل قراءة زادت معنى جديدًا لم يظهر من القراءة الأخرى، وبهذا اتسعت المعاني بتعدد القراءات، إذ تعدد القراءات يقوم مقام تعدد الآيات القرآنية .

وللفائدة: ينظر بحث مطول حول هذه المسألة، في هذا الرابط: 

https://bit.ly/3iqzIU7

ثانيًا : توجيه قراءة الآية 

قال تعالى :  إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا  الفتح /10 .

قرأ حفص وحده بضم هاء الضمير ،   وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ   الفتح/ 10.

و” الحجة لمن ضمَّ : أنه أتى بلفظ الهاء على أصل ما وجب لها .

والحجة لمن قرأه بالكسر : فلمجاورة الياء ” .

والأصل “ما يجب من حركتها بعد الساكن”.

(واختلفوا) في: فسيؤتيه أجرا فقرأ أبو عمرو ، والكوفيون ورويس بالياء، وانفرد بذلك ابن مهران عن روح أيضًا.

وقرأ الباقون بالنون.

انظر : “جامع البيان” للداني(3/ 1313) ، (4/ 1594)، “النشر” (1/ 305)، (2/ 375).

“الحجة في القراءات السبع” لابن خالويه : (226).

قال “الآلوسي” في “روح المعاني” (13/ 252) : ” وقرأ الجمهور عليه بكسر الهاء ، كما هو الشائع . وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم : أنها هاء هو ، وهي مضمومة ، فاستصحب ذلك ، كما في : له ، وضربه.

ووجه الكسر رعاية الياء ، وكذا في : إليه ، وفيه . وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة ، نحو : به ، ومررت بغلامه ، لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم .

وحسَّن الضم في الآية : التوصلُ به إلى تفخيم لفظ الجلالة ، الملائم لتفخيم أمر العهد المشعر به الكلام .

وأيضًا إبقاء ما كان على ما كان ، ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه “، انتهى .

ثالثًا :

قال تعالى :   إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا   الفتح /10 .

(واختلفوا) في: (فسيؤتيه أجرا) فقرأ أبو عمرو ، والكوفيون ورويس بالياء ، وانفرد بذلك ابن مهران عن روح أيضًا.

وقرأ الباقون بالنون.

انظر : “جامع البيان” للداني(3/ 1313) ، (4/ 1594)، “النشر” (1/ 305)، (2/ 375).

وتوجيه قراءة النون : أنها التفات من أسلوب الغيبة إلى التكلم .

وتوجيه قراءة الياء : أنها عائدة على اسم الجلالة .

قال “ابن عاشور” في “التحرير والتنوير” (26/ 160) : ” وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر ورويس عن يعقوب فسنؤتيه ، بنون العظمة ، على الالتفات من الغيبة إلى التكلم.

وقرأه الباقون : بياء الغيبة ، عائدا ضميره على اسم الجلالة”.

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android