أنا متزوجة، وحملت ثلاث مرات، وكلها حصل بها إجهاض، وحمل خارج الرحم، وأكثر من دكتور أخبرني أن الحيوانات المنوية مشوهة، وخضعت لأكثر من ١٧ عملية حقن مجهري، ورزقت بطفلين، وأجهضت مرتين، و٤ مرات يتم سحب البويضات مني، ولكن لا يتم التلقيح بسبب انعدام الحيوانات المنوية، أو التشوه الكامل، زوجي لم يعطِ العلاج أي أهمية؛ بحجة أنهم في الحقن المجهري لا يحتاجون إلا لعدد محدود ، وأرسل طبيبي المعالج زوجي لأخصايي أمراض ذكورة، وأخبره أن لديه دوالي، ويجب العلاج، ولكنه لم يكمل، بالإضافة كنت لا أحصل على أي إشباع جنسي، ولم أكن أضغط عليه؛ ظنا مني أن هذه هي قدرته التي رزقه الله تعالى، ثم قرر الزواج رغبة في الإنجاب بدون حقن مجهري، وأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، وكنت متوقعة لهذا من فترة طويلة بسبب تهديده المستمر عند كل عملية، لكن عندما قرر الزواج ذهب العلاج، وهذا ما آلمني جدا، بعدما كبرت، وبدأت فرصي تقل حتى مع الحقن المجهري ذهب للعلاج !، وإعطاء عينة للتحالليل بكل سهولة، بينما في كل عملية حقن لي كان يغضب عددا من الأيام بسبي إعطاء العينة، أنا راضية تمام الرضا بكل ما مررت به من تعب وعناء، وكل ما يأتي به الله تعالى خير . لكن سؤالي :هل ذهابه للعلاج الآن من الظلم لي ؟ مع العلم إنه من يوم زواجي حتى يومي هذا لا أعاني أي مشكلة صحية، ومعدل البويضات المسحوبة كان عاليا جدا في كل مرة ـ من فضل ربي وكرمه ـ ، وسبب عملي الحقن المجهري هو فقداني لقناتي في فالوب نتيجة حمل خارج الرحم ، وقد قمت بعمل نفخ للأنبوب، والحفاظ على نفسي بدون التهابات، حتى إني كنت كل أسبوع أعمل فحصا للإلتهابات النسائية قبل الحمل الثاني، ولكن قدر الله فوق كل شي .
سعى زوجها للعلاج بعد رغبته في الزواج الثاني فهل يكون ظالما ؟
السؤال: 325578
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
نسأل الله تعالى أن يأجرك على ما أصابك، وأن يزيدك تسليما ورضا؛ فإن هذا من أجلّ نعم الله على عبده، أن يرضّيه بقضائه.
ثانيا:
لا نرى أن تنشغلي بكون زوجك ظالما أم لا، فإن العلاج ليس واجبا في قول جماهير أهل العلم، وعليه فلم يقترف حراما حين ترك العلاج، وأما سعيه في العلاج الآن عند إرادته للزواج من أخرى، فهو أمر مباح، وفيه الخير لك وله إن شاء الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن التداوي : ” ليس بواجب عند جماهير الأئمة، إنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد ” نقله السفاريني في “غذاء الألباب” (1/ 459).
والإنسان ما دام يعمل المباح، ويجتنب الحرام، فلا ينبغي أن يثرّب عليه، وقد يمتنع الإنسان عن العلاج لخوفٍ، أو لعدم قناعة، ثم يقبل عليه لزوال الخوف، أو للوقوف على تجربة ناجحة، أو لإدراكه أنه بحاجة إليه ونحو ذلك، فلا ينغصنّ عليكما الشيطان صفو حياتكما بالتفكير في هذا الأمر.
وما دمت قد رزقك الله الذرية، وأنعم عليك بالرضا، فلا يضرك زواجه، ولا معافاته، بل ينبغي أن تحبي له الخير، وتسألي الله حسن العاقبة له ولك.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب