قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ، هو خيرٌ مِنْ هذا ؟ تقولُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ). السؤال: إذا سبح الإنسان مثلا ألف تسبيحة، فإنه بأمر الله عزوجل يغرس له ألف شجرة، هل هذا الشجر يغرس باختيار الإنسان أم بأمر الله عزوجل؛ بمعنى أننى أنا من أختار نوع الشجر الذى يغرس، بأن أقول إننى أريد الألف شجرة كلها مانجو، أو نصفها تفاح، أو موز، فهل تزرع باختيارى؟
الأشجار التي تغرس في الجنة بالذكر هل هي أشجار معينة وهل يختار الإنسان نوعها؟
السؤال: 331336
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
روى ابن ماجه (3807) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟ قُلْتُ: غِرَاسًا لِي، قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيْرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسْ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ والحديث صححه الألباني في "صحيح ابن ماجه".
فمن سبح آلاف التسبيحات رُجي أن يغرس له آلاف الأشجار.
ولم نقف على تعيين هذه الأشجار، ولا على أن المؤمن يختار نوعها في الجنة، أو أنه سيجدها غير مغروسة فيختار نوعها. لكن جاء في حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ رواه الترمذي (3464) وقال المنذري: إسناده جيد، وحسنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(1/104)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"(64).
فهذا فيه تعيين الشجرة ، وأنها النخلة.
وما سوى ذلك، نكل علمه إلى الله تعالى.
وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن أهل الجنة لهم فيها ما يشتهون فقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ المرسلات/41، 42.
وقال: لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ يس/57.
وقال: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ الزخرف/71.
فإذا اشتهى المؤمن ثمرة معينة أو شجرة معينة، حصل له ما يشتهيه.
روى البخاري (2348) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ .
فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: وَاللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا، أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
فأكثر من الذكر، وارج الخير من الله تعالى، فإنه رب رحيم جواد كريم.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب